الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إذا سقط مرسى.. لن يحكم مصر رئيس أكثر من أسبوعين




قال يسرى محمد سلامة المتحدث الرسمى السابق لحزب النور السلفى والعضو المؤسس لحزب الدستور حاليا إن الإعلان الدستورى الأخير للرئيس محمد مرسى تسبب فى حالة احتقان شديد بين القوى السياسية وكان يلزم على الرئيس إلغاء وتأجيل وضع الدستور لحين تحقيق الاستقرار السياسى بمصر خاصة أن أغلبية الشعب تعانى من الأمية.

 
وأوضح يسرى أن استخدام البعض للمصطلحات الإسلامية سواء فى الانتخابات أو الأحداث السياسية نوع من العنصرية، منتقدا المليونيات الأخيرة للسلفيين والإخوان التى أطلقت بها شعار  تطبيق الشريعة، لافتا إلى أن مشايخ السلفية ليس لديهم رؤية علمية فى موضوعات الشريعة، كما أن جماعة الإخوان تعانى من التخبط الشديد فى القرارات والصراعات بين أعضاء مكتب الارشاد أنفسهم ومؤسسة الرئاسة، فالجميع يتحدثون باسم رئاسة الجمهورية.. وفيما يلى نص الحوار:
 
■ ما تعليقك على خروج نتيجة الاستفتاء على الدستور بـ«نعم»؟
 
- فكرة الاستفتاء فى هذا التوقيت غير موفقة نظراً لظروف الاحتقان كذلك فكان يجب تأجيله حتى يتسنى لكل طرف أن يشرح اسبابه بشكل هادئ قبولا أو رفضا.
 
■ ما رأيك فى أحداث العنف الأخيرة بمحيط الاتحادية وهل تنبئ بحرب أهلية؟
 
- بالطبع الإعلان الدستورى هو السبب وكان يلزم ذلك الرئيس محمد مرسى بالتراجع عنه فور استشعاره بخطورة حرب أهلية ستكون النهاية للجميع وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين ولكنها مستبعدة لأن الكثير من المواطنين خارج الأحداث ومهموم بلقمة العيش ولذلك فهى إحداث فتنة بين ابناء نفس الوطن ولكنى حاليا غير مندهش من تيارات اسلامية وتيارات ليبرالية وأخرى علمانية ومن وقتها والصراع بدأ يتصاعد ويشتد حتى أصبح كل طرف على استعداد أن يسفك دماء مخالفيه وقد ساهم فى الأحداث الظهور العلنى لبعض المشايخ فى الاعلام والتعدى بالقول وأصبح امراً عاديا ومحبباً لصاحبه ويفتخر به، ويجب تحكيم صوت العقل فلا يكون الأمر سلاحاً بسلاح وميليشيات بميليشيات لأن وقتها ستكون الحرب الأهلية بلا مناقشة.
 
■ وما تقييمك لمليونات التيارات الإسلامية المطالبة بتطبيق الشريعة؟
 
- فى البداية لا أحب مصطلح «إسلامى» لأنها عنصرية ولا تعطى لصاحبها أى ميزة أو فضل عن غيره لذلك لم اشارك فى أى مليونيات قائمة على ثنائية «اسلامى - علمانى» وعن مليونيات تطبيق الشريعة فهى كأنها لم تكن لأنها لم تجن أى فوائد فالمشاركون فيها تصوروا أنفسهم كأنهم حاملو لواء الدين الإسلامى فى مقابل كفار الجاهلية، وإذا كانوا يريدون تطبيق الشريعة على حق فكان عليهم توجيه هذا المجهود المتمثل فى الحشد وجلب المشاركين وإعداد المنصات والاعلام بالاضافة إلى المال المصروف فى عمل مؤتمر اسلامى موسع يشمل علماء الأمة من داخل مصر وخارجها فى اعادة تأهيل النظام الاقتصادى المصرى بطرق تتفق مع الشريعة الإسلامية بحيث يصبح نظاماً اقتصادياً اسلامياً وكيفية فصله عن النظام المصرى العالمى المسيطر عليه اللوبى اليهودى ووضع خطوات مستقبلية لذلك مما يحقق الاستقلالية الاقتصادية لمصر، ولكن ما حدث فى «جمعة الشريعة» بميدان النهضة هو استعراض عضلات حيث عاد المشاركون وهم يشعرون بأنهم يقفون للزنادقة الملاعين، وعلى الجانب الآخر أخذ الفريق الآخر يعد العدة والحشد ليظهر أكبر عدد.
 
■ البعض يطالب الرئيس مرسى بالتنحى فما تعليقك؟
 
- مظاهرات رفض الدستور وتأسيسيته لا يعنى هدم أول تجربة رئيس مدنى منتخب والمطالبة بسقوط الرئيس تعنى أنه لا توجد شرعية لصندوق الانتخابات، فيمكن أن يأتى رئيس آخر بقرارات لا نرضى عنها ووقتها سنطالب باسقاطه وبالتالى فلن يحكم مصر رئيس أكثر من اسبوعين.
 
■ بما أنك كنت أحد أعضاء حزب النور السلفى الذراع السياسية للدعوة السلفية ما رأيك فى مشايخ الدعوة السلفية المشتغلين بالسياسة؟
 
- مشايخ التيار السلفى غير قادرين على فرض رؤيتهم الخاصة، ولا اعتقد أن لديهم رؤية علمية فى موضوعات كثيرة كتطبيق الشريعة، فالتيار السلفى يرغب فى عدم عودة الدولة البوليسية والحفاظ على حرية الدعوة والمساجد والدروس والأفراد والحريات بشكل عام، وعدم التمييز ضد السلفية وفكرة دخول مشايخ الدعوة عالم السياسة لم تدرس بشكل جيد، حيث تسرعت الدعوة فى إنشاء الحزب، وتشجيع من بعض الشخصيات الرسمية لاغراض ليست حباً فى الدعوة ولا حرصاً عليها، لكن لاغراض تتعلق بتحجيم الثورة ونتيجة التسرع هو ما نراه الآن من أن الدعاة يتحدثون فيما ليس لهم فيه بل ويخلطون بين تأييد الشريعة وتأييد الدستور حيث إنك إذا كنت ضده فستكون من الكافرين وهذا خطر فقبل أن تتحول معركة الدستور إلى معركة كفر وايمان فأحب أن أقول لكثير من الدعاة ارحموا شعب مصر البسيط فلى أخ هنا ولى أخ هناك.
 
 
■ ما تقييمك للعلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وبين السلفيين فهى أحيانا تتحد وأحياناً تختلف فما رؤيتك لها، وهل سيحدث صراع بينهما قريباً كما يتوقع البعض؟
 
- العلاقة بينهما تحددها المصلحة فقط فعندما تبنت الجماعة وجهة النظر بعدم تغيير المادة الثانية للدستور وجدنا خلافاً حقيقياً وتوترت العلاقة إلى حد الشقاق وعندما توحدت المصالح قاما معاً بتأييد الرئيس المنتمى للجماعة فى مقابل قيام الجماعة بترضية السلفيين بتعويضهم بمادة جديدة تفسر المادة الثانية وتضيف لها، فهى صفقة متبادلة، فالسلفيون منتشرون وأكثر عددا من الإخوان وفى المقابل فالإخوان هم من فى السلطة، وعن حدوث صدام فأتوقع ذلك بعدما يكتشف السلفيون استغلالهم وعدم تنفيذ جميع بنود الاتفاق.
 
■ هل يدير مكتب الإرشاد الدولة؟
 
- بالطبع واعتقد أن ذلك يتضح للجميع من خلال التصريحات والقرارات المتضاربة، والدليل أن جميع أعضاء مكتب الارشاد يتحدثون باسم رئاسة الجمهورية ويصرحون بتصريحات عن مشاريع وقرارات رئاسية قد لا يعلمها رئيس الوزراء.
 
■ ما تقييمك لأداء جماعة الإخوان قبل وبعد الحكم؟
 
- بعد وصول الجماعة للحكم من خلال الرئيس مرسى شعر الإخوان بالثقة الزائدة، وفتحوا صراعات مع كل المؤسسات والأحزاب المعارضة فى كل الجبهات، وتعاملوا مع الجميع بتعال واتمنى أن يفهموا حقيقة الوضع فى مصر وطبيعة الشعب المصرى الذى تعود على الثورة.
 
■ لماذا تركت حزب النور، وانضممت للدستور، رغم أن الاتجاهين متضادان؟
 
- هذا القرار من أكثر القرارات الموفقة التى اتخذتها فى حياتى، والسبب اختلاف وجهات النظر، وما حدث بعد ذلك من خلافات داخلية وكنت اتوقع تلك الانقسامات وتعرضت لانتقادات وقتها، لكن أرى أن حزب الدستور مهم لأننا نحتاج إلى نموذج يجمع جميع التيارات والأطياف تحت كيان واحد، وهو هدف يجب أن نكون مشاركين فيه  بأن نقدم كيانا يعبر عن روح الشعب المصرى والثورة، ويقدر أن يقدم شيئاً جديدا عن الاستقطاب الموجود والخلافات التنافسية.
 
■ هل تعتقد أن جبهة الانقاذ لم توفق عندما لم تذهب لدعوة الرئيس للحوار الوطنى؟
 
- ما أراد الرئيس الا رمى الكرة فى ملعب المعارضة وعمل مكسب سياسى، لأنه يعلم جيدا انهم سيرفضون وسبق وأن اعلنوا أنه لا تحاور قبل إلغاء الاعلان الدستورى.
 
■ ما الرسالة التى توجهها للرئيس؟
 
- لقد فرقت بالقرارات الأخيرة الشعب إلى قسمين وعلى السيد الرئيس مرسى القيم بخطوات جادة وملموسة لتبديد مخاوف المعارضين والسعى لمشاركة حقيقية قوامها المصلحة العليا، والاشراك فى الحكم وهى مشاركة فى المسئولية وبناء إتلاف وطنى مبنى على الثقة المتبادلة.