الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نقط على حروف حياة رئيس المتوحدين

نقط على حروف حياة رئيس المتوحدين
نقط على حروف حياة رئيس المتوحدين




بقلم: مايكل عزيز جورج

يضع الأقباط كثيرا من شخصيات التاريخ المسيحى فى مرتبة القداسة، ويقومون ببناء كنائس واديرة على اسمهم. ويحتفلون بذكرى موتهم وميلادهم ويطلقون اسماءهم على ابنائهم كنوع من أنواع البركة! ولا يسمحون بنقدهم نهائى، ولكن يأتى السؤال: هل كل هذه الشخصيات التى يحفل بها التاريخ القبطى هم بالحقيقة مستحقون هذا التكريم والاحترام؟.. المنطق يقول لا، ولكن العقل الجمعى القبطى يرفض هذه اللا.. فكل هؤلاء هم بالحقيقة قديسون.. وكلهم لهم معجزات.. وكل أفعالهم الإنسانية مقدسة ومدعمة من الله!
سأكتب لكم بعض النقاط فى حياة شخصية كالأنبا شنودة رئيس المتوحدين. صاحب الدير العريق فى سوهاج المشهور بالدير الابيض غرب سوهاج. وللانبا شنودة تفاصيل غريبة فى نشأته وحياته. تحكى سيرته أنه عندما كان طفلا أخذه والده ووالدته وذهبوا به إلى الأب بيجول وهو رئيس لأحد الاديرة القريبة من سوهاج وفى نفس الوقت خال الطفل شنودة وهناك تنبأ الأب بيجول للطفل شنودة بأنه سيصير أبا لجماعة رهبانية كثيرة. ومن هذه اللحظة لم يترك شنودة خاله الأب بيجول ولم يخرج من الدير. وبعد نياحة الأب بيجول تولى الأنبا شنودة رئاسة الدير خلفا لخاله.
رغم صغر سنه وقتها. استمر فى رئاسته للدير حتى بلغ عدد الرهبان تحت رئاسته ما يقارب الأربعة آلاف راهب.
ويحكى عنه القس منسى يوحنا صاحب الكتاب القيم، تاريخ الكنيسة القبطية، أنه كان غيورا جدا على الديانة المسيحية، وفى يوم من الأيام اتاه كرامين أقباط واشتكوا له أن سيدهم التاجر الوثنى رفض أن يعطيهم اجرتهم بحجة أن الكرم لم يأت هذا العام بمحصول جيد. فذهب الأنبا شنودة بمجموعة كبيرة من رهبانه واجبروا التاجر الوثنى بدفع اجرة الكرامين الاقباط. حتى ان القس منسى ذكر فى كتابه بالنص أن التاجر دفع صاغرا!
وفى حادثة أخرى. قام الأنبا كيرلس عمود الدين باصطحاب الأنبا شنودة معه فى الذهاب لمجمع افسس المسكونى وهناك فى جلسة للأساقفة.. كان هناك كرسى فارغا ويضعون عليه الكتاب المقدس.. فأتى الأسقف نسطور المنعقد المجمع بسببه.. وأزاح الكتاب المقدس ليجلس هو على الكرسى الفارغ. فاستشاط الأنبا شنودة غضبا وقام فصفع نسطور على وجهه وقال له لماذا تحب أن تكرم نفسك أكثر من كتاب الله. رغم أن نسطور وقتها لم يحرم مجمعيا بعد ولم يجرد من رتبته فقد كان بطريرك القسطنطينية وكان الأنبا شنودة راهبا ليس لديه اى رتبة كهنوتية.. ويقال إن البابا كيرلس رقى شنودة إلى الكهنوت بعد هذه الحادثة.
الحقيقى لا أرى فى شخصية  هذا الرجل سوى العنف والإرهاب أيضا.. فحياة هذا الرجل قاسية طيلة حياته. فهو لم يمارس طفولته كباقى الأطفال. فقد دخل الدير وعاش وسط الرهبان منذ طفولته. ولا يجد طريقة فى التعامل مع الآخر سوى العنف واستخدام القوة.. وهذا ظاهرا جدا فى قصة التاجر الوثنى وضرب الأسقف نسطور.
وهناك من يبرر كل هذه القصص ويعتقد انه فعل هذا لنصرة المظلوم فى قصة الكرامين. أو أنه دافع عن الإيمان فى قصة نسطور، منذ متى كان العنف فى أدبيات المسيحية.. العنف مرفوض جملة وتفصيلا فى كل حياة المسيح!
ولكن ما يجمع تصرفه فى القصتين هو العنف.. وما اعرفه وما تفهمه الإنسانية.. إن العنف مرفوض مهما كان سببه! ومهما كان صاحبه.