الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صلاح عيسى.. رحيل المشاغب الرشيق

صلاح عيسى.. رحيل المشاغب الرشيق
صلاح عيسى.. رحيل المشاغب الرشيق




إعداد ـ مروة الوجيه وأحمد عبدالهادى

غيب الموت مساء الاثنين الماضى الكاتب الصحفى والمؤرخ المصرى الكبير صلاح عيسى، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة ورئيس مجلس إدارة جريدة القاهرة، وكان الكاتب الراحل قد تعرض لوعكة صحية منذ أيام نقل على إثرها إلى مستشفى السلام الدولى التخصصى، وبعدها إلى المعادى العسكرى.
صلاح عيسى كاتب وصحفى ومؤرخ ولد فى 4 أكتوبر عام 1939 فى قرية «بشلا» بمحافظة الدقهلية حصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية عام 1961 ورأس لمدة خمس سنوات عددا من الوحدات الاجتماعية بالريف المصرى، بدأ حياته كاتبا للقصة القصيرة ثم اتجه عام 1962 للكتابة فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى تفرغ للعمل بالصحافة فى جريدة الجمهورية منذ عام 1972، أسس وشارك فى تأسيس وإدارة تحرير عدد من الصحف والمجلات منها الكتاب والثقافة الوطنية والأهالى واليسار والصحفيون، وترأس تحرير جريدة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة المصرية لفترة طويلة منذ نهاية تسعينيات القرن الماضى وحتى عام 2014 ليتولى بعدها رئاسة مجلس إدارتها حتى وافته المنية.
صلاح عيسى متزوج من الكاتبة اليسارية الكبيرة أمينة النقاش السياسية والقيادية بحزب التجمع  وهى أيضا أخت الكاتب الكبير رجاء النقاش، وقد اعتقل «عيسى» مرات عدة، لأول مرة بسبب آرائه السياسية عام 1966 وتكرر اعتقاله أو التحقيق معه أو محاكمته لفترات متقطعة مابين 1968 وحتى 1981 حتى فصل من عمله الصحفى، أصدر أول كتبه بعنوان «الثورة العرابية» عام 1979 وصدر له العديد من الكتب فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى والأدب منها كتاب «مثقفون وعسكر» والذى صدرت منه أكثر من نسخة، وكتاب «شخصيات لها العجب» وهو عبارة عن تجميع لمقالات نشرها صلاح عيسى على مدى نحو عقد ونصف العقد أكثرها فى صورة تأبين لنحو ٥٠ شخصية مصرية لعبت أدوار بارزة فى تاريخ مصر ما بين ١٩١٩ ونهاية الثمانينيات.
وكتاب «رجال مرج دابق» و«رجال ريا وسكينة» و«دستور فى صندوق القمامة» وهو عبارة عن دراسة تفصيلية للاختلافات فى دساتير مصر منذ دساتير الملكية مرورا بدساتير 56 و 71 مرورا بتعديلات 2005، و«الثورة العرابية» و«حكايات من دفتر الوطن» وهو كتاب فيه تناول متنوع لأحداث تاريخية مهمة استهلها «عيسى» بأواخر العصر المملوكى وختمها بجلاد دنشواى الأشهر «الهلباوى»، وكتابه «مجموعة شهادات ووثائق لخدمة تاريخ زماننا» الصادرة فى سلسلة روايات الهلال، وكذلك «الكارثة التى تهددنا» و«بيان مشترك ضد الزمن» و«البرنسيسة والأفندى» و «مأساة مدام فهمى» و«شخصيات لها العجب»، ودراسته الوافية الكافية للملفات القضائية والسيرة الشخصية للشاعر الكبير «أحمد فؤاد نجم» التى أطلق عليها «شاعر تكدير الأمن العام»، وكتابه «تباريح جريح» وهو عبارة عن تجميع لمجموعة مقالات من تمانينات صلاح عيسى فى جريدة الأهالى، و«صك المؤامرة.. وعد بلفور».  من جانبه نعى كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، عيسى قائلاً: « الراحل كان كاتبًا وطنيًا شريفًا ومدافعًا عن حرية الرأى والتعبير، ونقابيًا حاميًا لتقاليد المهنة، وتقدمت بخالص العزاء لأسرته وزملائه ومحبيه».
وتقدم عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين بصفته، بخالص العزاء لأسرة الراحل ممثلة فى الكاتبة الصحفية أمينة النقاش «زوجته» رئيس تحرير جريدة الأهالى، و«أختها» الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، والكاتب الصحفى حسين عبدالرازق «زوج شقيقته» رؤساء تحرير جريدة الأهالى السابقين، قائلاً: «إن الراحل كان قيمة وقامة وله تاريخ كبير فى المهنة، وكان من المدافعين عنها».