السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العالم ينتصر للقدس ويرفض التهديد الأمريكى

العالم ينتصر للقدس ويرفض التهديد الأمريكى
العالم ينتصر للقدس ويرفض التهديد الأمريكى




كتب - أحمد قنديل

وشاهيناز عزام وآمانى عزام

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، المؤلفة من 193 دولة، جلسة طارئة أمس الخميس، للتصويت على مشروع قرار يرفض اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل بعد استخدام واشنطن لحق الفيتو قبل أيام ضد مشروع قرار مصرى فى مجلس الأمن فى ذات الشأن، ليعود من الجديد الملف الفلسطينى ليتصدر المباحثات الدولية.
من جانبه هدد «ترامب» بقطع المساعدات المالية عن الدول التى ستوافق على مشروع القرار المعارض لقراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال التصويت، قائلا خلال مؤتمر صحفى له: «إنهم يتلقون مئات الملايين من الدولارات ومن ثمة يصوتون ضدنا، سنقوم بمراقبة تلك الأصوات، فليصوتوا ضدنا، ونحن سنوفر الكثير، هذا لا يهمنا».

واستنكرت  حركة  «فتح»  تهديدات الرئيس الأمريكى بقطع المساعدات عن كل من يصوت لصالح القرار الفلسطينى الرافض لقرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، واصفة هذه التهديدات بالابتزاز والتعدى السافر على سيادة الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة.
وقال عضو «المجلس الثورى» للحركة، أسامة القواسمي، إن الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة دول ذات سيادة وأغلبيتها منحازة للقانون الدولى وللمبادئ والقيم التى أنشئت من أجلها الأمم المتحدة، وبرفضها لقرار «ترامب» باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل إنما تدافع عن القانون والشرعية الدوليين، وقرارات مجلس الأمن.
وعبر القواسمى عن ثقة «فتح» والشعب الفلسطينى فى رفض دول العالم للتهديد والوعيد الأمريكي، مشددا على عدم الخضوع للابتزاز الأمريكى والإسرائيلي، اللذان يحاولان شطب المؤسسات والقانون الدوليين، واستبدالهما بقانون وشريعة الغاب.
شريعة الغاب
فى ذات السياق، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة «التحرير»، حنان عشراوي، ثقة الشعب الفلسطينى وقيادته بالمجتمع الدولي، وبالأغلبية الساحقة من دول العالم التى تنحاز إلى جانب العدالة والقانون الدولى.
وأكدت عشراوى: أن «عقلية الابتزاز التى تستوطن الإدارة الأمريكية الحالية لا يمكن تمريرها أو السكوت عنها، وأن «ترامب» يعتقد تبعاً لمهنته السابقة «كرجل أعمال» أن كل شيء قابل للبيع والشراء، متجاهلاً وبفظاظة مشاعر الكرامة والارتباط الروحى العميق للشعوب تجاه حياتها وتراثها ومدنها وأرضها.»
ونوهت عشراوى إلى أن الشعب الفلسطينى وقيادته «على قناعة تامة، بأن المجتمع الدولى بأغلبيته الساحقة سينتصر للشرعية والعدالة والحق، لأنه ينتصر لنفسه وقيمه التى أرساها فى وجه شريعة الغاب.»
على نفس الصعيد، توقعت مصادر إسرائيلية أن يكون تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح القرار الفلسطيني، مشيرين إلى أنه رغم التهديدات الأمريكية إلا أن القرار سيمر بأغلبية تتراوح بين 100 إلى 140 دولة.
ولفتت إلى أن سفيرى أمريكا وإسرائيل فى الأمم المتحدة بذلا قصارى جهدهم من أجل إقناع عدد كبير من الدول بعدم المشاركة فى التصويت والتغيب عن الجلسة، طمعاً فى كسر الأغلبية الفلسطينية الدائمة فى اجتماعات الجمعية العامة.
خسائر دبلوماسية فادحة
وكشف صحيفة «هآرتس» أن الخارجية الإسرائيلية شددت فى برقيات دبلوماسية سرية تم توجيهها إلى سفراء وممثلى إسرائيل فى العالم بالتحرك لدى حكومات الدول التى يعملون فيها من أجل إقناعها بالاعتراض على مشروع القرار الذى ستصوت عليه الجمعية العامة، مشيرة إلى أن التعليمات التى صدرت للسفراء تنص بشكل واضح على ضرورة العمل بكل قوة من أجل «تقليص الضرر» الذى سيمسّ إسرائيل فى أعقاب تمرير هذا المشروع وإقناع المزيد من الدول بعدم قبوله.
وفى مساعى لكسب المزيد من التأييد الدولي، وصل الرئيس الفلسطينى محمود عباس، أمس الخميس، إلى العاصمة الفرنسية باريس، فى زيارة رسمية تستمر يومين يلتقى خلالها نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، وقال سفير الفلسطينى بفرنسا، سلمان الهرفي، إن الرئيس عباس ونظيره الفرنسى سيعقدان صباح اليوم الجمعة، اجتماعاً لبحث مخاطر وتداعيات قرار الرئيس الأمريكي.
وشدد الهرفى على أهمية هذه الزيارة وخاصة فى ظل الموقف الفرنسى الرافض بشدة لهذا الإعلان الأمريكي، واعتبرته بأنه سابقة خطيرة وموقفها المؤيد للقانون الدولى والشرعية الدولية، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
تهديد أمريكى
وقال الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة  بجامعة الدول العربية، السفير  سعيد أبوعلي، إن كثيراً من الدول لها سيادتها وكرامتها.. وستعبر عن قناعاتها بتأييد واسع للحقوق العادلة والدفاع عنها وعن الشرعية الدولية وعن القانون الدولى، ولن ترضخ هذه الدول للضغوط والابتزاز والتهديد
أيضا أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير نبيل بدر، أن الجمعية العامة تمثل برلماناً واسعاً للعالم كله لاتخاذ القرارات المختلفة بشأن القضايا الدولية، موضحاً أنه يمكن للدول العربية والإسلامية التوجه بمشروع قرار جديد للضغط على «ترامب» للتراجع عن قراره باعتبار القدس عاصمة لفلسطين.  
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت بأغلبية كاسحة قراراً يؤكد حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، بما فى ذلك إقامة دولته المستقلة، إذ صوتت لصالح القرار 176 دولة، فى حين صوتت ضده سبع دول، بينها الولايات المتحدة وكندا وإسرائيل، كما امتنعت أربع دول عن التصويت، ودعا القرار جميع الدول والمنظمات إلى مساعدة الشعب الفلسطينى فى نيل حقوقه، وقرار آخر يؤكد حق الشعب الفلسطينى فى السيادة على موارده الطبيعية.
عزل واشنطن
وأكد عضو المجلس الثورى لحركة فتح، السفير حازم أبوشنب، فى تصريح لـ»روزاليوسف»، إنه من الطبيعى أن ينتفض المجتمع الدولى ضد تهديدات ترامب المخجلة والخارجة عن القانون، وهو مادفع دول العالم لاتخاذ قرارات تُرسى وتطبق سيادة القانون وتمنع خرقه الذى يقوم به الرئيس الأمريكى وسفيرته فى الأمم المتحدة.
وأضاف: أن المجتمع الدولى أدرك أن الخرق القانونى الذى يقوم به «ترامب» يحتاج إلى رادع، متابعا أن الرئيس الأمريكى يعمل بطريقة «البلطجي» ويظن أن تهديداته ستؤدى للنتائج التى يريدها، ولكن العالم حُر وليس خانعًا وخاضعًا لهذا «المعتوه»، وأضاف قائلا: «لقد وعدنا أن نحاصر قرار ترامب ونجحنا فى ذلك، ولكن ترامب نجح بغبائه السياسى وبلطجته فى محاصرة نفسه وبلاده أكثر مما كان يظن البعض».
على نفس الصعيد، قال رئيس المكتب الإعلامى لمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة «فتح»، منير الجاغوب، إنه على «ترامب» أن يعى جيدًا أن الدول الحرة لا تخشى أن تسجل فى قوائم  العقوبات الأمريكية، بل تخشى أن تسجل فى قوائم العار عند جميع الأحرار.
التهويد مستمر
وأضاف «الجاغوب»: أن التصويت ستكون لصالح الشعب الفلسطيني، ولكن الأهم من ذلك كيف نطبق هذه القرارات على الأرض، فى الوقت الذى قمت فيه إسرائيل فعليًا بتهويد القدس رغم امتلاكنا لاعترافات ورقية بأحقيتنا لها، ولكن إسرائيل تفعل ماتريد على الأرض».
وشدد الجاغوب أنه على المجتمع الدولى تلجيم الألة العسكرية الإسرائيلية التى تعتدى على الحقوق الفلسطينية وتفعيل كل قراراتهم التى اتخذت منذ قرار التقسيم عام 1948، وأن المطلوب من الإرادة الدولية كيف تحقق الإستقلال الوطنى الفلسطينى على الأرض.