الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

اللعب بالقدس بين الأتراك والفرس

اللعب بالقدس بين الأتراك والفرس
اللعب بالقدس بين الأتراك والفرس




كتب - خالد عبدالخالق


تسعى تركيا للعب دور الزعامة فى العالم الإسلامى مستغلة منصة اجتماعات منظمة التعاون الإسلامى بشأن الرد على قرار الرئيس الامريكى نقل السفارة الامريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة للدولة الإسرائيلية، إذ حاولت تمرير قرار تفويضها متحدثة عن العالم الإسلامي، وإيران هى الأخرى كانت تحاول لعب هذا الدور لكن القمة الإسلامية لم يكن مستوى تمثيل الحضور بها بالدرجة التى يمكن أن نطلق عليها أنها قمة ناجحة أو يمكن أن تخرج بمثل هذا التفويض.
المشهد فى المنطقة العربية به تقاسم أدوار قُلما نجد مثيل له فى اى منطقة فى العالم، بل يمكن القول إن حالة الإقليم (الدول العربية - إيران وتركيا وإسرائيل) مميزة، أردوغان يمارس دوره المعتاد خطب حنجورية شعارات نارية انتقاداً لرد الفعل العربى من الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل. حسن روحانى الرئيس الإيرانى يتصل برئيس المكتب السياسى لحماس اسماعيل هنية لدفعه لاشعال حرب فى المنطقة وفى نفس التوقيت قاسم سليمانى قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى يتصل بقائد كتائب القسام وسرايا القدس لحثهما على مواجهة إسرائيل، حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبنانى هو الآخر أبى ألا يكون له دور فى هذا المشهد وقال من معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت إن الحزب وحلفاءه فى المنطقة سيجددون تركيزهم على القضية الفلسطينية، الشارع العربى فى حالة ثورية جراء قرار الرئيس الامريكى بشأن القدس وغير راض عن رد الفعل الرسمى من جانب الدول العربية والإسلامية بل كان الشارع سببا فى تعميق التباعد بين الدول العربية، ولعل ما حدث فى الشارع الأردنى والإساءة للسعودية وولى العهد نموذجاً.
ويجب التمييز فى النظم السياسية يجب التمييز بين أمرين، المستوى الرسمى والمستوى الشعبى، المستوى الشعبى يكون له رؤية واحدة ينظر للأزمات من زاوية واحدة، مطالبة برد فعل متأثر بالشعارات الحنجورية والمزايدات السياسية التى تمارسها الأطراف المحيطة بالمنطقة العربية خاصة إيران الفارسية وتركيا العثمانية الأردوغانية فى شكلها الحديث، كلتا الدولتان يجيدان اللعب على هذا الوتر استخدموا فلسطين والقدس لقضاياهما، يساومان عليها، قد يكسبون أرضية بعض الوقت لكن ليس طول الوقت خاصة مع طول أمد الأزمة واستفحال المستجدات تنكشف حقيقة الأطراف.