الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

اليونسكو مالنا وما علينا !






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 28 - 09 - 2009



مازالت معركة الإنتخابات التي جرت في مقر منظمة اليونسكو بباريس، والتي خسرت فيها مصر " بشرف " منصب مدير عام اليونسكو تُلِْقي بظلالها علي صفحات الجرائد وفي منتديات الحوار المرئية والمغلقة، وكثير من التعليقات والأحكام، سواء العاطفي منها أو العقلاني، فكلها تحتاج رؤية متأنية " وترويا " في إتخاذنا لأي قرار سواء كان متعلقا بهذه المعركة الإنتخابية علي منصب دولي أو متعلقا بترشيحنا لمنصب دولي قادم، واشتراطات الفوز بالمنصب ومتطلباته وكذلك الإجراءات الواجب اتخاذها والاحتياطات التي تدعم مرشحنا لأي منصب دولي في المستقبل !!
ولعل طموحات مصر كدولة في أن يكون أكثر من مصري علي رأس أكثر من منظمة عالمية ما أكثرها ، شيء يجب أن نفخر به حينما نحوزه - وشيء يجب أن نُعِدْ له إعداداً جيداً مسبقاً ، وليس مصادفة أو بمجرد اقتراب موعد الترشيح ، هذه من جهة، ومن جهة أخري ، يجب أن نعمل دائماً في كل الأجهزة المعنية علي أن هناك مطلبا أو مطمحا لتولي أحد المناصب الدولية، قبل حلول الموعد ،بدورة علي الأقل -أي أننا يجب أن نعمل علي تولي إدارة هذه المنظمة في الدورة القادمة منذ اليوم الذي ستتولي فيه الدكتورة بوكوفا منصبها الجديد بعد التصديق علي الترشيح في أكتوبر القادم ، ولعل من المؤسف أننا نَصْحَي دائماً متأخرين وهي عادة مصرية أصيلة ، حيث هناك في أحد الأمثال الشعبية من يقول بأن من يصحو بدري يتولي رئاسة الدولة، وكانت هذه الأمثولة ، نطلقها علي الشقيقة سوريا ، فبعد الانفصال عن مصر في سبتمبر 1961 بعد تجربة أول وآخر وحدة عربية بين مصر وسوريا !! وكان المثل الشعبي هنا، يعني بأن من قاموا بالإنقلاب علي الوحدة، قد رتَبوُا أن يفيقوا من نومهم قبل المسئولين عن إدارة الإقليم الشمالي سوريا !! وهذا للتخفيف عن ألم أو حزن الفرقة أو الانفصال ، هكذا نحن نترجم أحزاننا إلي نكات أو إلي أمثال شعبية، تدخل في التراث الفولكلوري للأدب الشعبي المصري !! هذا ما يحدث الآن، من توابع لهزيمة مصر في جولة الانتخابات الخامسة، لنيل منصب مدير اليونسكو !!
ولعل من الجدير بالذكر ، أن ما يشاع عن المؤامرة الكبري ، والتلاعب الدولي ، والحرب ضد الجنوب والإسلام والعرب ، والأوهام الكبري التي تنال من مرشحنا فاروق حسني ، لخسارته في الجولة الخامسة، وفقده لصوتين كان قد أحرزهما في الجولة الرابعة ، حيث كان حائزاً علي تسعة وعشرين صوتاً ، وفي الختام حصل علي 27 صوتاً بناقص صوتين ، عما كان بحوزته في الجولة الرابعة ، وهذا شيء طبيعي جداً لتغيير المواقف وتبادل المصالح، ولعل الفطنة المصرية الباحثة عن هذين الصوتين اللذين انسحبا من حقيبة فاروق حسني، قد أشارت إلي أنهم ربما "فرنسا وإيطاليا" بعد انسحاب السيدة بنيتا فيريرو والاتفاق بين دول الاتحاد الأوربي علي مرشحة واحدة وهي إرينا بوكوفا، ومرة أخري تذهب الفطنة إلي دوليتين أفريقيتين ، اللتين ربما خضعتا للضغط أو للرشوة !!