الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية لـ«روزاليوسف»: إسرائيل استولت على وثائق مهمة تؤكد هوية القدس

د. فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية لـ«روزاليوسف»: إسرائيل استولت على وثائق مهمة تؤكد هوية القدس
د. فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية لـ«روزاليوسف»: إسرائيل استولت على وثائق مهمة تؤكد هوية القدس




كتب - علاء الدين ظاهر

أكد الدكتور فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية، إحدى الأجهزة المتخصصة التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أن المخطوطات العربية أكبر تراث إنسانى حى على وجه الأرض، وأن التقديرات الأولية لها من مليون إلى 5 ملايين مخطوط.

وكشف فى حواره مع «روز اليوسف»، أنه لم يتبق من التراث الإغريقى إلا 50 ألف مخطوط، والتراث اللاتينى لم يتبق منه سوى 300 ألف مخطوط، ما يؤكد أن تراث المخطوطات العربى يحتاج لخدمته والاعتناء به، خاصة أنه يضم أكثر من 1200 مخطوط بخط أصحابها ما يعطيها قيمة أكبر، وهذا لا يوجد فى التراث اللاتينى أو الإغريقى حيث إن أغلب مخطوطاته عبارة عن نسخ منقولة عن نسخ.
وأوضح: بعض المخطوطات التى صورناها مطلع النصف الثانى من القرن الماضى من فلسطين وهى مخطوطات أصلية اختفت ومن ثم إكتسبت صور المعهد أهمية كبرى لأن المخطوطات لم يعد لها أصول، إما لأنها تلفت بعوامل الزمن أو أنها استولت عليها دولة الاحتلال إسرائيل، ومن المفارقات أن أحد المسئولين الكبار فى فلسطين عن مركز كبير للمخطوطات جاء فى أحد مؤتمراتنا وطلب منا صورا من مخطوطات كانت فى فلسطين وضاعت.
وأشار إلى أنه توجد كثير من الوثائق العربية التى تدحض محاولات إسرائيل لتهويد القدس، ولكن هذه المخطوطات يجب التعامل معها بحذر، حيث إن هناك بعضها دست فيه اسرائيليات كثيرة، ويأتى مغرض يهودى أو صهيونى يتخذها ذريعة ووثيقة للطعن فى هوية القدس، ولذلك فإن تحقيق المخطوطات عامة مهم جدا ولابد من تحقيقها ونقدها لتمييز الصالح منها، فالتراث ليس شيئا مقدسا ولا بد من نقده بهدف التحقق منه.
وعن كيفية تعامل المعهد مع تصوير المخطوطات فى دولة فلسطين، قال: هذه من الصعب تصويرها ولا يمكن لنا أن نصل إليها ونصورها، وهناك مكتبة الجامعة العبرية والأرشيف العبرى وفيهما مخطوطات ووثائق عربية كثيرة ومهمة، وهذه ليست مفهرسة ولا نعرفها بدقة، خاصة أن إسرائيل ومؤسساتها استولوا على تلك المخطوطات والوثائق من أماكن عدة فى فلسطين.
وتابع الحفيان: هذا الأرشيف الممتلئ بالكنوز كأنه ليس للعرب ولا يمكن أصلا أن تحصل عليه أو يتاح لأن فيه وثائق مهمة كثيرة تثبت حقائق دامغة عن القدس وفلسطين كلها، منها حجج ومخطوطات أملاك للأراضى والأماكن الفلسطينية استولت عليها إسرائيل، وبعض هذه الوثائق أمكن الحصول على صورها عبر جهد كبير ومشكور قامت به الجامعة الأردنية ومركز المخطوطات بها الذى استطاع تصوير عدد من تلك المخطوطات والوثائق.
وكشف أنه ليس هناك إحصاء رسمى لعدد المخطوطات العربية، لافتا إلى أنه لا توجد حتى الآن خريطة تفصيلية بالأرقام وكم عدد المخطوطات الموجودة، والأرقام الحالية تقديرية، حيث تكمن مشكلة التراث العربى الإسلامى خاصة المخطوطات فى أنه ليس جميعة تحت يد المؤسسات الرسمية من ناحية، كما أن فهرسة المخطوطات وتصنيفها عملية شديدة التعقيد وتحتاج لوقت وجهد كبيرين، وكل المؤسسات التى لديها مخطوطات أقلها مفهرس والأكثر غير مفهرس.
وأضاف»: هذا يتطلب منا جميعا مضاعفة جهودنا للحفاظ على ما لدينا من مخطوطات بالتوازى مع قوانين وضوابط صارمة تحمى المخطوات من الخروج من أماكنها، لأن هناك ما يسمى بتجارة المخطوطات على مستوى العالم، حيث تباع فى المزادات العالمية فى الغرب ولندن بملايين الدولارات.
وكشف الحفيان، واقع المخطوطات فى الدول العربية، حيث قال إنه حدثت نقلة نوعية فى الحفاظ على المخطوطات، وكثير من الدول العربية أسست مكتبات وطنية واحتفظت فيها بالمخطوطات فى ظروف الى حد ما تحافظ عليها وتحميها، لأن المخطوطات لو تعرضت للعوامل الطبيعية وبها مواد حيوية، فإنها تتعرض للتلف والتكسير وأضرار أخري، وحاليا حققنا خطوات لا بأس بها فى الحفاظ على المخطوطات عربيا، ماذا عن الأحداث التى شهدتها الدول العربية فى السنوات الأخيرة وتأثيرها على تراثها من المخطوطات؟.. سؤال مهم كان لا بد من توجيهه للحفيان، حيث قال إن السنوات الأخيرة شهدت حروبا فى بلدان عربية مثل العراق وسوريا واليمن وفلسطين، حيث يتم خلال تلك الحروب والأحداث الاستيلاء على المخطوطات، وكل هذا يعرض ثروة المخطوطات العربية لمخاطر كثيرة وأضرار أكثر، والمحصلة النهائية أن الأحداث التى شهدتها الدول العربية أدت بلا شك إلى تدمير أجزاء من المخطوطات العربية، وهناك مكتبة الأوقاف العامة فى الموصل والمتحف العراقى فى بغداد والمكتبة الوقفية فى حلب بسوريا وأماكن كثيرة تضررت بالأحداث.
وفجر مفاجأة تمثلت فى أن مخطوط الرسالة للإمام الشافعى وهى مكتوبة بخط تلميذه، وتعد من أقدم المخطوطات حيث كتبت أواخر القرن الثانى الهجري، هذا المخطوط تمت سرقته فى وقت ما من دار الكتب المصرية، ليظهر بعدها مباعا فى أحد المزادات بلندن، وهناك مخطوطات سرقت من الخزانة الحسنية بالمغرب، والتى كنا قد صورنا قبل السرقة، وهذا لحسن الحظ حيث إنه بعدها تم منع تصوير المخطوطات من الخزانة الحسنية.