الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الفقر حول المترجم إلى متسول

الفقر حول المترجم إلى متسول
الفقر حول المترجم إلى متسول




كتبت - الشيماء طلعت


«فرج» لم يتذوق طعم الدنيا يومًا فمنذ نعومة أظافره عهد على العمل لتدبير نفقات دراسته، ماضيًا فى طريقه للعلم أملًا فى تحقيق ذاته، حتى أن أصبح مترجماً فورياً، ثم غادر البلاد متجهًا إلى المملكة العربية السعودية وظن وقتها أن رحلة العذاب الدنيوى ستنهى، وسريعا ما انقضت مدة السفر وعاد إلى أرض الوطن «ايد ورا وايد قدام» ليفقد عقله بعد أن فشل فى تحقيق ذاته، وأهمل حياته وتحول الى متسول فى الشوارع.
بعد ما أصيب بمرض نفسى، واعتاد على ترك المنزل وغيابه بالشهور متجولا فى الشوارع ينهش القمامه ليسد جوع بطنه.. وباتصال  شقيقه  «عماد» المقيم فى أمريكا  للأطمئنان عليه  من أقاربه، فأخبروه أن أخيه متغيب عن المنزل منذ عامين وقاموا بتحرير محضر تغيب، ومنذ ذلك الحين لم تكن هناك أى معلومات عنه وبعد مرور 4 سنوات قرر شقيقه «عماد» العودة إلى أرض الوطن لبيع منزل العائلة الذى يقطن فيه «فرج» بمنطقة مصر القديمة فطلب من أقاربه ترميم وتهيئة المنزل استعدادًا لعرضه للبيع، وفور وصولهم المنزل فوجئوا بوجود هيكل عظمى  يرتدى ملابسه كاملة «فانلة مقطعة وبنطلون جنيز» داخل حجرة النوم رقدًا على السرير، فقاموا بتحرير محضرًا بقسم شرطة مصر القديمة.. وتباشر نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية برئاسة المستشار أحمد معاذ سيف النصر مدير النيابة التحقيق فى الواقعة، وبانتقال النيابة إلى موقع الحادث وبإجراء الفحص والمعانية وبتفتش ملابس الهكيل عثر على حافظة نقود بها مبلغ 65 جنيهًا وبطاقته الشخصية  وتبين أنه يدعى «فرج يوسف» «45  سنة»  يعمل مترجماً فورياً.