طيور النورس المهاجرة تزين سماء بورسعيد

بورسعيد -  هبة وصفى

تمتلئ سماء محافظة بورسعيد بآلاف من طيور النورس المهاجرة خلال أشهر الشتاء وخاصة ديسمبر ويناير وفبراير وقد اعتاد البورسعيدية على مشاهدة طيور النورس وخاصة أثناء ارتيادهم المعديات للتنقل من مدينة بورسعيد إلى مدينة بورفؤاد منذ الألفية الماضية، حيث تحوم النورس حول تلك اللقيمات من الخبز التى يلقيها إليها رواد المعديات، فقد اعتاد البورسعيدية صغارا وكبار كعادة توارثتها الأجيال على حمل «أرغفة العيش» معها يوميا أثناء عبورها من مدينة بورسعيد إلى بورفؤاد والعكس وتقطيع أرغفة الخبز لقيمات وألقائه فى مياه المجرى الملاحى لقناة السويس كوجبة لطائر النورس، فبمجرد إلقاء «العيش» فى المياه يظهر العشرات من النورس محلقيون ويهبطون على سطح المياه ملتقطا اللقيمات وكأنهم فى عرض باليه مائى مثير للدهشة وكأن البعض يقدم له الخبز طمعا فى مشاهدة عروضة المائية من باب الاستمتاع والفرحة ليكمل النورس بهجة الرحلة فى وسط مياه القنال وزرقتها وتناغم السحب التى تتخللها أشعة الشمس على استحياء وأحيانا تنقشع بشروق الشمس بعد هطول الأمطار.
وطائر النورس هو نوع من الطيور طويل الجناحين فى مثل حجم الحمامة أو أكبر قليلا وله جناحان كبيران، ورأس ومنقار كبيران، وعنقه قصيرة، ويتميز الجزء العلوى من جسم طيور النورس بلون رمادى لؤلؤى  بينما الجزء السفلى أبيض اللون ويعكس ريش بعض الأنواع مجموعة من الألوان الأسود والرمادى والأبيض وتتغير هذه الألوان مع تغيرالفصول، ومع اختلاف عمر الطائر، تبدو صغار الطيور فى لون أقرب إلى الرمادي، أما الطيور البالغة بيضاء اللون، مع بعض البقع على رأسها وظهرها حسب نوعها، ويتميز النورس فى طيرانه بأنه أكثر رشاقةً من الحمام وهو سباح ماهر ويقضى أوقات راحته طافياً على سطح الماء، ويحدث طيور النورس صيحات عالية شبيهة بالعواء أو الضحك، ويلتقط النورس بمنقاره الحاد الأسماك الحية بالقرب من سطح الماء مثل السردين.
وفى مشهد بديع تجد طيور النورس على شاطىء البحر تتجمهر وتسير وراء مراكب صيد السمك إلى المرفأ.