السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فيتو العار

فيتو العار
فيتو العار




كتب - صبحى مجاهد وشاهيناز عزام

وناهد سعد ومحمود محرم وعبدالجواد خليفة

تجلى زيف «العدالة الأمريكية»، ليظهر فى أقبح صوره، فلا مساواة لديها، ولا صون لحقوق الأسرة العالمية، هى تعزز فقط استراتيجية البقاء للهيمنة، وترسخ لسياسة «الكيل بمكيالين»، وليخبط العالم رأسه فى الأرض. رسمت أمريكا، أمس الأول، هذه الصورة القاتمة بنجاح، بعد استخدامها حق النقض «الفيتو»، ضد القرار المصرى المقدم إلى مجلس الأمن، لإثبات الحق الفلسطينى فى القدس، لتجهض واشنطن مشروع القرار بصوتها الرافض «الفيتو»، متحدية 14 دولة صوتوا لصالح القرار، لتكون تلك هى المرة الـ 31 التى تستخدم فيها امريكا حق «الفيتو» ضد القضية الفلسطينية، منذ عام 1973 حتى الآن.
التحدى الأمريكى كان واضحًا لدول العالم، المستاءة من التصرفات الأمريكية، وطال هذا الاستياء وامتد إلى الشارع العربى والدولى والسياسيين وغيرها من المؤسسات المجتمعية المستقلة.
ومن جانبه أكد أحمد أبوزيد المتحدث باسم الخارجية المصرية أن مصر تأسف لعدم اعتماد القرار الذى جاء استجابة لضمير المجتمع الدولى الذى عبر بوضوح عن رفض اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف أن مصر نجحت فى حشد المجتمع الدولى ضد القرار الأمريكى وحصول مشروع القرار على دعم 14 عضوُا من أعضاء المجلس الخمسة عشر، مشيراً إلى استمرار المشاورات مع المجموعة العربية بدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة للانعقاد لاتخاذ قرار برفض قرار الرئيس الأمريكى بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
السفير سعيد أبو على، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة بجامعة الدول العربية، قال إن الفيتو الأمريكى يزيد من عزل الولايات المتحدة لذاتها، بوقوفها ضد إرادة الدول الأعضاء بمجلس الأمن، وإرادة المجتمع الدولى.
واعتبر «أبو على»  الفيتو الأمريكى انتهاكاً جديداً لقرارات المجلس، والأمم المتحدة ذات الصلة بالوضع القانونى والسياسى والتاريخى للقدس المحتلة، يترك أثره المباشر على النظام الدولى برمته.
من جانبه طالب الأزهر الشريف بإلغاء حق النقض الـ «فيتو» من مجلس الأمن، وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر فى تصريح صحفى أمس: «لا أدرى كيف قبل العالم عند إنشاء مجلس الأمن أن تمتلك دول حق الـ«فيتو» للتحكم فى مصير العالم منفردة؟! فإما أن يلغى هذا الحق اللعين وإما أن يبقى مجلس الأمن سيفًا مسلطًا على رقابنا فقط حتى لو كبرنا عليه، وفى كل الأحوال ستبقى القدس عربية عاصمة لفلسطين رغم أنف ترامب».
وأشاد منتصر عمران، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، بالموقف الرسمى المصرى المشرف تجاه قضية تهويد القدس، مؤكدًا أن أمريكا ليست وسيطًا نزيهًا بل هى حليفة ومنحازة للكيان الصهيونى، مطالبًا بتحركات دولية لاقناع جميع الدول الصديقة للعرب بتبنى الموقف الفلسطينى والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل إن مصر هزمت أمريكا دبلوماسيًا لأول مرة فى تاريخ مجلس الأمن، مضيفًا: «القاهرة ستقدم مشروعًا جديدًا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد تهويد القدس لاصدار قرار بالأغلبية يدين القرار الأمريكى فى مجلس الأمن».
واندلعت إدانات دولية (عربية وإسلامية وغربية) ردا على استخدام أمريكا حق النقض «الفيتو» فلبنان أعلن رفضه التصرف الأمريكى داعيًا إلى بروز وسطاء جدد فاعلين ويتمتعون بالنزاهة، يمكنهم قيادة السلام العادل والشامل، حتى لا تسقط المنطقة فى الحروب. كما أعلنت روسيا دعمها لمبدأ إنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وأكد مندوبها فى مجلس الأمن أن بلاده مستعدة للعب دور «وسيط نزيه» لتسوية الصراع الفلسطينى  الإسرائيلي.
رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، أكد أن العالم كله مجمع على رفض قرار ترامب بشأن القدس، مشددا على أن تأييد 14 عضوًا فى مجلس الأمن لمشروع القرار المصرى يعطى رسالة واضحة حول الرفض العالمى للقرار الأمريكى الأحادى بشأن القدس.
تفاصيل 4-5-6