الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. صفعة

واحة الإبداع.. صفعة
واحة الإبداع.. صفعة




اللوحات للفنان عفت حسنى

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


قصة قصيرة

صفعة

كتبها - محمود رمضان الطهطاوى

كان عليَّ أن استميل قلبى لأخرجه من براثن الوجع، تجاهلت نظرتها المتعلقة المتوسلة المتوارية خلف تجاهل أرعن، وتابعت سير بصرى خلف الفتاة الجالسة قبالتنا تقضى حاجتها لدى زميل الغرفة المقابل، لاحظت الفتاة الخيط الممدود لها خلف ابتسامتى الكاشفة، فأفرجت أساريرها وهى ترمينى بنظرة خجلى قبل أن تقوم من مكانها بعد أن أنهت مهمتها مع زميل الغرفة، وقبل أن تتوارى خارج الغرفة سلمتنى نظرة أخرى قابلتها تنهيدة من الجالسة فى الركن المجاور لى مع «لوية بوز» زادتها سحرًا.
انشغلت بالأوراق المتكدسة  أمامى بنظام أحافظ عليه.. بجوار المجلات والصحف، اقلبها وأنا أتابع عينيها المغروستين تتابعان حركاتى وسكناتى.
مدت بعض الأوراق وهمست بصوت ناى:
 تقرير اليوم.
تناولته وأنا أتصنع عدم النظر لها، وجدت قصاصة صغيرة معلق بدبوس أعلى التقرير، مكتوب عليها كلمة يتيمة بخط متكسر: لماذا؟
كتبت أسفلها: أمس.. من كان معك؟
وأعدت التقرير
تنهدت وكأن الغرفة الضيقة بالمكاتب والموظفين سمعت تنهيدتها، فرفعت وجهى بعد أن نزعت النظارة، فتقابلت عيوننا.. وهمست بشفاه صامتة:
ابن أخى الأكبر العائد من كندا
أحمر وجهى خجلا، ونظرت مبتعدا عن عيونها التى تحاول إرسال صفعة قوية لى.