الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

2017 عام الإنجازات الكنسية

2017 عام الإنجازات الكنسية
2017 عام الإنجازات الكنسية




أعدها: روبير الفارس

المعركة التى أشعلها تصريح الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا ضد معمودية الكاثوليك والتى تعبر عن أغلبية أساقفة المجمع المقدس ليس هذا وقتها فلا مجال للتناحر الطائفى فى شرق يأكله هذا التناحر، ومعروف ان كل طائفة تعتز وتعتبر نفسها هى الحق ونتيجة لجهل الاقباط الارثوذكس بالكثير من تاريخ وفكر الكاثوليك تأتى اهمية كتاب هويّة طائفة الأقباط الكاثوليك للدكتور الاب اغسطينوس موريس كاهن كنيسة العائلة المقدس للأقباط الكاثوليك بالزيتون حيث كتب فصلا مهما تحت عنوان «النظرة الارثوذكسية للكنيسة القبطية الكاثوليكية» فجر فيه عدة مفاجآت فقال: قبل كل شىء علينا أن نعترف بأننا كنيسة أرثوذكسيّة أى مستقيمة الإيمان، فلا نخشى على أنفسنا من هذا القول بأننا أرثوذكس، وذلك لأن كلمة أرثوذكس تعنى مستقيم الإيمان ومن هذا المنطلق فنحن كنيسة أرثوذكسيّة مستقيمة وتتحاور مع الكنيسة الأرثوذكسيّة الشقيقة.

حمل عام 2017 على المستوى الكنسى عددًا من الإنجازات والأزمات وما بين المكاسب والإخفاقات  تمضى الايام.
وفى إطار الانجازات لا يمكن ان ننسى زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الى مصر فى ابريل الماضى ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ورؤساء الطوائف المسيحية وايضا الامام الاكبر وكانت رحلة مباركة اعطت لمصر زخمًا اعلاميًا وروحيًا كبيرًا وفى اطار اهتمام بابا الفاتيكان بمصر استكمل حبه له بتدشين ايقونة رحلة العائلة المقدسة لمصر وادرج الرحلة ومسارها فى كتالوج الحج الدينى للكاثوليك واثارت رحلة البابا لمصر اكبر قضية لاهوتية شهدتها الكنيسة فى هذا العام  وهى قضية  إعادة المعمودية وقد أثير هذا الموضوع بقوة فى الأيام الأخيرة قبل وأثناء الزيارة التاريخية التى قام بها قداسة البابا فرانسيس الأول بابا روما إلى أخيه قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية يومى 28 و 29 أبريل 2017، وذلك بمناسبة توقيع البيان المشترك والذى تضمن فقرة مهمة عن السعى لعدم إعادة المعمودية ولماذا يثير الامر مشاكل بين الطوائف حول هذا الموضوع   كتب  الدكتور  «سينوت دلوار شنودة» والذى يشغل منصب  مدير العمليات الفنية بالجامعة الامريكية بالقاهرة وشماس وباحث فى التاريخ القبطى وكاتب فى مجلة مدارس الاحد دراسة مهمة شاملة جاء فيها:
إن البند الذى اثار القضية فى البيان المشترك بين الكنيستين وهو البند رقم 11 من البيان المشترك خاصة الفقرة التى تقول: «بأننا نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الذى تمَّ منحه ‏فى كلٍّ من كنيستينا لأى شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى».
 وتعليقا على ذلك قال: «سينوت»: هناك بعض الحقائق المهمة عن هذا الموضوع ونود أولا أن نوضح أن هذا البيان وهذه الفقرة بالذات قد ناقشتها لجنة مجمعية مشكلة لهذا الغرض ضمت رؤساء لجان المجمع، وهذه الفقرة لا تتعرض لقبول المعمودية بصفة مطلقة لكنها تقتصر على الكلام عن عدم إعادة المعمودية لمن يريد الانضمام من إحدى الكنيستين للكنيسة الأخرى بمعنى أنه لا يمكن لأحد أتباع الكنيستين أن يطلب إجراء سر المعمودية فى الكنيسة الأخرى وهو ما زال عضواً فى كنيسته. وسر المعمودية هو أحد الأسرار التى لا تتكرر وهم إلى جانب المعمودية الميرون والكهنوت بمعنى إذا نال أحد سر المعمودية ثم أنكر المسيح أو بخر للأوثان أو ترك المسيحية فعندما يعود تائباً لا يعاد عماده مرة أخرى، وفى القرن الثالث حصل نقاشاً كبيراً حول إعادة الأسرار لمن نالوها من الهراطقة وأرادوا العودة إلى الكنيسة الجامعة فكانت البداية مع دوناتوس أحد قساوسة شمال أفريقيا الأمازيج عارض تدخل الدولة فى شئون الكنائس، وكان رافضاً لتساهل أسقف روما وتساهله مع الخطاة وجاحدى الإيمان وإعادتهم لشركة الإيمان بعد توبتهم فعقد مجمعاً فى مدينة سيرنا، وأسس كنيسة مستقلة عُرفت بكنيسة أو بدعة الدوناتيين وقرر إعادة معمودية المنضمين إلى كنيسته المستقلة خاصة أتباع أسقف روما.
وفى المقابل قرر القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة بعدم قبول أتباع الدوناتيين التائبين فى شركة الكنيسة إلا بعد إعادة معموديتهم وعقد مجمعاً فى قرطاجنة لهذا الغرض، بينما قبلهم القديس أستفانوس أسقف روما بعد التأكد من إيمانهم دون إعادة معموديتهم مرة أخرى وعقد مجمعاً مكانياً فى آرل الذى قرر أنّه إن قدم أحد من الهرطقة إلى الكنيسة، يُسأَل عن قانون الإيمان الذى تعمّد فيه، فإن بدا واضحًا أنّه تعمّد فى الأب والابن والروح القدس، يُكتفى بأن توضع عليه الأيدى لينال الروح القدس.
أمّا إذا لم يستطع الإجابة عن الثالوث، فتُعاد معموديّتُه وهكذا سارت الأمور فى مجمع نيقية المسكونى الأول سنة 325 الذى قرر فى القانون الثامن عدم الحاجة لإعادة سرى المعمودية والكهنوت لمن يسمون أنفسهم «الأنقياء» أو الأطهار وهم أصحاب بدعة النوفاتيين إذا عادوا إلى شركة الكنيسة الجامعة بشرط التعهد والاعتراف كتابة بقبول تعاليم الكنيسة الجامعة الرسولية، بينما قرر فى القانون 19 وجوب إعادة معمودية اتباع بولس السميساطى لأن إيمانهم بالثالوث القدوس كان خاطئاً لعدم اعترافهم بأقنوم الأب، وقد تقرر نفس الأمر فى مجمع القسطنطنية المسكونى الثانى سنة 381 ضمن القرارات الادارية التى أصدرها بل وأضاف أتباع أريوس ومقدونيوس إلى الذين لا تعاد معموديتهم بعد رجوعهم وتكفى توبتهم وإقرارهم بالإيمان السليم للكنيسة الجامعة.وهكذا استقرت القاعدة الأساسية فى هذا الأمر بعدم إعادة المعمودية إذا كان المتقدم قد نال المعمودية باسم الثالوث القدوس الأب والابن والروح القدس عن طريق كاهن  وفى سنة 1990 وفى يوم 28 سبتمبر تم فى ضاحية شامبيزيه بسويسرا توقيع اتفاق بنى على الاتفاق التاريخى فى دير الأنبا بيشوى سنة 1989ونص الاتفاق الجديد على رفع الحروم بين العائلتين الأرثوذكسيتين وهى الحروم التى صدرت ضد جميع الآباء والمجامع فى كلا الجانبين. وتم توقيع هذا الاتفاق بواسطة ممثلى العائلتين الرسميتين وأرسلوه مثل الاتفاق السابق إلى المجامع المقدسة لهذه الكنائس لكى تصدر المجامع المقدسة قراراتها بشأنهما وقد قبلت كنيستنا هذه الاتفاقات فى المجمع المقدس المنعقد فى عيد العنصرة سنة 1990 ثم فى المجمع المقدس المنعقد يوم 12 نوفمبر سنة 1990 على أن يكون هذا كخطوة من جانبنا تنتظر موافقة باقى الكنائس كى يتم رفع الحروم فى وقت واحد بين كنائس العائلتين. وبدأ الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية فى سنة 1971 من خلال اللقاءات التى دعت إليها مؤسسة برو أورينتا «نحو الشرق» فى النمسا، وحضر اللقاء الأول قداسة البابا شنودة الثالث (وكان وقتها أسقف التعليم والمعاهد الدينية) والقمص صليب سوريال أستاذ القانون الكنسى بالكليات الإكليريكية.
وصدرت عن هذا اللقاء وثيقة كانت النواة للوثائق التى وقعت فيما بعد حول الاتفاق بين الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بشأن طبيعة السيد المسيح، وجاء فى هذه الوثيقة: «إننا نؤمن بأن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح هو الله الابن المتجسد، تام فى لاهوته وتام فى ناسوته، لم يكن لاهوته منفصلاً عن ناسوته لحظة واحدة ولا لمحة بصر، وأن ناسوته واحد مع لاهوته دون اختلاط ولا امتزاج ولا انقسام ولا انفصال، فنحن فى إيماننا المشترك بربنا الواحد يسوع المسيح نعتبر سره الفائق الوصف واللا متناه، ويعجز العقل البشرى عن استيعابه». وتواصلت الحوارات مع مؤسسة برو أورينتا، حيث عقد اللقاء الثانى فى عام 1973، والثالث عام 1976، والرابع عام 1978، والخامس عام 1988.
 وكان من نتيجة هذه اللقاءات أن أصدر قداسة البابا شنودة الثالث فى مطلع القرن الواحد والعشرين تعليمات لكهنة المهجر بعدم الحاجة إلى إعادة المعمودية بالنسبة لطالبى الانضمام من الكنيسة الكاثوليكية ويكتفى برشمهم بزيت الميرون.وما زالت الازمة قائمة حيث خرج الانبا مكاريوس الاسقف العام بالمنيا بتصريحات استفزت الكاثوليك بمصر واحدث معركة كلامية ما زالت قائمة.
كاتدرائية المسيح
من اجمل الانجازات التى شهدها هذا العام بناء جزء كبير من كاتدرائية المسيح  بالعاصمة الإدارية الجديدة والتى يترقب الجميع اقامة قداس عيد الميلاد برئاسة البابا تواضروس فيها فى مساء 6 يناير المقبل.
ومن الازمات الكنسية التى كانت غريبة فى هذا العام هى اعتكاف الانبا ابرام اسقف الفيوم بدير الانبا بيشوى بوادى النطرون وتركه مهامه بالكامل الامر الذى يعد جديدًا تماما فى تاريخ الكنيسة المعاصر خاصة ان الاسقف هو زوج الايبراشية كما ينص التقليد الكنسى  وما زالت القضية عالقة حيث رفض الانبا إبرام كل محاولات اثنائه عن قراره.
وفيات
شهد العام رحيل عدد من اساقفة الكنيسة الاجلاء منهم الانبا ساويرس اسقف ورئيس دير المحرق بالقوصية وقد رعى الدير لـ40 عاما كاملة ورسم خلفا له الانبا بيجول .كما رحل الانبا كيرلس اسقف ميلانو والنائب البابوى لاوروبا.
الكنيسة الإنجيلية
احتفلت الطائفة الانجيلية بمصر بمرور 500 عام على الإصلاح البروتستناتى بقيادة مارتن لوثر وعقد عدت حفلات برئاسة الدكتور القس اندريه زكى رئيس الطائفة .وقد تمكنت الطائفة بمذاهبها المختلفة بتشيد عدد كبير من الكنائس وصل الى 21 كنيسة بمحافظة المنيا وحدها.