الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كبير الآثاريين: «جبال» المصرى القديم كانت حياة وموت

كبير الآثاريين: «جبال» المصرى القديم كانت حياة وموت
كبير الآثاريين: «جبال» المصرى القديم كانت حياة وموت




كتب - علاء الدين ظاهر

 

كشف مجدى شاكر، كبير أثاريى وزارة الآثار، أن المصرى القديم أدرك منذ بداية تاريخه أن الجبال سر حياته ومماته، وقبل أن يدفن فيها سكن فوقها قبل هبوطه إلى وادى النيل، وصنع من قطع  أحجارها أسلحته وتماثيله وشيد معابده ومسلاته وأهراماته ومسكنه وقبره.
وتابع لـ«روزاليوسف»: ولولا الجبال وتمكنه من قهرها والتغلب عليها واستخراج كنوزها من أحجار ومعادن، ما وصلت لنا هذه الحضارة التى أبهرت أعظم المعماريين، حيث عرف كل أنواع الأحجار والمعادن وأماكنها وكيفية قطعها بوضع أسافين معدنية أو خشبية وتمددها بالماء، وصقلها باستخدام المساحيق الحكاكة من مسحوق خشن من بقايا الأحجار الصلبة والرمل، وكانت هناك بعثات خاصة يرسلها الفرعون للتعدين والتحجير فى الصحراء والجبال.
وتابع: ومع تطور فكرة الخلود وتوصله لوجوب المحافظة على جسمانه، وجد المصرى القديم فى الجبال وأحجارها بصلابتها وسيلته لتحقيق ذلك، فاستخدم الحجر الجيرى فى بناء مقابره وصناعة التماثيل، والجرانيت فى رصف أرضيات أهراماته ومعابده، واستخرج النحاس من سرابيط الخادم فى سيناء وصنع منه أسلحته وأدواته، واستخرج الجرانيت خاصة من أسوان وصنع منه المسلات وموائد القرابين.
وعرف طرق مناجم الذهب بالصحراء الشرقية فى المنطقة الممتدة من جنوب طريق قنا القصير الحالى حتى حدود السودان ووادى الفواخير والنوبة، كذلك عرف الفيروز واللازورد والألكتروم، واستمد المصرى القديم من الجبال شكل أهراماته، وهناك فى جبال طيبة بنى مقابر ملوكه فى وادى الملوك والملكات وكبار موظفيه، حتى أن شكل الجبل فى منطقة وادى الملوك يشبه الهرم.
ومن الجبال التى كانت لها أهمية لدى المصرى القديم جبل السلسلة فى أسوان لقربه من طيبة عاصمة ملوك الدولة الحديثة ومحاجر الحجر الرملى الصلب الذى استخدمه لبناء المعابد، وتميزت محاجر أسوان بأنها الأفضل لاستخراج الجرانيت بأنواعه، ومحاجر طرة بحلوان كان بها أفضل أنواع الحجر الجيرى الذى بنيت منه الأهرامات فى الجيزة.
 وأضاف: من الآثار الفرعونية حتى الآن جبل الموتى  شرق  واحة آمون فى سيوة، وهو على شكل مخروطى ارتفاعه 50 مترا، ويضم مجموعة مقابر فى صفوف منتظمة كخلية النحل، وهذه المقابر من الأسرة 26 حتى العصر اليونانى الرومانى، كذلك بالواحة هناك جبل الدكرور الذى يحتل مكانة لدى الأهالى هناك، إذ يتجمعون فيه كل عام مرة واحدة لعقد جلسات التصالح وحل المشاكل بين المختلفين.