الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لعنة الـ«فيتو» تعرقل جهود مصر لإنقاذ «القدس»

لعنة الـ«فيتو» تعرقل  جهود مصر لإنقاذ «القدس»
لعنة الـ«فيتو» تعرقل جهود مصر لإنقاذ «القدس»




كتب - صبحى مجاهد وناهد سعد

 ومحمود محرم وعبدالجواد خليفة

أكد عدد من السياسيين رفضهم التام لاستخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق الـ«فيتو» ضد قرار مصر بمنع تهويد القدس، ووقوفها ضد 14 دولة صوتت لصالح القرار المصرى، مؤكدين أن الإدارة الأمريكية تواصل مسلسل الهذيان التى تتبعه منذ تولى الرئيس الأمريكى تونالد ترامب مقاليد الحكم، لافتين إلى أن اللجوء إلى مجلس الأمن لن يثنيهم عن مواصلة الدفاع عن القضية الفلسطينية، وإعلانهم عن التقدم بمشروع جديد للجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار ترامب بتهويد القدس لعمل زخم دولى مناصر للقضية الفلسطينية.
من جانبه طالب الأزهر الشريف بإلغاء حق الـ«فيتو» من مجلس الأمن، عقب استخدام أمريكا له لتمرير قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بجعل القدس عاصمة للكيان الصهيونى.. وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر فى تصريحات صحفية أمس: «لست أدرى كيف قبل العالم عند إنشاء مجلس الأمن أن تمتلك دول حق الـ «فيتو» للتحكم فى مصير العالم منفردة؟!، فإما أن يلغى هذا الحق اللعين وإما أن يبقى مجلس الأمن سيفًا مسلطًا على رقابنا فقط حتى لو كبرنا عليه، وفى كل الأحوال ستبقى القدس عربية عاصمة لفلسطين رغم أنف ترامب».
وأضاف شومان: «رغم استخدام أمريكا لحق الاستبداد المسمى بالـ«فيتو» إلا أن مصر نيابة عن المجموعة العربية ربحت للقدس، بعد تصويت المجتمع الدولى كله لصالحها، وهذا يعنى أن قرار ترامب الباطل لن تؤيده دولة من الدول الكبرى مستقبلا حيث صوت ١٤ وهى جميع المصوتين، ماعدا أمريكا لصالح القدس وضد قرار ترامب، ليثبت للعالم استبداد أمريكا التى رضيت أن تكون حكمًا وخصمًا، لتؤكد خروجها بشكل نهائى من ملف القضية الفلسطينية وتحيزها للباطل».
وعلق النائب محمد صلاح خليفة عضو مجلس النواب عن حزب النور، على استخدام أمريكا لحق الـ«فيتو»، قائلا: «الفيتو الأمريكى جاء استكمالا لمسلسل الهذيان التى تتبعها الإدارة الأمريكية مؤخرًا»، مضيفًا: «أن التشتت والخلافات والمؤامرات التى تحاك ضد الوطن العربى وتميل بعضها للإرهاب بالتنسيق مع العدو الأكبر أمريكا ومن خلفها إسرائيل، السبب فيما قامت به أمريكا داخل مجلس الأمن»، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية واتباعها يتأكدون أن العرب لم ولن يتحدوا لذلك تجرأوا على اتخاذ مثل هذه القرارات، مشددًا على أن البقاء سيكون للأقوى فى الفترة المقبلة، وهو ما يؤكد أن الأمم المتحدة هو مجرد منفذ للأوامر والإدارة الأمريكية، وبالتالى فإن شرعية الأمم المتحدة انقضت بذلك القرار.
وقال خليفة: «إنه لا مجال الآن للحديث عن شرعية الأمم المتحدة التى تتحد ويستجيب لقراراتها حين تخدم مصالحها فقط، وبالتالى فهى تتخذ قرارات مصيرية تضرب العرب والمسلمين أجمع ولا تعطى لهم اعتبارًا، حيث إن القرار المصرى حظى بموافقة 14 دولة فى مجلس الأمن، فى مقابل «فيتو» أمريكا.
من جانبه أشاد منتصر عمران الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، بالموقف الرسمى المصرى المشرف تجاه قضية تهويد القدس، خاصةً بعد موافقة 14 دولة من أصل 15 على مشروع هذا القرار، وهو ما يؤكد أن أمريكا ليست وسيطًا نزيهًا بل حليفة ومنحازة للكيان الصهيونى، مطالبًا بتحركات دولية لإقناع جميع الدول الصديقة للعرب بتبنى الموقف الفلسطينى والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وبأن يكون للدول العربية مقعد كامل العضوية فى مجلس الأمن وليس عضوا مراقبا كما هو الحال الآن.
وأشار عمران إلى أن السيناريوهات المصرية المطروحة الآن تتركز على توحد الدول العربية تجاه القدس، خاصةً أن مصر الآن عضو غير دائم فى مجلس الأمن ويتجلى ذلك من خلال عدم تجديد الاتفاقيات والتعاقدات التجارية، وعدم إرسال المبعوثين ووقف التحويلات النقدية للولايات المتحدة، خاصةً من دول مثل السعودية والإمارات بعد أن باعت قطر القضية.
أما السيناريو الثانى استدعاء السفير الأمريكى فى مصر وإبلاغه غضب مصر الشديد من قرار ترامب على أن تعقبها قرارت أخرى مثل التهديد بسحب السفير المصرى من واشنطن، والسيناريو الثالث هو إدخال روسيا كوسيط فى مفاوضات القضية مع الكيان الصهيونى بدلا من أمريكا، وأخيرًا لابد من إجراء فورى الآن وليس غدًا بعرض ملف قضية تهويد القدس على الجمعية العامة للأمم المتحدة لعمل زخم دولى مناصر للقضية الفلسطينية.
وقال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل: «إن مصر قامت بدورها وحققت نجاحًا كبيرًا حيث استطاعت أن تمثل الدول العربية والإسلامية الرافضة لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مجلس الأمن»، مؤكدًا أن مصر هزمت أمريكا دبلوماسيًا لأول مرة فى تاريخ مجلس الأمن، مضيفًا: «أن مصر ستقدم مشروعا جديدا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد تهويد القدس لإصدار قرار بالأغلبية يدين القرار الأمريكى فى مجلس الأمن بعد استخدمه حق «فيتو» وإسقاط المشروع المصرى، مؤكدًا أن الجمعية العامة ليس بها نظام «فيتو».
من جانبه أشاد الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بالدور المصرى بصفتها عضوا غير الدائم بمجلس الأمن عن المجوعة العربية وتقدمها بمشروع قرار ضد تهويد القدس، مضيفًا: «أن مصر نجحت فى استقطاب 13 دولة للتصويت على قرارها رغم استخدام أمريكا حق «فيتو» لتمرير قرار ترامب».
وأكد نافعة أن مصر ستقدم مشروعا جديدا بشأن القدس للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقًا لقرار «الاتحاد من أجل السلام» مما يعطيه حق الدعوى لعقد جلسة طارئة لأمر يتعلق بالسلم والأمن الدوليين بعد تقاعس مجلس الأمن فى نصرة فلسطين، لافتًا إلى أن اللجوء إلى الجمعية العامة هو نوع من الضغط الدبلوماسى على الولايات المتحدة.