السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

غليـان فى إسـرائيل

غليـان فى إسـرائيل
غليـان فى إسـرائيل




كتبت - أميرة يونس

تلقت الولايات المتحدة الأمريكية هزيمة ساحقة من قبل الأمم المتحدة عقب تأييد 128 دولة بها من أصل 193 لمشروع القرار الذى يدين اعتراف الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وذلك خلال جلسة طارئة بناء على طلب دول عربية وإسلامية للتصويت على مشروع قرار يدعو لسحب إعلان الرئيس الأمريكى.
ولم تفلح تهديدات «ترامب» بوقف المساعدات المالية عن الدول التى ستصوت لصالح مشروع قرار بالأمم المتحدة ضد قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولا الجهود الإسرائيلية والأمريكية فى عرقلة التصويت بالأمم المتحدة التى تمثلت فى طلب ممثلى الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة من إسرائيل العمل مع دول أفريقيا لعرقلة مشروع القرار بداعى أن إسرائيل لديها علاقات أقوى معها مقارنة بالولايات المتحدة.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن قرار الرئيس الأمريكى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لم يجلب سوى مزيد من العزلة الأمريكية الإسرائيلية، خاصة بعد تخلى الحليفين المقربين اليابان والمملكة المتحدة البريطانية عن واشنطن ليصوتا لصالح مشروع القرار ضد إعلان ترامب بشأن القدس.
وتحت عنوان «إذا استطاع ترامب أن يكون رئيسا، فان أى شخص يستطيع ذلك»، سخر موقع «نيوز وان» الاخبارى الإسرائيلى من سياسة الرئيس «ترامب»، موضحا أن المقولتين الشهيرتين للعالم الجيولوجى «تشارلز داروين» بأن «الإنسان أصله قرد» و«فى الولايات المتحدة يمكن لأى شخص أن يكون رئيسا» – أصبحوا يمثلون حقيقة شخص ترامب فى الوضع الحالى عقب تصويت 128 دولة بالأمم المتحدة ضد إعلان ترامب.
ووصف الموقع الإخبارى الإسرائيلى «ترامب» بأنه شخصية سطحية لا يفكر فى بلاده أبدا وإنما يفكر فقط فى تمجيد اسمه، مضيفا إنه لم يسبق من قبل وخرج أحد مرشحى الرئاسة الأمريكية بهذا الكم من التصريحات الجنسية البذيئة ضد النساء. وذكرت بعض تصريحاته من بينها «أنا أنجذب تلقائيا إلى السيدات الجميلات، وأبدأ ببساطة بتقبيلهن ولا أنتظر.. ولو أنك كنت نجما فإنهن يستجبن»، «إذا لم تستطع هيلارى كلينتون أن ترضى زوجها، كيف يمكنها أن ترضى أمريكا؟»، أحب النساء الجميلات، والنساء الجميلات تحبني».. «إذا كانت إيفانكا ليست ابنتي، سأخرج معها».
وذكر موقع «واللا» الأخبارى تحت عنوان «التوازن السلبى لترامب ونتانياهو» أنه لم يمر سوى اسبوعين على إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل إلا وتغير الوضع للأسوأ، مؤكدا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يتبعان سياسة «الأرض المحروقة» - (وهى استراتيجية عسكرية تقتضى بإحراق كل ما يمكن أن يفيد العدو فى عمليات التقدم والتراجع ضمن نطاق منطقةٍ ما وتتميز هذه السياسة ببعدها اللا إنساني، لاعتمادها على الحرق والتدمير، دون إيلاء القوانين الدولية أى اهتمام، وتهدف أيضا إلى الإذلال والتجويع وفرض التبعية على العامة)- مبدعين فى فكرة «العار الأبدى لإسرائيل».
وأضاف إن وضع إسرائيل أصبح سلبيا على كل الجهات سواء فى وضع القدس أو وضع الحكومة الإسرائيلية بزعامة نتانياهو، ناهيك عن عملية السلام والوضع الإقليمى لإسرائيل الذى ترجمته اصوات الدول العربية والإسلامية فى الأمم المتحدة ضد قرار ترامب، بأن كل مساعى إسرائيل لإقامة علاقات مع تلك الدول ما هى إلا حبر على ورق وأن القضية الفلسطينية ستظل عائقا قويا بين إسرائيل وتحقيق السلام العادل فى المنطقة، مؤكدا أن إنجازات ترامب فى المنطقة «صفر»
وقالت صحيفة «هاآرتس» العبرية تحت عنوان «تصويت الجمعية العامة: ترامب معزول» أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار بشأن القدس ضد واشنطن كان بمثابة «صفعة قوية» بوجه الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» وأن هناك اعتقاداً بأن إدارة الرئيس ترامب باتت معزولة بعد تصويت الأمم المتحدة، على قرار يدين إعلان ترامب ويدعو إلى عدم إجراء أى تعديل على وضع القدس.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من ضمن الدول التى تحصل على مساعدات أمريكية ولم تعبأ بتهديدات ترامب وصوتت لصالح مشروع القرار مصر التى تحصل على 1.3 مليار دولار إلى جانب المساعدات العسكرية، والأردن أيضا التى تحصل على مليار دولار، وأفغانستان التى تحصل على 5.06 مليار دولار و باكستان بقيمة 778 مليون دولار.
وذكرت الصحيفة أن خيبة الأمل الرئيسية لإسرائيل كانت بسبب تلك الدول التى عززت العلاقات الثنائية بتل أبيب فى السنوات الأخيرة مثل الهند التى زار رئيس وزرائها «ناريندرا مودى» إسرائيل قبل شهور قليلة ووصفه نتانياهو بأنه صاحب «روح طيبة»، ناهيك عن خيبات الأمل من قبرص واليونان على الرغم من وجود علاقات اقتصادية تتعلق بمد خطوط غاز وكهرباء مع إسرائيل.
واعتبرت الصحيفة أن الاجتماع الطارئ فى الجمعية العامة بالأمم المتحدة الذى عقد بشأن القدس ترك إسرائيل دون عاصمة معترف بها.
وفى نفس السياق، أمر رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتانياهو»، مندوب إسرائيل لدى المنظمة «كرمل شاما هكوهين» بأن يقدم إخطارا رسميا لمديرية اليونسكو، بقرار الانسحاب من المنظمة. وسوف يقدم الإخطار مباشرة بعد عيد الميلاد، يوم الاثنين المقبل، على أن يدخل حيز التنفيذ مع نهاية العام 2018 وذلك وفقا للإجراءات المتبعة فى المنظمة بخصوص آليات الانسحاب.
ويأتى القرار الإسرائيلى بعد نحو شهرين على قرار مشابه سبقتها إليه الولايات المتحدة الأمريكية، عندما أعلنت الانسحاب من اليونسكو إثر رفض المنظمة الدولية التدخلات الأمريكية وضغوطاتها لصالح تمكين الموقف الإسرائيلى فى قرارات المنظمة.