الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«التوريث» يخطف الأضواء فى الأهلى

«التوريث» يخطف الأضواء فى الأهلى
«التوريث» يخطف الأضواء فى الأهلى




 كتب – وليد العدوى


لم يكن لكلمة «التوريث» أى صدى قبل عشر سنوات فى مصر، قبل أن تتنامى وتتصاعد بشكل كبير مع المعطيات السياسية الدائرة وقتها، والتى انتقلت بالضرورة إلى باقى مناحى الحياة المجتمعية، والتى من بينها الرياضة بالطبع، ومؤخرًا ظهر عدد من أسماء اللاعبين الصاعدين الشباب أبناء نجوم الكرة السابقين، فى إشارة إلى تخليد اسمائهم فى الملاعب عبر أبنائهم، وهو أمر غير جديد ومحمود إذا كانت هناك موهبة تحمى ذلك، لكن العاصفة لن ترحم والنقد لن يهدأ من الجماهير إذا كان هناك لاعب يحاول فرض ابنه على الساحة بالقوة لما يتمتع به من علاقات واتصالات، فكرة القدم لا تعترف بذلك أبدًا، وهو ما يمر به الحارس الدولى الحالى شريف إكرامى، فبعد سلسلة لا حصر لها من الاخفاقات على صعيد النادى والمنتخب، بات الجميع على قناعة بأن شريف أخذ أكثر مما استحق، وانه اعتمد بشكل كبير على اسم والده فى الظهور، وإلا ما سكنت شباكه كل هذه الاهداف الساذجة التى مازالت عالقة فى أذهان الجميع، فلم تكن الأهداف التى اخترقت شباك إكرامى بالصعبة، انما جاءت جميعها دون استثناء بشكل سهل، وفى متناول حارس دولى بقدرات وامكانيات شريف البدنية، الأمر الذى دفع جمهور الأهلى نفسه لوصف حالته بأنه أبناء عاملين، لينتظر شريف مصيره فى يناير، بعد أن بات مطلبًا أساسيًا بضرورة الرحيل عن القلعة الحمراء فى يناير المقبل، وهو التوجه الذى لمسه رئيس النادى الأهلى الجديد محمود الخطيب.
شريف إكرامى يستشعره جمهور الأهلى بأنه تميمة النحس فى الفريق، خصوصا بعد خسارة لقب دورى أبطال أفريقيا أمام فريق متواضع المستوى بحجم الوداد البيضاوى المغربى، الذى خطف اللقب، وتأهل إلى كأس العالم للأندية فى الإمارات، ليمثل القارة السمراء أسوء تمثيل لخسارته مرتين وخروجه بشكل مهين من المونديال، بعكس لو كان الأهلى موجود، قبل أن يتسبب إكرامى فى الخسارة أمام الفريق المغربى فى الذهاب ببرج العرب، عندما أخفق فى الحفاظ على التقدم بهدف مؤمن زكريا المبكر، لكن سرعان ما قدم الحارس احد فصوله الباهتة وتلقى هدف التعادل، ليصعب بعدها مهمة مباراة الإياب فى المغرب، وكان من السهل فوز أصحاب الأرض بالمباراة واللقب، كلها مواقف لا ينساها جمهور الأهلى لشريف، ولا جمهور الكرة المصرية بعد أن تسبب بتخاذله فى هدف أمام تونس فى افتتاح التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة بالكاميرون 2019، وتتصاعد أزمة شريف أكثر بعد أن ظهر زميله محمد الشناوى والذى حصل على فرصة، وقدم نفسه فى أكثر من مباراة بشكل جيد، بل قدم نفسه كنموذج للحارس صاحب الكلمة الفارقة، كما فعل فى مباراة الأهلى والإنتاج الحربى، ليتصدى لكرة صعبة جدًا فى المباراة، تسببت فيما بعد لتحول زملائه إلى هجوم كاسح ومن ثم تحقيق الفوز بغلة وافرة من الأهداف المريحة، ليعقد الجميع مقارنة بين الشناوى وإكرامى، وما يقدمه حارس الإسماعيلى محمد عواد من دور مؤثر جدا فى تصدر فريقه لمسابقة الدورى العام الممتاز هذا الموسم، ليتضح مدى دور الحارس الذى يصنع الفارق، ويحتفظ إكرامى بقلب «أبناء عاملين».  
بنسبة كبيرة تسبب شريف إكرامى فى حرق الصاعدين من أبناء النجوم فى الأهلي، ولو ذهنيا، وبشكل مؤقت، حتى يثبتوا العكس، بعد أن بات الجميع مترقب ومتربصًا بأسماء النجوم الذى يحضرون أبناءهم فى مدارس الكرة منذ سنوات، فهناك أبن لسيد معوض وآخر لإسلام الشاطر وثالث لبركات ورابع لأحمد شوبير، ومؤخرا ظهر اسم أحمد ياسر ريان الذى يشغل مركز الهجوم، ومؤخرا منحه المدير الفنى حسام البدرى فرصة جيدة مع الفريق الأول أمام فريق وادى دجلة الذى شهد تعادل الشياطين الحمر بهدف لمثله، ويراهن عليه البدرى الذى ضمن مكانه تقريبًا بعد أن جدد فيه الخطيب الثقة، ليبقى على رأس الجهاز الفني، ويرى البدرى أن أحمد ياسر ريان خليفة عمرو جمال المحترف بصفوف بيدفيست الجنوب أفريقى على سبيل الإعارة، ليكون نواة فى خط هجوم الشياطين الحمر فى المستقبل القريب، بعد ان سجل فى الموسم الماضى 17 هدافا، والموسم قبل الماضى 31 هدافا فى قطاع الشباب، وهو ما يدفع أصحاب النظرة التشاؤمية أن يفصلوا بين الظهور فى قطاع الناشئين والشباب والفريق الأول المختلف تماما، فكثيرا ما يقدم الأهلى صاعدين على أعلى مستوى لكنهم يفتقدون بريقهم مع الضغط الجماهيرى والأضواء فى الفريق الأول المطالب دوما بالمنافسة على كبرى الألقاب فى الداخل والخارج، وشريف إكرامى محور هذه السطور أحد أهم البراهين علذ ذلك، فشريف إكرامى مر بثلاثة محاور فاصلة فى حياته، الأولى على صعيد الشباب ووقتها صعد حارس ثالث فى الفريق الأول وكان من أهم الحراس فى أفريقيا بالفعل، والدليل ترشحه واختياره للاحتراف فى فينورد الهولندى بل والمشاركة رغم سنه الصغيرة أساسًا فى الدورى هناك، ليتراجع بشكل مخيف ويغيب عن مستواه ويعود إلى الأهلى كمرحلة ثانية شهدت توازنا وقدرة على الوقوف على قدمين ثابتتين، قبل أن يدخل المرحلة الثالثة والأخيرة التى شهدت انهيار تما فى مستواه، وباتت أقل المطالب بضرورة رحيله ولو على سبيل الإعارة لمنحه الفرصة فى استعادة لياقته ومستواه، وحفاظا عليه وعلى اسم وتاريخ والده.
يبدو من تصريحات أحمد ياسر ريان أنه لاعب متوازن نفسيا، وهى معطيات جديدة ظهرت فى ملاعب الكرة المصرية بفضل النجم الكبير المحترف بصفوف ليفربول الإنجليزى محمد صلاح، والذى أثبت أن النجم يحتاج إلى نسبة كبيرة من الهدوء النفسى فى التعامل مع الشهرة، وهو ما خرج من اللاعب فى الفترة القصيرة التى سطلت فيه عليه الأضواء، ليبقى الانتظار سيد الموقف لباقى اللاعبين الذى يعيشون فى حضانة مدارس الكرة المختلفة، أبرزهم عمر سيد معوض والذى يقال عنه أنه لاعب مميز وصاحب قدرات عالية جدا وسيكون مفاجأة للجميع، فهو من مواليد 2006، ويقود فريقه فى قطاع البراعم بالنادى الأهلى باقتدار، كما صعد حسام البدرى الحارس مصطفى أحمد شوبير مؤخرا بهدف خوض التدريبات مع الفريق الأول، وقت انشغال الأهلى بمباريات أفريقيا، ومشاركة إكرامى مع المنتخب، ليكون شوبير الصغير ثالث الحراس لمحمد الشناوى وأحمد عادل عبد المنعم، لينتظر الجميع ظهوره على الساحة لمعرفة ما إذا كان يتمتع بموهبة حقيقة تستحق المساندة أم أنه مفروض على الجميع مجاملة لوالده، وبضغط اعلامى، وهو ما قد يأتى بنتائج عكسية على اللاعب الذى قد تتسبب الأضواء عليه بكثافة فى هروب الثقة منه.
الموقف يختلف فى الزمالك، خصوصًا بعد أن زادت حدة الخلافات ودخول القلعة البيضاء دوامة المشاكل والأزمات الادارية، ومن ثم هروب كبار النجوم من النادى اساسا، وبالتالى لن يقفوا خلف أبنائهم، والدليل ما فعله أيمن منصور مع نجله أحمد الظهير الأيسر الذى قدم واحدة من أفضل مواسمه الكروية فى الموسم الماضى مع نادى المصرى البورسعيدى قبل اصابته، فلم يفضل منصور استثمار شعبيته فى فرض ابنه على الزمالك الذى صعده من قطاع الناشئين، ليخرج أحمد نحو التميز مع النادى البورسعيدى دون الانتظار لجنة الأبيض، على العكس فى الماضى القريب قدم ابن الاسماعيلى محمود جابر نجله الدولى عمر جابر المحترف حاليا فى لوس أنجلوس الأمريكى معارا من بازل السويسري، الذى توهج بفضل اختيار ورهان مدربه السابق فى الزمالك حسام حسن عليه، بالضبط كما فعل الراحل محمود الجوهرى مدرب المنتخب السابق مع حازم إمام نجم الزمالك السابق الذى منح مهارة الثعلب الصغير الثقة الكاملة ليتوهج ويتألق بعيدا عن أسم والده الراحل حمادة إمام.