موسى أفشار عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية لـ«روزاليوسف»: الانتفاضة الإيرانية تجاوزت الثورة الخضراء وقادرة على إسقاط ولاية الفقيه

حوار - أمانى عزام

 تصدرت موجة الغضب والاحتجاجات التى اندلعت فى إيران اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية، نظرًا لكونها الأخطر منذ 2009 بعد إعادة انتخاب أحمدى نجاد آنذاك فيما عرف بـ«الثورة الخضراء»، إذ امتدت المظاهرات المندلعة الآن إلى العاصمة طهران وهاجم المتظاهرون المنشآت الشرطية والعسكرية مُطالبين بإسقاط ولاية الفقيه، ورددوا هتافات «الموت للديكتاتور» لذلك أجرت «روزاليوسف» حوارًا مع موسى أفشار عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، لمعرفة أسباب اندلاع هذه الانتفاضة، ومدى قدرتها على تغيير الواقع الإيرانى الحالي.
وإلى نص الحوار..

■ ما أسباب احتقان الشارع الإيرانى المشتعل الآن؟
- ناشدنا منذ أكثر من 3 بتغيير الواقع الإيرانى خاصة أن نظام ولاية الفقيه لا يمكن أن يحدث فيه أى تعديلات، لذلك ينطبق عليهم ما قاله مسعود رجوى قائد المقاومة الإيرانية بأن «الأفعى لا تلد حمامة»، لذا دعا المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية كونه البديل لنظام الحكم فى إيران إلى تغيير النظام الإيرانى بأيدى الشعب والمقاومة المستقلة، فخرج المواطنون الإيرانيون للشوارع رفضًا لسياسات النظام بعد مرور فترة طويلة من تحملهم أعباء العقوبات الاقتصادية المفروضة على البسطاء من الشعب.
■ كيف يفرض نظام الملالى كل هذه السياسات المتقشفة على شعبه فى ظل دعمه وتمويله للكثير من الجماعات المتطرفة بالمنطقة؟
- هذا هو أحد أهم الأسباب الرئيسية لخروج المواطنين الإيرانيين للشوارع، فقد سئموا من نهب رموز النظام، وقوات الحرس، ومكتب المرشد، لروابتهم، فكل هذه الإنفاقات الضخمة التى ينفقها النظام  بالخارج تأمينًا لبقاء ولاية الفقيه فى الحكم بإيران، تثير غضب الشعب وتدفعه  للاحتجاج أملًا فى إنهاء هذه الممارسات، وأنتم تلاحظون أن الهتفات التى تتردد تطالبه بترك سوريا والانسحاب منها، والتفكير فى حال الإيرانيين، كما يرددون  شعارات «لا غزة ولا لبنان أفدى روحى لإيران» فى إشارة لرفضهم سياسة النظام الإيرانى وتدخلاته فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، خاصة أن النظام ينظم ويدرب ويمول كل هذه الجماعات على حساب مصالح الشعب، والحالة المعيشية للمواطن البسيط.
■ هل المظاهرات الحالية تعيد أمجاد الثورة الخضراء التى اندلعت عام 2009؟
- الانتفاضة الحالية تتميز بأمور جوهرية عن الثورة الخضراء التى شهدتها إيران عام 2009، فالزعماء والقادة الذين قادوها آنذاك كانوا من داخل النظام الإيراني، ولم يكن لديهم أى أجندة لإسقاط ولاية الفقية بل كانوا يطالبون المتظاهرين والجماهير بأن يوجهوا شعاراتهم ومطالبهم فى إطار دستور نظام الملالي، أما الآن فالشعب الإيرانى عبر هذه المرحلة ودخل مرحلة جديدة طالب فيها بإسقاط النظام.
 ■ هل ستنجح مظاهرات المعارضة الإيرانية فى تغيير الواقع الإيرانى؟
- المشهد الذى يشاهده العالم الآن فى جميع المدن الإيرانية وما تشهده من حراك شعبى متصاعد، يجعل المقاومة بجميع تنظيماتها فى وضع الاستنفار الكامل لدعم تنظيم هذه المظاهرات، ونعتقد بأن النظام الإيرانى لا يستطيع أن يقف حاجزًا أو مانعًا أمام هذه الانتفاضة وما تطالب به من تغيير.
■ كيف تدعمون الانتفاضة الإيرانية المندلعة الآن؟
- الجسم الرئيسى والأساسى للمقاومة الإيرانية موجود فى الداخل، ونحن نكملهم بالخارج، ونقوم بكل مالايستيطعون القيام بها نظرًا للديكتاتورية المفروضة بالداخل، مثل الاستنفار وحشد الإمكانيات الخارجية خاصة أعضاء البرلمانات الدولية، والكونجرس الأمريكى للوقوف إلى جانب الشعب الإيرانى، كما نروج للحراك الشعبى المشتعل الآن فى وسائل الإعلام العالمية.
■ تحدثت عن دعم النظام الإيرانى للمتطرفين فى سوريا ولبنان وغزة فماذا عن جماعة الحوثى باليمن؟
- نحن فى المقاومة الإيرانية كشفنا منذ أكثر من 3 سنوات كيف أن حركة الحوثيين التى تعد جماعة مرتزقة تابعة للنظام الإيرانى تدربت قبل 25 عامًا على يد قيادات نظام الفقيه سواء بصورة مباشرة أو من خلال حزب الله اللبنانى، وقد وكشفنا عمليات تسليح وتدريب وتمويل جماعة النظام الإيرانى  للحوثيين من خلال شركات الطيران والنقل البحري، وحددنا المسئولين الإيرانيين الذين يشرفون على هذه العملية، ولدينا قوائم بالأسماء وجميع التفاصيل التى تكشف كيف يتم ربطهم سياسيًا وعسكريًا،  ولو كان الأمر بيد الحوثيين لما تورطوا بهذا الشكل ولكنها أجندة النظام الإيرانى التى يمليها عليهم، كما وجهت لهم تعليمات بقتل الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح.