الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عك × الجبلاية

عك × الجبلاية
عك × الجبلاية




كتب – وليد العدوى


فى الوقت الذى يضع فيه الجميع الأيادى على القلوب قبل انطلاق كأس العالم المقبل فى روسيا 2018، مما قد يقدم عليه الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب الوطنى من مستوى وأداء دفاعى عقيم، يدرس اتحاد الكرة برئاسة هانى أبوريدة تعظيم دوره أكثر خلال الفترة المقبلة بتنصيبه مديرا فنيا للمنتخب الأوليمبى، الذى يستعد لكأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاما فى مصر، ومنها إلى أولمبياد طوكيو 2022، الأمر الذى يعكس حالة من التخبط والارتباك بل والصراع بين أعضاء الجبلاية بشكل فصل الجميع عن رؤية ما يحدث على أرض الوقاع، وما ينبغى فعله فى هذا التوقيت من الاستعداد لحدث غاب عن مصر لمدة 28 عاما متصلة، فلم يعد يتبقى سوى ستة أشهر على المونديال، ورغم ذلك لم يتم التحضير لأجندة محترمة تليق بمنتخب تأهل إلى أكبر حدث عالمى فى كرة القدم، ولدية من الإمكانيات بأن يقفز إلى ما هو أبعد من دور المجموعات، خصوصا أن مصر وقعت فى مجموعة سهلة نسبيا بجانب روسيا البلد المضيف والسعودية وأوروجواي.
خرج مجدى عبد الغنى عضو مجلس الجبلاية مؤخرا ليؤكد أن كوبر بات مرشحا لتولى حقيبة تدريب المنتخب الأوليمبى، وهو ما رحب به المدرب الأرجنتينى بشرط بقائه فى منصبه كمدير فنى للمنتخب الأول، رافضا أن تكون تلك الخطوة بداية لتهميشه، مفضلا توقيع عقود بذلك مبكرا قبل المونديال، لأنه لن يعتزل التدريب بعد المونديال وأنه لم يحسم وجهته المقبلة بعد تدريب الفراعنة فى كأس العالم، لكن اقتراح الجبلاية الأخير يضمن بقاء كوبر فى مصر ربما حتى 2022 على الأقل مع المنتخب الأولمبى حال نجاحه فى مهامه المرسومة إليه إن لم يضف عليها انجازات أخرى مع المنتخب الأول بالتأهل أو الفوز الأفريقى أو التأهل إلى كأس العالم بعد المقبل 2022، فكوبر أثبت عمليا أنه رجل انجازات، لكنه غير مقبول على الصعيد الجماهيري، فى ظل حالة عدم الرضا عليه باستمرار من الجماهير والنقاد بسبب أدائه الدفاعى الباهت الذى قد يضر بسمعة الكرة المصرية، حال ظهوره بهذا الشكل فى المحفل الدولي، وهو ما بدأ يتفهمه كوبر مؤخرا، وخرج بتصريحات يلطف فيها من الأجواء، واعدا أن طريقته فى كأس العالم ستختلف تماما عما قدمه من قبل، لأن كرة القدم فى افريقيا تختلف عن الكرة العالمية، هكذا قال ووعد كوبر، فإما أنه يفى بوعده، وهو أمر مستبعد منطقيا، لأن طريقة كوبر فى فكره ودمه، منذ أن ظهر على الساحة التدريبية حتى مع أكبر الأندية فى أوروبا، ومن الصعب أن يغير مفهومة هذا لمجرد نقد هنا أو هناك، وإما أنه يكسب ود الجماهير بهدف تمرير تعاقده الجديد مع المنتخب الأولمبي، اذا وافق مسئولو اتحاد الكرة على شروطه بالعمل فى المنتخبين وكأن كوبر بات خبيرا لا يشق له غبار يجب عدم التفريط فيه لرسم ملامح وخطط الكرة المصرية فى المستقبل.
كوبر أفاد الكرة المصرية فى إعادتها إلى الساحة العالمية، بعد فشل مدربين محليين وأجانب كبار، كما أعاد الفراعنة إلى كأس الأمم الأفريقية بعد غياب ثلاث دورات متتالية منذ انجاز المدرب الأسبق المعلم حسن شحاتة الذى حصد ثلاثة ألقاب فى 2006 و2008 و2010، بل وصل إلى نهائى البطولة وخسر بصعوبة أمام الكاميرون (1/2)، كلها مؤشرات إيجابية، لكن أمام ذلك هناك سلبيات كثيرة، آخرها وأبرزها عدم الاهتمام بتقديم مقترحات وأجندة قوية يستعد من خلالها الفريق الوطنى للحدث الكبير، فالتخبط كان سيد الموقف فى الاتفاق على المباريات الودية، ولم يستقر مؤخرا إلا على مواجهة البرتغال وبلغاريا فى سويسرا خلال فترة التوقف ما بين 19 وحتى 27 مارس المقبل، وفقًا لما ذكره إيهاب لهيطة مدير المنتخب، وسط غموض مواجهة منتخبات ترددت أنباء عن مقابلتها مثل اليونان، فى الوقت الذى ترحب فيه منتخبات كبرى بحجم فرنسا وإسبانيا باللعب وديا مع مصر، دون أن يتوافر المفاوض الجيد الذى يقتنص مثل هذه النوعية من اللقاءات القيمة، لم تتوقف سلبيات كوبر عند هذا الحد، بل امتدت إلى تجاوز رصيده من الاجازات المسموح والمتفق عليها، حيث يحاضر فى منتدى الإمارات مع كبار نجوم الكرة فى العالم، دون أن يعبأ بمهامه فى متابعة مباريات الدورى العام الممتاز، الذى يفترض أنه الرافد الأول والأساسى فى ضخ دماء جديدة لتجديد الوجوه خلال الفترة المقبلة، خصوصا أن هناك مراكز شاغرة تستحق التجديد الفورى.
قضية تدريب المنتخب الأولمبى لا تنحصر فقط فى كوبر، إنما تنطوى على مجمل صراعات داخلية محورها الأساسى رئيس الاتحاد نفسه هانى أبوريدة الذى شكل أعداءه داخل المجلس تحالف غير معلن لرفض تولى صديق عمره شوقى غريب مهمة تدريب المنتخب الأولمبي، رغم ترحيب الأخير بذلك فى تصريحات سابقة لـ«روزاليوسف»، حيث أكد أنه ينتظر العمل فى أى وقت، دون أن يلتفت لمن يتهمه بالبطالة، وإلا ما وافق بهذه السهولة بعد تدريب المنتخب الأول من قبل، لكن شوقى غريب لديه وجهة نظر تعتمد على رغبته فى اعادة تسطير انجاز جديد، فسبق أن تولى قيادة هذا الفريق مع واحد من أعظم وأهم جيل فى تاريخ مصر، والذى اقتنص برونزية العالم فى الارجنتين عام 2001، لكن الانقسامات أجلت الإعلان أكثر من مرة، ومؤخرا تم الكشف عن الإعلان فى يناير المقبل كموعد أخير ونهائي، بعد أن شملت دائرة الترشيحات أسماء من نوعية أحمد حسام «ميدو» مدرب الزمالك ووادى دجلة السابق، وعماد سليمان المدير الفنى للمقاصة، وربيع ياسين رئيس قطاع الشباب فى الانتاج الحربي، وعلى ماهر المدير الفنى للأسيوطى، وإيهاب جلال المدير الفنى لفريق إنبى، لكن كل مرشح لديه أزمة قد تعوقه عن قبول المهمة، بعكس غريب المتفرغ، وكوبر الذى لا يمتلك إلا مجموعة من العروض الغير جادة مثل منتخب الجزائر وأخرى فى أدغال أفريقيا، كون تجربة مصر هى الأولى له داخل القارة السمراء.
اتحاد الكرة رسم الملامح المالية للتعاقد الجديد فى تدريب المنتخب الاوليمبي، حيث وضع ما بين 10 و 12 ألف دولار كراتب شهرى للمدرب الأجنبى، قبل أن يتم رفض فكرة استقدام مدرب أجنبى، ويتم العدول عنها فى ترشيح كوبر، وما بين 100 و 120 ألف جنيه للمدرب الوطنى، وهو الرقم الذى قد لا يرضى بعض الأسماء المرشحة خصوصا أنها تحصل مع أنديتها على امتيازات مالية أفضل وأكبر، فضلًا عن الاستقرار والعمل المتواصل، دون شروط التحجيم بعدم الظهور فى التحليلات التلفزيونية كما تعرض من قبل على ماهر وقت عمله فى تدريب منتخب الشباب والذى دعاه إلى الاعتذار، قبل أن يتولى فريق الأسيوطى الذى صنع معه الفارق، وقدم انجازات واضحة.