الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أطفال المنيا يبحثون عن مستقبلهم فى ورش الأحداث

أطفال المنيا يبحثون عن مستقبلهم فى ورش الأحداث
أطفال المنيا يبحثون عن مستقبلهم فى ورش الأحداث




المنيا ـ علا الحينى

تقف الحرية المطلقة حائلا بينهم وبين المجتمع، خاصة أن الحياة داخل مؤسسة الأحداث أو كما كان يطلق عليها قديما «أطفال الإصلاحية» تخضع لضبط السلوك، فضلًا عن إصلاح حياة تسببت فيها ظروف الأسرة والمجتمع فى أن يكون طفلًا مجرمًا بحكم القانون، لكنه مجنى عليه من المجتمع والأسرة، حيث إن أغلب الأطفال ينجر لتلك القضايا من خلال القتل الخطأ أو حوادث السرقة والتعاطى أو الاتجار دون فهم لما يفعله.
أطفال كثيرة أعدادهم تزيد أو تنقص حسب الجرائم التى يشهدها المجتمع وتبقى لهم مدرسة جديدة وحياة جديدة يتم تعليمها من خلال حياة المؤسسة، وانتهى شكل الإصلاحية الذى تداوله الفيلم، لكن لم تنته الصورة الذهنية حتى الآن.
فى البداية رفض رضا فتحى، مدير عام مؤسسة الدفاع الاجتماعى بأحداث المنيا، الحديث، لكنه تحدث إلينا بعد موافقة الجهة الإدارية المشرفة، حيث يقول: إن المؤسسة تقبل الأطفال المتهمين فى جرائم مختلفة بحكم من المحكمة بالإيداع وعادة تكون فترة الإيداع مفتوحة وقد تنتهى مدة الإيداع بناء على تقرير من المؤسسة مبنى على حالة وسلوك الطفل، هل تمت معالجة سلوكه أم لا؟.
ولفت إلى أنه إذا خرج تتم مراقبته أيضا للتأكيد من تغير سلوكه، خاصة أن الأطفال يخضعون لإخصائى نفسى واجتماعى ومحاضرات وعظ دينى وإشراف رياضى وهوايات بجانب المهن التى يتعلمها الأطفال، أو صدور حكم من محكمة الاستئناف بالاكتفاء بفترة الإيداع السابقة مع مراقبة قضائية للطفل من خلال مكاتب المراقبة، منوهًا إلى أن الصورة التى تركها فيلم «جعلونى مجرمًا» تغيرت تماما عن طفل الإصلاحية أو المؤسسة لأن الأطفال يحصلون على إجازات لمدة 48 ساعة فى بعض الفترات مع أسرته والبعض يطلق عليهم أنهم أطفال مقيمون فى فندق 5 نجوم.
وأوضح مدير عام مؤسسة الدفاع الاجتماعى بأحداث المنيا أن مؤسسات الدفاع الاجتماعى 3 أنواع: مؤسسة الباب المفتوح، والشبه مغلقة، والمغلقة تماما، علما بأن الأخيرة تقبل الأطفال المحكوم عليهم أحكامًا نهائية، والشبه مغلقة للأطفال شديدة الخطورة، لافتا إلى أن الأطفال يخضعون لاستكمال دراستهم من خلال إلحاقهم بالتعليم العام وإقامة لجان امتحانات خاصة بهم بالمؤسسة بعد توفير المدرسين.
وأضاف: إن فترة العمل بالورش تنتهى فى  1.30 ظهرا يوميا، وبعدها يتلقى الغذاء ويخضع لمحاضرات التوجيه النفسى والاجتماعى والنشاط الرياضى، ويتابع كل طالب دراسته العملية، ولدينا عدد من الأبناء وصلوا للمرحلة الثانوية العامة وبعضهم التحق بكلية الحقوق وخرجوا من المؤسسة.
ويقول الطفل «أحمد.م» 15 عامًا، الذى التقينا به بورشة النجارة بالمؤسسة: إننى اخترت ورشة النجارة لحبى فى تلك الصنعة وأتقنت العمل على معدة الدقاق، معربا عن فرحته الشديدة بنجاحه فى امتحان الشهادة الإعدادية هذا العام، وستلحقه المؤسسة بالتعليم الثانوى لاستكمال دراسته بجانب تعليمه لمهنة النجارة، موضحًا أن ليس له أى فرد يعمل بالأسرة بتلك المهنة، لكنه وجد فيها صنعة مهمة وتوفر دخلًا جيدًا لأى فرد.
من جانبه أكد سيد محمد، مشرف الورشة بأحداث المنيا أن الأطفال الذين يتم إيداعهم يمرون خلال أول أسبوعين من الإيداع على جميع الورش الـ4 من حدادة لنجارة لتنجيد مويليا أفرنجى لدهانات، ويتم إلحاق الطفل بالورشة التى يميل للعمل بها ويتم تدريبه تدريجيًا حتى يتمكن من صنعته ويشارك فى مقايسات، خاصة التى يتم التعاقد مع المؤسسة عليها من الخارج.
وقال مشرف الورشة: إن كل طفل يحصل على نسبته فى الأجر وفى حالة اختياره لمهنة معينة يتم تأهيله لها، مؤكدا أن مؤسسة أحداث المنيا الأولى على مستوى الجمهورية فى نسب المبيعات، خاصة أن ورش النجارة تقوم بتصنيع غرف نوم وسفرة وانتريهات أو الحدادة ولدينا تعاقدات لمدة عام مقبل بسبب حسن الصنعة.