الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البشير على خطى مرسى.. يبيع أرض السودان ليشترى رضا «أردوغان»

البشير على خطى مرسى.. يبيع أرض السودان ليشترى رضا «أردوغان»
البشير على خطى مرسى.. يبيع أرض السودان ليشترى رضا «أردوغان»




كتب - نشأت حمدى ونهى حجازى

مصطفى أمين عامر وخلود عدنان

 وعبدالجواد خليفة


استمرارا لسياسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الاستفزازية للسعى لتمديد نفوذ تركيا فى القارة الإفريقية والتعدى على الحدود المصرية، أعلن أردوغان أن السودان خصص جزيرة سواكن الواقعة فى البحر الأحمر شرقى السودان لتركيا كى تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها، ما يعنى أن الرئيس السودانى عمر البشير أصدر قرارا ببيع جزء من ترابه الوطنى مقابل المال ومقابل تحقيق أهداف استراتيجية أخرى.
وبذلك ارتفعت الاتفاقيات الموقعة بين البلدين خلال زيارة الرئيس التركى إلى 21 اتفاقية، بعد أن وقع الجانبان 12 اتفاقية الأحد خلال اليوم الأول لزيارة «أردوغان»، على رأسها إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي، حيث بلغت قيمة جملة الاتفاقيات التسع 650 مليون دولار.
وفى تصريح أقل ما يقال عنه أنه «نفاق» قال البشير إن بلاده تنظر إلى تركيا باعتبارها آخر معاقل الخلافة الإسلامية، وما تمثله من رمزية تاريخية لتوحيد الأمة، نريد رفع الاستثمارات التركية إلى عشرة مليارات دولار فى فترة وجيزة.
وفى المقابل سخر عدد من اعضاء مجلس النواب من قيام الرئيس السودانى عمر البشير من منح دولة تركيا حق إدارة جزيرة سواكن الواقعة على البحر الاحرم داخل الاراضى السودانية مؤكدين أن البشير يفرط فى الاراضى السودانية ويتعامل معها كانها ملكية خاصة.
وأكد النائب محمد الغول عضو مجلس النواب أن تفريط السودان فى جزء من اراضيها يأتى فى إطار دور السمع والطاعة الذى فرضته عليها الإدارة الامريكية خلال الفترة الأخيرة لاسيما أن امريكا اعلنت منذ فترة وجيزة رفع العقوبات جزئيا عن السودان بسبب ما سمته التحسن فى اوضاع حقوق الانسان ولكن الواقع عكس ذلك تماما.
وأكد أن أمريكا رفعت العقوبات وبات بعدما قامت السودان بالسماع للمخابرات الامركية بدخول تشاد عبر اراضيها للتواصل مع داعش فضلا عن إعلان السودان الغاء صفقات السلاح التى كانت ستحصل عليها من كوريا الشمالية مؤكدا أن ما قامت به السوادن يضر بالأمن القومى العربى كله.
وسخر النائب اسامة شرشر من قيام الرئيس السودانى من منح تركيا جزيرة سواكن قائلا: البشير باع نص اراضى السودان ويقول إن حلايب وشلاتين سودانية لافتا إلى أن ما تقوم به السودان أمر لا يجب الصمت امامه لانها تعمل على تأجيج المنطقة بالصراعات، وذلك بعد حصولها على 4 مليارات من قطر لتنفيذ ذلك المخطط.
فيما طالب النائب مرتضى العربى الجهات السيادية بضروة التحرك فورا لوقف ما وصفه بالمهزلة السودانية لاسيما أن تلك الاتفاقية هدفها زرع قوات تركيا داخل المنطقة العربية للسيطرة عليها وتحقيق اهدافها.
ومن جانبه قال النائب طارق الخولى إن السودان منح تركيا مسمار جحا الذى تتوغل من خلاله فى المنطقة العربية مبديا تعجبه من مواقف الرئيس السودانى الذى يطالب بضم حلايب وشلاتين المصرية إلى بلاده وفى الوقت ذاته يفرط فى اراضى بلاده مجانا لصالح تركيا.
 واضاف الخولى أن الرئيس السودانى اصبح لايمثل الشعب السودانى ولكن يمثل نظام حكمه ويؤكد انحيازه للتنظيم الدولى للإخوان.
واعتبر العديد من الخبراء أن إعلان أردوغان من الخرطوم أن السودان خصصت جزيرة سواكن الواقعة فى البحر الأحمر شرقى السودان لتركيا كى تتولى إعادة تأهيلها وادارتها لفترة زمنية لم يحددها يعد اقتراب، خطيرا من تركيا للحدود المصرية كما انها تعد تفريطا واضحا من جانب الرئيس السودانى عمر البشير لعروبته لصالح الدولة التركية.
واعتبر الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان أن أعلان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من الخرطوم أن السودان خصصت جزيرة سواكن الواقعة فى البحر الأحمر شرقى السودان لتركيا كى تتولى إعادة تأهيلها وادارتها لفترة زمنية لم يحددها اقتراب خطير من تركيا من خلال السودان من الحدود المصرية.
واعتبر حسام الحداد الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية أن زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للسودان ترسيخ للتواجد الإخوانى هناك، ومما يؤكد على البعد الإخوانى لتلك الزيارة انها تأتى فى اطار التنسيق مع التنظيم الدولى التابع للجماعة خصوصا أن النظامين السودانى والتركى ذات مرجعية إخوانية.
وقال الباحث المتخصص فى الشأن التركى صلاح لبيب، إن اتفاق الخرطوم وأنقرة كان متوقعاً فى ظل الاتفاقات التى شملت أبعاد واسعة للتعاون والتنسيق الاقتصادى بينهما فى مكايدة واضحة لمصر خاصة بعد توتر العلاقات مع السودان مؤخرا.
وتابع «أتصور أن التعاون سيشمل مجالات اخرى إزاء المستجدات الميدانية على صعيد عدد من الملفات الإقليمية ومنها ليبيا وإثيوبيا مما سيشكل خطرًا كبيرًا على مصر، ومن جانبه أكد نبيل زكى الامين العام لحزب التجمع أن هناك مؤامرة تركية سودانية ضد مصر معتبرا أن زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى السودان تستهدف وضع خطط للامر على مصر، مشيرا إلى أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين هذه الاحداث ونقل الارهابيين من داعش إلى مصر فى سيناء والصحراء الغربية.
وأضاف أن هذه الزيارة لها تأثير سلبى على مفاوضات سد النهضة، وقال حامد الشناوى نائب ريس حزب المؤتمر أن ما قام به الريئس السودانى هو نوع من العبث وغير منطقى ويعبر عن النهاية الحقيقية لهذا الرجل، مؤكدا انه شخصية متقلبة ويسير فى الاتجاه المعاكس لمصر والعالم العربي، مضيفا أن الرئيس السودانى يبعث برسائل معادية توحى إلى خصومة الشعب المصرى والعالم العربى موضحا أن ما فعله يعد جريمة فى حق الشعب السودانى ويجب محاسبته.