السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثورة غضب فى السودان بعد تسليم «سواكن» لـ«أردوغان»

ثورة غضب فى السودان بعد تسليم «سواكن» لـ«أردوغان»
ثورة غضب فى السودان بعد تسليم «سواكن» لـ«أردوغان»




كتب - إسلام عبدالكريم

 

عمت حالة من الغضب والاحتقان داخل الشارع السودانى عقب الاتفاق الذى تم بموجبه تخصيص جزيرة «سواكن» للاستثمارات التركية وإعادة تأهيل الجزيرة لفترة لم يتم تحديدها، إذ وجه الكثير انتقادات لتلك الخطوة التى أكدوا أنها كان يجب أن تأتى بعد اصدار تشريعات من البرلمان مسبقاً.
وانتقد زعيم حزب الأمة السوداني، الصادق المهدي، سياسات حزب «العدالة والتنمية» الحاكم فى تركيا، وطالت انتقاداته «تخصيص» جزيرة «سواكن» السودانية للاستثمارات التركية.
ورأى المهدى فى بيان حول زيارة الرئيس التركى «أردوغان» إلى السودان، أن «العدالة والتنمية» التركى دعم الحركة الإخوانية العابرة للحدود، وهو ما اعتبره خطأ استراتيجي، ليوهمها أنها مقبولة دون إجراء المراجعات اللازمة.
وأشار زعيم حزب الأمة إلى أن «التجربة الإخوانية فى السودان أولا، ثم فى مصر ثانيا، وقعت فى أخطاء أفدحها فى السودان ما يتطلب مراجعة لنهجها، ولكن فى الحالين لم تجر مراجعة، واصفا ً النظام القائم فى بلاده بأنه «إخوانى وانقلابي»، قائلا: «من الخطأ أن يتبنى صاحب التجربة المراجعة (حزب العدالة والتنمية) المواقف الإخوانية التى لم تحقق المراجعة المطلوبة لاسيما فى السودان، حيث كانت التجربة انقلابية، وفوقية، محصنة بالإكراه».
واعتبر المهدى أن تبنى قيادة تركيا الحديثة الدفاع عن التجربة «العثمانية» هو أحد أخطاء النظام القائم فى تركيا، مؤكدا أن الاتفاق بين أنقرة والخرطوم بشأن جزيرة «سواكن» بمثابة «صفقة شخصية» بين البشير وأردوغان، موضحا أن الحديث عن تخصيص سواكن للاستثمار التركى لا يمكن أن يتم بعفوية ويجرى التعامل مع الموضوع كأنها صفقة شخصية، مشددا على أن الصحيح هو أن يصدُر قانون لتطوير «سواكن»، وأن تحدد الدولة ما سوف تقوم به فى إطار هذا التطوير، وأن ينص على ترحيب بالاهتمام التركى بهذا التطوير حسب متطلبات القانون، وأن يكون مشروع التطوير متاحا للآخرين الذين يجذبهم المشروع «.
على صعيد متصل، بحث رؤساء أركان تركيا والسودان وقطر، التعاون العسكرى وأمن البحر الأحمر، فى اجتماع عقدوه فى الخرطوم على هامش زيارة الرئيس التركي، وأعلن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، أن السودان وتركيا وقعا اتفاقات للتعاون العسكرى والأمنى خلال زيارة أردوغان.
فى هذا السياق، رأى وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، اللواء محمد رشاد، أن زيارة رئيس الأركان القطرى للسودان تثير شبهات كثيرة للغاية، مؤكدا فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن هذا اللقاء الثلاثى هو خطة تركية ممنهجة لاقتحام النظام العربى الإقليمى ويشكل انتهاكاً له، معتبرا النظام العربى الإقليمى بات مهددا من هذا التدخل التركى والقطري، خاصة الدول المطلة على البحر الأحمر، لافتا إلى أن جزيرة «سواكن» السودانية مطلة على البحر الأحمر وتقابل مدينة جدة، وأن هذه التحركات التركية تهدد الأمن القومى العربي.
وقال الخبير الأمنى والاستراتيجي، اللواء محمود زاهر، لـ«روزاليوسف»: إن زيارة أردوغان للسودان جاءت بعد زيارته لليونان وهى الأولى لرئيس تركيا منذ أكثر من 65 عاما، مؤكدا أن تلك الزيارة كانت اضطرارية، وفشلت تلك الزيارة نتيجة مشكلتين، الأولى التدخل التركى فى اليونان وقبرص والأخرى مشكلة بحر إيجا.
وأكد زاهر أن الاتصال «التركى -القطرى» معروف ومثبت، وكانت اخر الشواهد انقاذ أنقرة لنظام «تميم» من محاولة انقلاب، مشددا على أن الرئيس التركى يحاول إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة مرة أخرى، خاصة بعد أن قام بزيارة لباكستان وأفغانستان.
وأشار زاهر إلى أن زيارة الرئيس التركى للخرطوم تثبت احتقانه الشديد لمصر، خاصة ان السودان هى العمق الجنوبى المباشر لمصر وهى الخط القاطع للطريق المصرى نحو افريقيا ويمكن من خلالها تعطيل المساعى المصرية بإقامة مشروع خط نهر الكونغو الذى تسعى القاهرة لإقامته.
ورأى زاهر أن أردوغان يريد من تواجده بالسودان «نقطة مساومة قوية» ضد مصر، كما أنه يريد اعطاء «كارت» للولايات المتحدة بأنه يستطيع ممارسة ضغط على القاهرة، مستغلا حالة الاحتقان الأمريكى تجاه مصر جراء مشروع القرار المصرى فى مجلس الأمن ضد قرار «ترامب» بشأن القدس.