السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حديث حول الضبعة !






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 29 - 09 - 2009



مازالت قضية اختيار موقع الضبعة منذ أكثر من ثلاثين عامًا - لإنشاء محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية واستخدام (النووي) للأغراض السلمية، وهو المسموح به دوليًا، وخاصة بعد أن تَّزعَم الرئيس الأمريكي (باراك أوباما)، خطة دولية نال عنها إجماع مجلس الأمن الدولي بالأمس، عن عالم خال من الأسلحة النووية، وإخضاع كل دول العالم لمراقبة الجهاز الدولي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) والعمل علي تقويته واستقلاله عن الدول صاحبة المقاعد الدائمة في مجلس الأمن.
مازالت أصداء الخلاف بين بعض رجال الأعمال أصحاب الأراضي المحيطة بموقع المحطة المزمع إنشاؤها في الضبعة (ملك وزارة الكهرباء والطاقة)، مازالت المصالح متضاربة بين الفريقين، أحدهما (خاص) يتزعم هذا الفريق الدكتور إبراهيم كامل أبو العيون، المستثمر الأكبر في المنطقة، وبين (العام) وزارة الكهرباء ممثلة للرغبة الوطنية العارمة التي ظهرت حينما أعلن الرئيس مبارك في مؤتمر عام الحزب الوطني، البدء في دخول الطاقة النووية في الأغراض السلمية في مصر! وتبودلت وجهات النظر بين الفريقين علي صفحات الجرائد، والحوارات التليفزيونية والفضائية، وظهر النزاع واضحًا، وأحيلت المشكلة إلي خبير دولي لكي يقرر ما إذا كانت المحطة صالحة إنشاؤها في موقعها المحدد منذ ثلاثين عامًا في (الضبعة) بالساحل الشمالي أو في موقع آخر، وإن كان من المقرر أن ننشيء حوالي 9 محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في كل أرجاء مصر، ولعل يستتبع إنشاء مثل هذه المحطات، وجود مجتمعات صناعية وزراعية جديدة وعديدة بما ينتج من هذه المحطات من طاقة لتحلية المياه وللزراعة ولإقامة صناعة زراعية وتحويلية أخري نحن في أشد الحاجة إليها، أمام طاقة ناضبة، في القريب أو في المدي المرئي لأجيالنا الحالية، وهي طاقات البترول والغاز.
وفي تصريح للدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة يوم الخميس الماضي، بأنه خلال تسعين يومًا، سوف يودع الإستشاري العالمي قراره (الإستشاري) في صلاحية موقع الضبعة من عدمه!! وفي حديث مع أستاذنا الاستشاري المهندس صلاح حجاب حول هذا الموضوع قال، إن مكتبهم (بيت الخبرة المصري)، كان ضمن المكاتب المصرية والعالمية والتي كلفها وزير الكهرباء الأسبق المرحوم العظيم المهندس ماهر أباظة، بدراسة الموقع تخطيطيًا وهندسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا لإنشاء مدينة سكنية بجوار المحطة منذ ثلاثين عامًا، وذكرني بحديث دار بينه وبين المهندس أباظة، حيث كانا في زيارة لمدينة (تروس) الكندية والتي تبعد عن (مونترو) بحوالي مائة وخمسين كيلومترًا، لمشاهدة محطة طاقة كهربية تعمل بالنووي، مقامة بين أهليين وسكان في أجمل بقاع العالم (بيئيا وإقتصاديًا واجتماعيًا) وكان هدف الزيارة، دراسة موقع المحطة وتأثيرها علي المحيط بها من عمران، حيث المقرر إنشاء محطة مشابهة لها تمامًا في (الضبعة)، وقال أيضا، أن الدراسات التي تمت في هذا الوقت علي موقع الضبعة لم تتغير عناصرها أو معطياتها حتي اليوم، بل أن الدراسات تم وضعها علي أساس إقامة مدينة شاملة في المنطقة، كأحسن مما هو عليه الوضع اليوم، حيث عدد السكان أثناء الدراسة منذ ثلاثين عامًا كان حوالي عشرة آلاف نسمة، واليوم وصل العدد إلي 35 ألف نسمة، والمتوقع للدراسة الموضوعة منذ ثلاثين عامًا أن يصل عدد السكان إلي مليون نسمة، وأن المدينة التي تم وضع تصور تخطيطي لها منذ 30 عامًا، تشمل مدنًا سكنية شاملة المرافق والخدمات التعليمية والعلمية والصحية وكذلك المناطق الزراعية والصناعية القائمة علي الزراعة، وأن ما يقال اليوم عن عدم الصحية للموقع، إفتراء كامل وغير علمي وغير شفاف.