الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: كابوس العثمانيين يشعل التوتر فى البحر الأحمر

خبراء: كابوس العثمانيين يشعل التوتر فى البحر الأحمر
خبراء: كابوس العثمانيين يشعل التوتر فى البحر الأحمر




كتبت - خلود عدنان

 

تبدو الأطماع التركية فى القارة الأفريقية ليس لها حدود، والتى كشفت عن الوجه القبيح لرجب طيب أردوغان فى التمدد والتوسع على طريقة نظام الملالي، فبعد تدشين القاعدة العسكرية التركية فى الصومال فى أكتوبر، حصلت أنقرة على موطئ قدم لها فى الخرطوم، عبر قاعدة جديدة لها فى جزيرة سواكن، هذه الأطماع التى عمت عيون أردوغان عن 18 جزيرة تركية تحت قيادة اليونانيين لم يفكر يوما فى استردادها.
وقد كانت الإغراءات التركية أمام البشير كافية ليتغاضى البشير عن المجازر التى ارتكبها العثمانيون بحق شعبه ويتنازل عن ارضه مقابل بضع ليرات، بعد أن أثقلت العقوبات الاقتصادية كاهله لأكثر من 20 عامًا، حيث جرى الحديث عن توقيع 21 إتفاقية بين تركيا والسودان خلال زيارة أردوغان، على رأسها اتفاقية للصناعات الدفاعية، وبناء مطار فى العاصمة السودانية الخرطوم، وإنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجى.
فى هذا الشأن، انتقد نائب رئيس مجموعة نواب حزب الشعب الجمهورى التركى المعارض «أوزجور أوزال» طلب أردوغان من نظيره السودانى البشير تسلم إدارة جزيرة سواكن، داعيا إياه إلى الدفاع عن 18 جزيرة تركية استولت عليهم اليونان، مفيدا أن أردوغان يمدح نظيره السودانى البشير، على الرغم من وصوله إلى الحكم بانقلاب دموى وتصفيته المعارضة، واصفا إياه بـ«الديكتاتور» الذى تسبب فى انقسام بلاده.
وتعليقا على المساعى التركية الجديدة، قال الدكتور حمدى عبد الرحمن استاذ العلوم السياسية والباحث فى مركز الدراسات الإفريقية، ان اردوغان يحاول خلق نفوذ فى القارة الأفريقية بعد تسلمه إدارة جزيرة سواكن السودانية، بالتمدد الإيرانى المذهبى فى الشرق الأوسط، إذ إن إيران تسعى إلى وضع قدمها فى منطقة باب المندب بجانب سيطرتها على جزء من منطقة مضيق هرمز، للسيطرة بشكل أكبر على حركة الملاحة التجارية العالمية من الشرق إلى الغرب.
وأشار الى أن هذة الخطوة الاستفزازية سيكون لها عواقب وخيمة تجر المنطقة لنزاع اقليمى جديد، إذ أن هذه الزيارة تمخضت عن العديد من النتائج الهامة منها منح الجانب التركى السيطرة على ميناء السواكن بالإضافة الى توقيع اتفاق عسكرى يهدف لانشاء قاعدة تركية على الأراضى السودانية سيكون لها استخدامات مسلحة، مضيفا  أنه لا شك فى وجود تحالف أمنى عسكرى بقيادة تركيا والسودان وقطر واسرائيل يعمل ضد القاهرة والرياض وأبوظبي، كرد على ملف مقاطعة الدوحة ورفض المساعى الأمريكية لتهويد القدس..
وأكد أن هناك غطاء كبيرا يجمع كلا من تركيا والسودان وقطر هو ولاؤهم جميعاً للتنظيم الإخوانى الدولى لذا تسعى الدول الثلاث الى تكوين محور جديد لتهديد الأمن القومى العربى، لافتا الى ان تركيا تسعى للدخول فى مرحلة جديدة من التوسعات فبعد التواجد فى جيبوتى والصومال وضعت أنقرة قدما لها فى البحر الأحمر من خلال ميناء السواكن، مؤكدا أن السياسات التوسعية التى تنتهجها الدولة التركية بقيادة أردوغان باتت تهدد الأمن القومى العربى بشكل واضح.
من جانبه، قال الدكتور أحمد ابراهيم محمود، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص فى الدراسات الإفريقية، أن الأتراك عادوا لحلمهم فى استعادة الخلافة التركية، بعد فشلهم فى دخول الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أنهم وضعوا خطة للانفتاح على القارة الأفريقية، إذ أن كلًا من تركيا وإيران بالإضافة إلى قطر وإسرائيل يتصارعون لمد نفوذهم فى منطقة جنوب البحر الأحمر، ببناء قواعد عسكرية أو الحصول على حق إدارة وانتفاع موانئ فى دول إفريقية فقيرة مثل الصومال وإريتريا وأخيرا السودان، مشيرا إلى أن أطماع هذا التحالف الهدام تغطيها الطائفية والحزبية، ولا بد من تكاتف العرب والتنسيق بين كل من مصر والسعودية والإمارات لحل الأزمة ومواجهة الأطماع الإقليمية المحيطة، فلا يمكن السماح لهم بتفتيت الوطن وضياع حقوقه فى النزاع الإقليمى والتنافس الجيوستراتيجى الجارى فى المنطقة.
وحذر من خطورة القواعد التركية فى أفريقيا، مؤكدين أنها تمثل تهديدا صريحا للأمن الوطنى العربى، معتبرا أن أنقرة تسعى إلى فرض هيمنتها على منطقة القرن الأفريقى، عبر تحضير الدعم العسكرى وإنشاء عدة قواعد لها فى دول أفريقية، وشدد على أن إنشاء أى قواعد عسكرية فى الخرطوم يمثل تهديدا واضحا للدولة المصرية، على خلفية العلاقات المتأزمة بين مصر وأنقرة، والخلاف المصرى السودانى المتصاعد حول حلايب وشلاتين.