السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان

خبراء: الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان
خبراء: الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان




الرياض ـ روزاليوسف


 أقام المكتب الثقافى المصرى بالرياض تحت إشراف الدكتور أشرف العزازى المستشار الثقافى رئيس البعثة التعليمية المصرية بالسعودية  أمسية ثقافية بعنوان «دور الثقافة والإعلام فى مواجهة التطرف والإرهاب» شارك فيها الكاتب الصحفى ومدير مكتب «روزاليوسف» بالرياض صبحى شبانة والكاتب والإعلامى السعودى عبدالعزيز العيد رئيس منتدى الإعلاميين بالرياض والمشرف العام السابق على قناة الثقافية السعودية،  وتقدم الحشد  الكبير من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين المصريين والسعوديين والعرب، السفير هانى صلاح القنصل المصرى العام بالمملكة، واللواء إيهاب الشيخ ملحق الدفاع المصرى بالسعودية والبحرين.
وأكد صبحى شبانة أهمية الفصل بين الدين والسُلطة السياسية، موضحاً أن الفرق كبير بين السياسة والسلطة السياسية، فالدين والسياسة يشتركان فى مفاصل كثيرة من أمور الحياة اليومية للمجتمعات، ولكن لا يجب أن نخلط بين الدين والسلطة السياسية، مشيراً إلى أن الجماعات والتيارات التى ترتدى عباءة الدين تتخذه وسيلة للوصول إلى السلطة، وفى طريقها إلى تحقيق ذلك تشوه القيم الدينية، وتضرب بالسلم الاجتماعى والأمن الوطنى عرض الحائط.
وتحدث شبانة عن جذور الإرهاب فى المجتمع المصرى، موضحاً أن الجماعات والتيارات المتطرفة خرجت كلها من رحم واحد وهو تنظيم الإخوان، معتبراً هذا التنظيم ضد التطور والتقدم والتنمية والاستقرار، وأن تغول الفكر المتطرف والأعمال الإرهابية فى المنطقة يرجع إلى الدعم الذى يلقاه من بعض الدول التى ارتضت أن تشارك فى أعمال مشينة ضد أشقائها، مؤكداً أن «جماعة داعش» صناعة استخباراتية دولية مدعومة للأسف بأموال عربية من دول تبحث عن دور دولى حتى وإن كان ذلك على حساب أشقائها، مستخدمة فى ذلك الفكر الإرهابى المتطرف لبعض المشايخ المحسوبين على الإسلام من الذين أباحوا ما لا يبيحه الإسلام، فحللوا حتى تجارة المخدرات وغيرها من أجل توفير الدعم الاقتصادى للأعمال الإرهابية وتبريرها تحت غطاء دينى أو شرعى بعيد تماما عن سماحة الدين الإسلامى، ويتنافى مع القيم التى جاءت من أجلها كل الأديان السماوية.      
ومن جانبه شدد الكاتب والإعلامى السعودى عبدالعزيز العيد على أهمية دور الأسرة والمدرسة فى التنشئة الصحيحة التى تحصن شباب الأمة من آفة التطرف والإرهاب، مؤكداً أن غياب الرقابة الأسرية وتراجع الدور الأبوى للمعلم فى المدرسة أحد أهم الأسباب التى تجعل الشباب فى الوطن العربى عرضة للفكر المتطرف والانخراط فى الجماعات التى تعتنق الفكر الإرهابى وجعلهم فرسة للقيام بالأعمال الإرهابية التى تعيق حركة التطور فى المجتمعات العربية، مطالباً الإعلاميين والمثقفين بأن يقوموا بدورهم فى نشر ثقافة التسامح وإبراز الإيجابيات أكثر من التركيز على السلبيات، وأن يكون العدل الاجتماعى أحد السبل المهمة التى يجب التركيز عليها لحماية شبابنا من أصحاب الفكر المتطرف، ونوه العيد بأهمية توظيف الإعلام الإلكترونى ووسائل الاتصال الحديثة لنشر للتصدى للشائعات ومحاربة الفتن.
وقال العيد إن مصر والسعودية فى خندق واحد لمحاربة الإرهاب بشتى الطرق، وعلينا كشعوب وكإعلاميين ومثقفين أن نتحمل مسئوليتنا الوطنية، ونساند أجهزة الدولة فى حربها ضد الإرهاب لأنها حرب فكرية بالدرجة الأولى.
وصرح الأستاذ الدكتور أشرف العزازى، المستشار الثقافى ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالسعودية على هامش الأمسية بأن هذه الأمسية تأتى فى إطار الأنشطة الفكرية والثقافية التى يقيمها الصالون الثقافى المصرى بالمكتب الثقافى المصرى بالرياض، من وقتٍ لآخر ضمن برنامجه الثقافى السنوى، مشيراً إلى أن الصالون يعتزم فى الفترة القادمة إقامة عدد من الندوات والأمسيات الثقافية والشعرية، فى الإطار الذى لا يؤثر على دوره فى القيام بتطوير العملية التعليمية والعناية بأبناء الجالية المصرية فى المملكة العربية السعودية التى تعد أكبر جالية مصرية فى العالم.  
وفى تقديمه للأمسية أشار الشاعر والإعلامى المصرى السيد الجزايرلى إلى أن المكتب الثقافى المصرى بالرياضِ يطرق دائماً أبواب الموضوعات المهمة إبداعياً وفكرياً وثقافياً وإعلامياً، معتبراً أن موضوع الأمسية هو موضوع الساعة، وأحد أهم القضايا التى تواجهُهَا الثقافةُ العربيةُ بمفهومها الواسع المتصل بكل تفاصيل الحياة اليومية للشعوب فى الوقتِ الراهن، مؤكداً أن الإرهاب متجذر بأشكال مختلفة فى التاريخ الإنسانى منذ آلاف السنين، فهو ليس عملا مستحدثاً، ولا جديداً، ولا مقصوراً على شعبٍ بعينه، أو ديانةٍ بعينها، ولكن للأسف، وبحكم هيمنة الثقافة الغربية بإعلامها وأدواتها القوية المسيطرة أصبح مرتبطاً فى هذا الزمن بالإسلامِ كدين، وبالعرب كشعوب، وبالخارطة العربية والإسلامية كأرضٍ للعرب وللمسلمين، مع أن الإسلام هو دين الإخاء والتسامح، ومع أن الأرض العربية هى أرض الرسل والأنبياء، وهى الأرض التى خرجت منها الرسالات السماوية التى ترفض التطرف، وتنبذ العنف، وتمقت الإرهاب، وتهدف إلى السلام والتعايش وحقن الدماء.
وبدأت الأمسية بفيلم تسجيلى تناول جذور التطرف والإرهاب فى مصر والعالم، وكيفية محاربته ومواجهته، حيث ألقى الفيلم الضوء على الجهود المصرية فى التصدى للإرهاب الذى يستهدف أمنها وأمن المنطقة، وما تبذله القوات المسلحة المصرية وأجهزة الشرطة فى التصدى للإرهاب والعمل على تجفيف منابعه انتصاراً للتنمية وخيار الأمن والسلام الاجتماعى الذى تراهن عليه القيادة المصرية من أجل مستقبل أفضل للشعب المصرى، وشعوب المنطقة العربية.