الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثورة جديدة فى إيران

ثورة جديدة فى إيران
ثورة جديدة فى إيران




كتبت - نشوى يوسف

 

توسعت الاحتجاجات فى إيران إلى حد جعلها تصل إلى العاصمة الإيرانية «طهران» وذلك بعد اعتقال 52 متظاهراً واستخدام العنف بحقهم من قبل قوات الأمن ضدهم فى مدينة «مشهد» الخميس الماضي، وهو الأمر الذى أثار الشعب الإيرانى للخروج مرة أخرى بشكل أكبر عددا مستخدمين هتافات مناهضة للحكومة وللمرشد الإيرانى «على خامنئي» وللرئيس «حسن روحاني»، حيث يواصل المتظاهرون الغاضبون بسبب غلاء الأسعار النزول إلى الشوارع منذ أيام فى مدن مشهد وكرمانشاه وقم والأهواز وأصفهان وقوجان وسارى وقائمشهر وقزوين ورشت وزاهدان، وهمدان وخرم آباد وسبزوار وبجنورد وطهران.
ومن الشعارات التى رددها المتظاهرون، «الموت للديكتاتور خامنئي» و«الموت لروحانى» و«الخبز، الوظيفة، الحرية».
وهاجم المتظاهرون، (كما فى الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي)، ثلاثة من مراكز القوة الحكومية، أحدها «هيئة الإذاعة والتليفزيون»، التى عزفت عن نقل أخبار المظاهرات، وردد المتظاهرون شعار: (عليك العار يا تليفزيونا). ثم «البرلمان» و«السلطة القضائية»؛ وهما يقعان تحت سلطة «لاريجانى»، حيث ردد المتظاهرون شعار: (شعار كل إيرانى إقصاء الإخوة لاريجاني).
ووضعت قوات الأمن فى «حالة التأهب القصوى (الحمراء)» وأمرت «جميع المنتسبين الحضور بزيهم العسكرى فى مراكزهم حالا».
ووجهت المعارضة دعوة إلى الإيرانيين فى أرجاء البلاد للنزول إلى الشوارع الجمعة للاحتجاج على «الغلاء والظلم والبطالة» وتضامنا مع أهالى مشهد ومحافظة خراسان.
ولم يستطع قادة النظام إخفاء خوفهم من شبح انتفاضة عام 2009، التى كانت قاب قوسين أو أدنى من إطاحة نظام الملالى بسبب اتهامات بتزوير الانتخابات.
وتحدى المحتجون التهديدات التى أطلقها مسئولون إيرانيون اعتبروا التظاهرات «تجمعات غير قانونية».
وبخلاف ما حاولت الأوساط الرسمية إظهاره بأن التظاهرات لا تعدو كونها فئوية، لكن خروج مسئولين كبار بتصريحات وتهديدات للمحتجين وصلت إلى حد اتهام ما وصفوه بأطراف خارجية، يظهر مدى الخوف الذى يدب فى الطبقة السياسية الحاكمة من تحول هذه التظاهرات إلى انتفاضة على غرار ما عرف بالثورة الخضراء عام 2009.
واعترف نائب الرئيس الإيراني، إسحق جهانجيري، بامتداد التظاهرات إلى العاصمة بقوله إن «متشددين معارضين للحكومة قد يكونون مسئولين عن التظاهرات التى امتدت الجمعة إلى العاصمة طهران».
وبينما أصدرت قيادة الحرس الثورى بيانا بمناسبة ذكرى إخماد انتفاضة 2009 عبر عمليات قمع دموية، إلا أن الاحتجاجات الحالية ألقت بظلالها على البيان ليصبح منصة لتوزيع الاتهامات الداخلية والخارجية.
وقال البيان الذى نقلته الوكالة الرسمية إنه «فى الظروف الخطيرة الحالية فإن الجبهة المتحدة الداخلية والخارجية المناوئة للثورة تحت القيادة الخفية والعلنية لمثلث أمريكا - الكيان الصهيونى وبريطانيا المشئوم وبمواكبة الرجعية فى المنطقة له يتابع نهج تحريف الحقائق التاريخية وتجميل صورة أصحاب الفتنة والباغين ضد الجمهورية الإسلامية ويمارس عمليات نفسية واسعة لقلب الحقائق».
وعبر مستشار الرئيس الإيرانى عن مخاوفه من التعامل الأمنى مع التظاهرات، قائلا، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا)، إن على الشرطة التعامل بما وصفه بـ«رحابة صدر»، وهو اعتراف ضمنى بأن القمع الأمنى المعتاد قد يزيد من الغليان.
وحذر عضو الهیئة الرئاسیة بمجلس الشورى أكبر رنجبر زادة، من أن التظاهرات الاحتجاجية الحالية قد تحيى انتفاضة عام 2009.
وقال إن «الأحداث الأخیرة التى شهدتها بعض مناطق البلاد ستستغل من قبل المناهضين للنظام».
وكانت إيران قد شهدت أوسع احتجاجات فى تاريخها منذ الثورة التى جاءت بالملالى عام 1979، عندما خرج مئات الآلاف من الإيرانيين فى 13 يونيو 2009 فى مختلف أنحاء البلاد ضد تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس السابق محمود أحمدى نجاد.
وفى مواجهة ذلك، استعان النظام الإيرانى بعشرات الآلاف من عناصر الباسيج وهى ميليشيات خاصة لقمع «الثورة الخضراء»، التى كادت تعصف بالنظام لولا القمع الأمنى وحملة الاعتقالات التى طالت الآلاف.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس ، إن الإيرانيين الذين خرجوا فى احتجاجات تضرروا من فساد النظام، وإهدار ثورات البلاد بتمويل الإرهاب فى الخارج.
وكتب ترامب فى تغريدة عبر حسابه على تويتر: «هناك العديد من التقارير حول الاحتجاجات السلمية من قبل المواطنين الإيرانيين الذين تضرروا من فساد النظام وإهدار ثروات البلاد بتمويل الإرهاب فى الخارج».
ودانت الولايات المتحدة بـ«حزم» امس الأول موجة الاعتقالات بإيران خلال الاحتجاجات التى خرجت بمدينة مشهد.
ويقول مركز الإحصاءات الإيرانى إن نسبة البطالة فى الجمهورية بلغت 12.4 فى المائة خلال السنة المالية الجارية، ما يمثل ارتفاعا نسبته 1.4 فى المائة عن العام الماضي. وهناك نحو 3.2 ملايين عاطل عن العمل فى إيران التى يبلغ عدد سكانها 80 مليونا.
واستنتج بعض الخبراء من الميزانية، التى قدمها الرئيس «روحانى» إلى البرلمان، «أن الجمهورية الإيرانية على وشك الانهيار الاقتصادي. واتهموا الحرس الثورى بتوجيه المظاهرات؛ على خلفية ما قامت به بعض الوسائل الإعلامية المقربة من الحرس الثورى والتيار الأصولى من تضخيم ونقل أخبار المظاهرات.