الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

صلاح جاهين.. صاحب «القلب الجرس»

صلاح جاهين.. صاحب «القلب الجرس»
صلاح جاهين.. صاحب «القلب الجرس»




إعداد - أحمد سميح

 

أنا قلبى كان شخشيخة أصبح جَرس/ جلجلت به صحيوا الخدم والحرس/ أنا المهرج .. قمتو ليه خفتو ليه/ لا فْ إيدى سيف ولا تحت منى فرس/ عجبى !.. بكلماته البسيطة الرائعة عبر الفنان الراحل صلاح جاهين عن نفسه بإيجاز واف فى واحدة من أروع رباعياته.. كان صلاح جاهين مبدعا متنوعا رسم الكاريكاتير واشتهر به الى جوار كتابة الشعر فاشتهر أيضا برباعياته العظيمة كما قام بأداء أدوار تمثيلية وغنائية.
وحياة جاهين (25 ديسمبر 1930 - 21 إبريل 1986) مليئة بالمفارقات جديرة بالدراسة فلقد أراد له أبوه المستشار أن يدرس القانون فالتحق بكلية الحقوق كارها ثم تركها إلى كلية الفنون الجميلة بعد عام من المعاناة فينبغ فيها وتنبأ له أساتذته بمستقبل فنى حافل لكنه يعود إلى دراسة الحقوق فى نهاية المطاف ليترك بعدها الدراسة نهائيا قبل تخرجه بشهور، ليبدأ حياته العملية رساما فى مجال الإعلانات ثم معلقا على الأفلام ومؤلفا لاغانى الإعلانات ومنها ينتقل إلى الاستوديو فى زى السندباد ممثلا لفيلم دعائى عن مجلة للأطفال بنفس الاسم ليجد أخيرا فى «روزاليوسف» مكانه الحقيقى.
بدأ من عام 1965 تبدأ شخصياته الكاريكاتورية فى التوهج واللمعان على صفحات مجلة صباح الخير وكانت تلك الفترة أيضا هى قمة مراحله أيضا فى كتابة الشعر بكلماته الشعبية البسيطة فينشر دواوينه والتى حملت عناوين «عن القمر والطين»، «قصاقيص ورق»، ويتغنى المطربون بكلمات أغانيه الرائعة «والله زمان ياسلاحي» «احنا الشعب» وغيرهما من الروائع
كان  جاهين واحدا من ثلاثة هم من صنعوا مجد ثورة يوليو الإعلامية، فعبد الحليم حافظ مطربا، وكمال الطويل ملحنا، وصلاح جاهين شاعرا، وهم ثالوث الثورة.
أمتعنا لسنوات طويلة برسومه الكاريكاتيرية فى مجلة «روزاليوسف» وجريدة الأهرام، هو أيضا صاحب السيناريو والحوار فى المسلسلات التليفزيونية. فهو الزجال، المسرحي، وصاحب النكتة والدهشة.
حينما عومل جاهين بعنف من بعض رجال الثورة وكان فى المعتقل، أرسل له الرئيس جمال عبد الناصر أحد أصدقائه كى يطمئن عليه، فطلب منه شاهين أن يوصل للرئيس أربعة أبيات شعرية، وهى «يا طير يا عالى فى السما طظ فيك.. ماتفتكرش ان ربنا مصطفيك.. للدود تعود يا حلو.. تمص فيه ويمص فيك.. وعجبي» فأفرج عنه بعدها الرئيس جمال عبد الناصر على الفور، ومن تلك اللحظة التى تحمل فيها الرئيس عبد الناصر هذا الشعر الصارخ، آمن جاهين بعبد الناصر، وتحول صلاح جاهين إلى نبض الثورة المصرية، أرخت كتابته الشعرية للثورة منذ بدايتها، استرجع فى كتاباته الحكيم المصرى الشعبى القديم، الأراجوز، الحرفوش وابن البلد والفلاح الفصيح
 أضاف للمسرح المصرى الكثير بـ«الليلة الكبيرة» وبأعماله المسرحية بشكل عام، أما قمة أعماله التى تظل فى وجدانا للشعب المصرى فهى الرباعيات.
شارك صلاح جاهين مصر فى انكساراتها وأفراحها، وكان متمردا واعتقل خمس مرات.
تزوج صلاح جاهين مرتين، زوجته الأولى «سوسن محمد زكى» الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955 وأنجب منها أمينة جاهين وابنه الشاعر ‏بهاء، ثم تزوج من الفنانة «منى جان قطان» عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة اسكندريلا الموسيقية.
قمة أعماله كانت الرباعيات والتى تجاوزت مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة فى غضون بضعة أيام. هذه الرباعيات التى لحنها الملحن الراحل سيد مكاوى وغناها الفنان على الحجار.