الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«القدس والمسجد الأقصى» كتاب يفند المزاعم الباطلة للصهيونية

«القدس والمسجد الأقصى» كتاب يفند  المزاعم الباطلة للصهيونية
«القدس والمسجد الأقصى» كتاب يفند المزاعم الباطلة للصهيونية




كتب - عمر حسن

 

فى إطار الدفاع عن هوية القدس العربية التى يحاول الصهاينة طمسها بأياد يهودي ودعم أمريكى مطلق، قدم لنا الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة والفقه المقارن بجامعة الأزهر، كتابًا جديدًا بعنوان «القدس والمسجد الأقصى»، يستنهض بداخلنا همم الدفاع عن القدس العربية، واسترداد المسجد الأقصى من قبضة الصهاينة، خاصة فى ظل المحاولات الأمريكية المستميتة لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والتى بدأت بقرار ترامب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.. الكتاب سرد فى سلاسة ويسر وضع مدينة القدس منذ أن خلق الله - عز وجل - سيدنا آدم عليه السلام، وحتى هذا الوقت، وكيف أنها تنقلت بين أيدى المسلمين والروم والفرس والصليبيين إلى أن استقرت مرة أخرى فى أيدى المسلمين، ووصولا لانقضاض البريطانيين عليها، ومن ثم تسليمها لقبضة اليهود، بفضل وعد «بلفور» الجائر، الذى منح اليهود - بلا وجه حق - إقامة دولة لهم على الجزء الأكبر من مساحة فلسطين، والذى دفع اليهود لتوسيع رقعة مدينة القدس حتى تستوعب الأعداد اليهودية الوافدة من كل بقاع العالم، ومن ثم يكتسب اليهود أحقية فى البقاء على أرضها، تمهيدا لسلب العرب والمسلمين هويتهم على أرضها.. ينقسم الكتاب إلى 11 مبحثًا، عمل خلالهم الكاتب الدكتور أحمد كريمة على الإجابة عن كل التساؤلات المثارة حول هوية القدس، وحقيقة وجود هيكل سليمان المزعوم أسفل المسجد الأقصى، كما أوضح الكاتب مفهوم المسجد الأقصى، وكيف أنه لا يقتصر فقط على مساحة بناء المسجد البالغة 80 م، وإنما يشمل كل ما يقع داخل السور الكبير ذى الأبواب.
خلال المباحث الأربعة الأولى، أسهب الدكتور كريمة فى الحديث عن المسجد الأقصى، لافتا إلى أن له أسماءً عديدة منها: «مسجد إيلياء»، بمعنى بيت الله، و»بيت المقدس»، أى المكان الذى يُطهّر فيه من الذنوب، وهو ثانى مسجد على الأرض بعد المسجد الحرام، وأولى القبلتين للمسلمين، قبل تحويلها إلى الكعبة المشرفة، تُشد إليه الرحال، بجانب المسجد الحرام، والمسجد النبوي، كما قيل إن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة.
وبحسب ما ورد فى الكتاب، فإن سيدنا آدم - عليه السلام - هو أول من بنى المسجد الأقصى بعد 40 عاما من بناء المسجد الحرام، ثم جدده إبراهيم - عليه السلام - كما قيل إن بناءه ينسب لسيدنا داوود، إلى أن جاء سيدنا عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - وقام بتجديده فى القرن 15 هـ وصولا إلى عصر الأمويين، حيث تم تشييد المسجد بوضعه الحالي، وقد مر منذ ذلك الوقت وحتى احتلال الصهاينة للقدس، بعدد من التجديدات، وكذلك بالكثير من محاولات الهدم والتخريب على يد الصهاينة.
وفى المبحث الخامس، تطرق الكتاب لنشأة مدينة القدس على يد العرب اليبوسيين، عام 2500 ق.م، حيث ظلت تحت حكمهم حتى عام 1049 ق.م، ثم احتلها داوود -عليه السلام - فآلت من بعده لابنه سليمان، لتنتقل بعد ذلك فى عام 586ق.م تحت الحكم الفارسي، إلى أن سقطت تحت يد أحد أباطرة الرومان عام 135، إذ قام بتدميرها كاملة، وأنشأ مكانها مستعمرة رومانية أسماها «إيليا»، وظلت تنتقل بين الفرس والبيزنطيين، حتى دخلها الخليفة عمر بن الخطاب - رضى الله عنه- عام 15 هـ، وعقد العهدة العمرية مع المسيحيين، ثم احتلها الصليبيون عام 1099، وحررها صلاح الدين الأيوبي، ومنذ ذلك الحين بقيت القدس بأيدى المسلمين، حتى احتلالها بعد الحرب العالمية الأولى، وسقوطها فى يد البريطانيين، ومن ثم صدور وعد بلفور عام 1917، ودخول اليهود ونجاحهم فى احتلال القدس بالكامل فى عام 1967 وحتى هذا الوقت.
وفيما يتعلق بمزاعم الإسرائيليين حول وجود هيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى، أوضح الكتاب أن ذلك غير صحيح، لأن مكان هذا الهيكل يختلف تماما عن المكان الذى شيد فيه المسجد الأقصى، بشهادة علماء آثار يهود، كما أن أسفار العهد القديم لا تشير إلى وجود أية صخرة مقدسة لليهود، كما أنه لا صحة للزعم الإسرائيلى بأن الحائط الغربى «حائط البراق»، هو الجدار الباقى من هيكل سليمان.
من جانبه أكد الدكتور أحمد كريمة، أن سعيه لإصدار الكتاب جاء فى إطار تقديم دراسة فقهية فريدة حول القدس والمسجد الأقصى، إذ إن معظم الدراسات الصادرة فى ذلك الشأن تتعلق بالجانبين السياسى والقانوني، لافتًا إلى أن صدور الطبعة الثالثة من الكتاب يتزامن مع محاولة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى جعل القدس عاصمة لإسرائيل.