قبة «المجذوب».. بناها «الخادم» وأنقذتها «اللجنة»

كتب - علاء الدين ظاهر


وسط شوارعها وحواريها تختبئ تفاصيل كثيرة من تاريخها.. آثار كثيرة ومنشآت تراثية جارت عليها البيوت فى قاهرة المعز حتى كادت تختفى بينها،وقبة الشيخ سعود المجذوب بشارع سوق السلاح واحدة من تلك الآثار، وكشف لنا حكايتها الباحث الأثرى والمؤرخ أبو العلا خليل المتخصص فى الآثار الإسلامية. وقال أبو العلا:منشئ هذه القبة هو الوالى العثمانى المحب للعمائر والخيرات سليمان باشا الخادم عام 941هـ / 1534م،للشيخ سعود أحد أشهر المجاذيب فى زمانه والذى كان للوالى سليمان فيه اعتقاد كبير،والقبة مسجلة كأثر برقم 510. وتابع:القبة هى آخر ما تبقى من زاوية كبيرة أوقفها سليمان باشا الخادم،وتضمنت مسجدا لله تعالى تقام فيها الصلوات ويعتكف فيها للعبادات،وخصص بالزاوية سكنا للشيخ سعود ينتفع به حال حياته، وقبة ضريحية ليدفن بها حين يأتى الأجل المحتوم، وذلك كما جاء بنص الوقفية «والفسقية المبنية فى تخوم ارض الزاوية معدة لدفن سيدنا العارف بالله تعالى الشيخ سعود خاصة دون غيره».
وقال أبو العلا خليل إن كثير من كتب العلماء والمتخصصين ومنهم الشعرانى والمناوى، تحدثوا عن صاحب وكراماته، ومنها أنه كان له كلب كبير الحجم يسلم على الناس، وأنه كان يخبر عن وقائع الأقاليم والبلاد، فيقول مثلاً: «عزل اليوم فلان، ومات فلان وولى فلان» فلا يخطئ فى واحدة.
وتابع أبو العلا: وفى الخطط التوفيقية يذكر على مبارك «زاوية الشيخ سعود المجذوب هى زاوية صغيرة بداخلها ضريحه عليه قبة خضراء بناها له سليمان باشا وفى شعائرها بعض تعطيل ويعمل له مولد كل عام».
واستطرد: لعل الصورة خير شاهد على ما عانته زاوية الشيخ سعود من عوادى الزمان، والاستيلاء على الزاوية ومايتبعها من منافع وحقوق وحوانيت اوقفها الوالى سليمان باشا على مصلحة الزاوية، وصار لم يتبق منها سوى «قبة معقودة بالطوب الآجر ويكسو ظاهرها قاشانى أخضر».
وأضاف: ونظرا لمحاصرة القبة بالمبانى الحديثة، قامت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1911م بعمل مدخل مستقل للقبة وعزل الضريح عن المنازل الملاصقة له من الجوانب الثلاثة، حيث تعد القبة من أهم القباب التى ترجع للعصر العثمانى، لكسوة القبة من الخارج بالبلاطات الخزفية، وهى نادرة المثال وصنعت وفقا للأساليب المملوكية.