الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ارحموا "وزير" قوم ذل !
كتب

ارحموا "وزير" قوم ذل !





كرم جبر روزاليوسف اليومية : 05 - 01 - 2010


هذه هي أسباب استمرار حكومة نظيف


لماذا تركوا "الجمل" موضعًا للسخرية والتندر؟


أحمد زكي بدر.. الهدف القادم للهجوم


النوايا الطيبة أنقذت نظيف من الطامحين


1


- كنت أتمني أن يبادر رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف بالاتصال بالدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم السابق ويبلغه نبأ إقالته، ولا يتركه أبدًا للموقف المهين الذي تعرض له أمس الأول.


- ليس معقولاً ولا مقبولاً أن يتركوا الوزير يقود حملة التطعيم ويناقش سبل التعاون في مجال التعليم مع سفير الإمارات ويقابل وزيرة التعليم الأيرلندية، بينما هو معزول من منصبه.
- كان من الممكن أن يطلب منه الدكتور نظيف ألا يغادر مكتبه أو ألا يذهب للوزارة.. أو أن يقابله ويقدم له الشكر، ولا يتركه للتريقة والسخرية والشماتة، كما حدث في الصحف الحزبية والخاصة أمس.
2
- "ثقافة الخروج من المنصب" هي القضية الغائبة في مجتمعنا، وكثير من الوزراء الذين يتركون مناصبهم يواجهون مصيرًا أقرب لحكم الإعدام، أو النفي المؤبد خارج الحياة.
- قليلون فقط هم الذين نجحوا واستمروا وعاشوا حياتهم واستمتعوا بها، لأنهم دخلوا الوزارة بسلام وخرجوا منها باطمئنان، لا تهددهم وقائع أو تصرفات تمس سمعتهم.
- المنصب يتحول إلي "لعنة" تطارد من يسيء إليه بعد الخروج، وتظل تهدده وتسرق النوم من عينيه، إذا أساء استخدامه.. وتجعل كل أموال الدنيا لا تساوي لحظة قلق وترقب.
3
- ارحموا "وزير" قوم ذل، لأن وزير التربية والتعليم، لم يكن وحده الذي يستحق الخروج، فهناك خمسة أو ستة علي الأقل مستمرون بالصدفة أو الحظ.. وكان من الأفضل أن يرحلوا من زمان.
- هؤلاء الوزراء الفاشلون سوف نشربهم حتي نهاية عام 2011، أي بعد الانتخابات الرئاسية، لأنه ليس من المنطقي أن يحدث تغيير وزاري آخر في فترة الانتخابات الساخنة.
- عامان جديدان في عمر هذه الوزارة المحظوظة التي تلعب كل الظروف لصالحها وتؤدي كل الطرق إليها.. وزارة حظها مثل حظ حسن شحاتة، تستفيد من الإنجازات وأيضًا الإخفاقات.
4
- لكن كي نقول شهادة حق فقد استطاعت حكومة الدكتور نظيف في جانبها المضيء وليس المظلم أن تحقق نجاحات كبيرة، خصوصًا في المجال الاقتصادي.
- الله وحده هو الذي يعلم ما كانت ستؤول إليه أحوال البلاد في ظل الأزمات المتلاحقة التي حدثت في السنوات الأخيرة، ما لم تحقق حكومة نظيفة طفرة النمو الاقتصادي الكبيرة.
- مشاكل خانقة كان يمكن أن تغرق فيها البلاد، لولا الأرضية الاقتصادية الصلبة التي تقف عليها، فلم يشعر المصريون بحجم الأزمات العالمية بنفس المستوي الذي تشعر به الشعوب الأخري.
5
- لم يكن منطقيا ولا واقعيا أن ترحل حكومة نظيف في هذا الوقت، رغم أن الرغبات الشعبية كانت تنتظر تغييرًا واضحًا وشاملاً وكبيرًا.
- من الطبيعي أن تستمر الحكومة حتي تنتهي من تنفيذ البرنامج الرئاسي الذي قطعت فيه شوطًا طويلاً، وتعرف أسراره وخباياه ونقاط القوة والضعف فيه.
- المغامرة غير المحسوبة أن تأتي حكومة جديدة في هذا الوقت، لتبدأ من نقطة الصفر، ونحن جذورنا فرعونية لا نعرف أن نبني فوق ما بناه الآخرون، بل نهدم ثم نبني.
6
- ما دامت حكومة نظيف قدراً مكتوباً علينا، فمن الممكن أن تحقق نجاحًا غير مسبوق إذا قامت بتفعيل قواعد المحاسبة والشفافية وأن تحد من طغيان رجال الأعمال وتدليلهم.
- محاربة الفساد هي التي تفتح قلوب الناس علي حب الحكومة ويكتبون فيها قصائد شعر، وكلما سقط فاسد ارتفعت الحكومة عشر درجات عند المعارضين أكثر من المؤيدين.
- نعم، نحن مع الخصخصة واستكمال تحرير الاقتصاد الوطني من ذيول الشمولية، لكن مع الخصخصة بجناحيها، التحرير والشفافية، حتي لا تتحول إلي كابوس أكثر وطأة من الشمولية.
7
- المؤكد أن حسنة التغيير هي الدكتور أحمد زكي بدر، لما يعرف عنه من حزم وصلابة وقوة، ويستطيع أن يضع حدًا للتسيب وعدم الانضباط الرهيب في التعليم.
- الوزير السابق رغم اختلافي مع طريقة خروجه إلا أن استمراره كان يمثل كارثة، لأن مشكلته هي "التوهان".. فأصبح التعليم في عهده في حالة توهان.
- أحمد زكي بدر سوف يكون هدفًا ثابتًا للهجوم في كل قرار أو خطوة، وهو يعرف ذلك ومستعد له، ويعلم جيدًا الفرق بين الصلابة والانضباط وبين الاستفزاز والتطاول.
8
- لم يكن أحد يعلم الأسباب الحقيقية لمجيء الحكومات ورحيلها، لحرص القيادة السياسية علي عدم الإساءة لأحد، وحماية الوزراء بعد الخروج من الهجوم الذي قد يتعرضون له.
- لكن الآن يعلم الجميع لماذا بقيت حكومة نظيف، وهي لأسباب تتعلق بالاستمرار والموضوعية، رغم أن الإطاحة بها كانت ستحقق ارتياحاً إعلاميا.
- معالي رئيس الوزراء .. يبدو أنك رجل طيب ونواياك طيبة والأعمال بالنيات، فنجاك الله من " شر " المتطلعين و"قر" الحاسدين و "كر" المشتاقين .. وإلي اللقاء عام 2012.

E-Mail : [email protected]