الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسئلة مشروعة حول سلطات الكهنوت فى الكنيسة!

أسئلة مشروعة حول سلطات الكهنوت فى الكنيسة!
أسئلة مشروعة حول سلطات الكهنوت فى الكنيسة!




بقلم: لوقا عبده

ما التفسير الأصح للحِل فى الكنيسة القبطية، وما السلطات والوظيفة الإدارية للكاهن القبطى، هل سلطاته المتسعة فى الكنيسة حاليا صحيحة، وما ارتباطها بالآية التى تقول: أيها الآباء لا تغيظوا أبناءكم لئلا يفشلوا كو 3:21) وأيضا فى الرسالة إلى افسس (وأنتم أيها الأباء لا تغضبوا أولادكم إنما ربوهم بتأديب الرب ووصاياه افس6 :4)، وهل الكهنوت القبطى حب أبوى، أم هو عمل إدارى بحت؟ تساؤلات مشروعة نحاول الإجابة عنها فى نقاط بسيطة.
من ضمن سلطات الكهنوت اعطاء الحِل رجوعا للآية التى قالها المسيح لتلاميذه، ما تربطونه يكون مربوطاً وما تحلونه صار محلولاً متى 18 :18)، وهل هذا الحل والربط محدود وله شروط للتحقق ولتنفيذ هذه الآية نرجع لحدث تاريخى نحاول أن نستفيد منها للإجابة وهو ما حدث للعلامة أوريجانوس من حرمان وحل، وماذا يمكننا أن نتعلم مما حدث له، فالعلامة اوريجانوس تم حرمانه من البابا الـ13 وهو البابا ديمتريوس الشهير بالكرام وهو البابا القبطى المعاصر له والذى قد حرمه وهو أى أوريجانوس مدير كلية الإسكندرية اللاهوتية وهو من اطلق عليه معلم وأستاذ البطاركة وتبعه عدد لاحق له من بطاركة الكنيسة القبطية، كما يوجد عدد من الآباء من أجل أوريجانوس واعتبروه شخصية جديرة بالاحترام والتكريم وقاموا بحله من الحرومات التى طالته ومن هؤلاء الكثيرين القديس يوحنا ذهبى الفم وغيره من آباء الكنيسة المبجلين.
ويحضرنا هنا تساؤل قد اهتممت به وبحثت عن اجابته من عدة سنوات هو هل العلامة اوريجانوس محلول فى السماء، أم محروم؟ فاكتشفنا بعد البحث والتساؤل عندها أن السماء لها رؤية أخرى وأن سلطات الحل والحرم ليس مطلقا وهى سلطات يعاقب فيها الكاهن لو اساء استخدامه ويمكننا أن نقارنه بالقاضى الذى يجب أن يحكم بالقانون ومواده وليس للاهواء والعواطف وأنه إن اساء فيوجد نقض للحكم واعادة محاكمة وأن القاضى أى قاضى –والكاهن هنا فى مركز القاضى- يمكن إلغاء الحكم غير المبنى على العدل وغير المتسق مع القانون ومواده.
وفى جانب الكهنوت القبطى يرتبط بالعدل زاوية أخرى وهى الابوه فالكاهن ليس قاضيا فقط لكنه أب أيضاً يجب عليه الاستماع للآية الإنجيلية وهى أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا، لكننا لما نرجع لما يوجد فى الواقع القبطى من سوء استخدام السلطات الكنسى الذى اتسع فى حب السيطرة وحب الظهور والإشراف الكامل على كل نواحى الكنيسة حتى لم يعطوا فرصة للعلمانيين والاراخنة - كما كان قديما - فى المشاركة فى الإدراة وتنظيم شئون الكنيسة مما أدى للفساد الإدارى من وجود الشلل فى الكنائس وأصبح لكل كاهن شلته وحواريه التى تُخدم عليه وتهتم بإرضائه وليس إرضاء السيد المسيح الذى تماهى جناب الكاهن معه واعتبر كانه ظله ووكيله فى الأرض وليس فقط وكيل سرائر المسيح، وأصبح أى نقد للكاهن كأنه نقد للسيد المسيح نفسه ونقد للكنيسة التى هى جماعة المؤمنين وليست جماعة الكهنة فقط وهو غير مقبول أبدا.
وارتبطت بذلك أيضا العصمة البابوية وهى بدعة موجودة عند أخوتنا الكاثوليك محكومة جدا بشروط وظروف وأوقات وهى مرفوضة فى الكنيسة القبطية نظريا من الآباء لكن فى الواقع القبطى اتسعت العصمة التى للبابا فقط -عند الكاثوليك- بالعصمة للكهنوت جميعه من البابا والأسقف والقس والشماس وأمين الخدمة واصبح غير مقبولاً للنقد البناء الرقيق ولا المهذب لأى فرد فى الكهنوت القبطى والذى يقابل بكل رفض واستهجان حتى لو غرضه النقد البناء، وارتباطاً بالعصمة تم ابعاد العلمانيين عن دورهم تجاه الكنيسة ومحاولة افادة الكنيسة بمواهبهم وخبراتهم، واكتفى الكاهن القبطى بنفسه وبشلته المقربة منه.
وختاما متى يرجع الكاهن القبطى ابوة وحب، ليس إدارة وتحكم.. متى؟