الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصابونة في الدرج!




 

حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 01 - 10 - 2009

 

أذهلني مشهد رأيته بعيني حيث كنت في ضيافة إحدي الشخصيات المسئولة عن إدارة مؤسسة تعليمية في مصاف المؤسسات الكبري، وكانت هذه الشخصية تتناول غداء متأخراً في مكتبها وبعد أن أنهي غداءه ساندوتش طلب من السكرتارية كوباً من الشاي وأن يحضر له الصابونة من الدرج لكي يذهب للاغتسال في الحمام!!
صدمني المشهد وتحريت عن حقيقة ما سمعت فإذا بي أتأكد بأن السيد المسئول وضع الصابونة في درج بمكتبه وكذلك منشفته ويأخذها سكرتيره إلي الحمام لكي يغسل سيادته يده بعد تناوله سندوتش الفول والطعمية تمت إعادة الصابونة إلي الدرج في أمان وشبه إلي ذلك الموقف مع الاعتذار لصاحبه المرحوم الفنان شفيق نور الدين في فيلم مراتي مدير عام والذي شاركه فيه كل من المرحوم صلاح ذو الفقار والمرحوم توفيق الدقن والفنانة العظيمة شادية أطال الله عمرها حينما كان يستدعي السكرتير لإحضار القبقاب ينتعله ذاهباً إلي الحمام للوضوء بعد أن يكون قد أخطأ ولمس بالسلام يد امرأة نقضت الوضوء، وهي المديرة العامة للمؤسسة وإن كان ذلك قريباً من المنطق بأن القبقاب يجب أن يحفظ في مكان معين، إلا أن الصابونة يجب حمايتها وحفظها في درج المكتب بعد كل استخدام فهذا شيء من الخيال!!
وهذا الحدث تم في الوقت الذي ننادي بأن نغسل أيادينا كل فترة في النهار ولا نقترب بأيدينا من أعيننا أو نلمس أنوفنا خوفاً من انتقال عدوي انفلونزا الخنازير بل تطلب ذلك التوجيه أن تدفع الحكومة وزارة الصحة ملايين الجنيهات في إعلانات للشعب موضحة بأن التلامس مع الأشياء الثابتة أو المتحركة يمكنها نقل العدوي بسهولة ويجب غسل الأيدي بالصابون جيداً بعد كل تلامس أو تحية باليد مع الغير!!
وهذا يحدث عشرات المرات في اليوم سواء كان في العمل أو في المقهي أو حتي في الشارع!! وحينما وجدت بأن الموضوع مهم أن نثيره في عمود ونطلب صابونة لكل مواطن أو صابونة علي كل حوض في مدرسة أو كلية جامعية أو مؤسسة عامة أو خاصة ويجب التأكد من أن الصابون متوافر في الحمامات لهذا الغرض!
ولعل من الواجب أيضاً أن تعمل مديريات التربية والتعليم علي أن تتأكد بأن في كل مدرسة حمامات بها مياه نظيفة ويجب تزويد المدارس قبل يوم 3أكتوبر وهو الغد بكمية من الصابون السائل حتي لا يستطيع القائم علي شئون المدرسة سواء كان ناظراً أو مدرساً أول بأن يحتفظ بالصابونة في الدرج أو في جيبه!!