الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وعضو لجنة حوار الأديان لـ«روزاليوسف»: مناهجنا التعليمية.. زوايا الصلاة.. ومجالس العلم المزيفة مصنع الإرهابيين

محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وعضو لجنة حوار الأديان لـ«روزاليوسف»: مناهجنا التعليمية.. زوايا الصلاة.. ومجالس العلم المزيفة مصنع الإرهابيين
محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وعضو لجنة حوار الأديان لـ«روزاليوسف»: مناهجنا التعليمية.. زوايا الصلاة.. ومجالس العلم المزيفة مصنع الإرهابيين




حوار  - ناهد سعد

د . محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وأستاذ فلسفة الاديان وعضو لجنة حوار الاديان بالأزهر وتم تصنيفه مؤخراً ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين فى «موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين»الصادرة عن اليونسكو للفلسفة 2017 أكد فى حواره لـ«روزاليوسف» أنه يجب هدم الخطاب الدينى القديم لأنه لا يصح بناء آخر جديد على سابق هش وخاطىء سيكون مصيره السقوط .
والى نص الحوار..
■ ما تحليلك لتحريض البعض ضد الاقباط لتصوير ان بمصر فتنة طائفية، وما تحليلك لأحداث اطفيح الاخيرة بسبب بناء كنيسة جديدة؟
_ المسلم مطالب بالدفاع عن القبطى وكنائسه، من مآسى زمننا أن بعض المسلمين يعتقدون أنهم أكثر إسلاماً من الإسلام نفسه، والإسلام يأمر بالصدق مع الجميع، سواء اختلفوا معنا فى الدين أو السياسة، وإذا كان الإسلام يأمر ببرغير المسلمين والعدل معهم وفيهم، فإن هؤلاء يعتبرونهم أعداء تستباح حقوقهم وتنكرعضويتهم فى الوطن.
■ كيف يمكن خلق جيل جديد خال من التطرفات الفكرية ونبذ الآخر؟ وكيف ترى دور الأزهر والمؤسسات المختلفة فى ذلك؟
_ إن مصر قادرة على خلق جيل جديد على ان يكون ذلك الخلق والزرع من الان فى النشء فى المدارس التى بدورها تزرع النواة الحقيقية ولذلك يجب أن يكون للأزهر موقف حاسم فى ذلك إن المعركة ليست فقط مع حاملى السلاح، بل هى معركة مع العقول المغلقة، وهذه العقول تمت صناعتها على أعيننا ليس فى الزوايا ومجالس العلم المزيفة فقط، ولكن فى المناهج التعليمية التى تنتج «ماكينات» للحفظ لا عقولاً تفكر تفكيراً نقدياً، وهذه الماكينات تتغذى على منظومة ثقافية هشة، وإعلام يكرس العنف فى الحوار، وفن يعيد إنتاج أسوأ ما فى حياتنا بحجة أن الفن مرآة للواقع، فلابد من إعادة صياغة دور تلك المؤسسات وأن تتدخل الدولة فى عملها حتى لا نرى ما نراه الآن فى الاعلام والمدارس من ممارسات متناقضة.
■ البعض يقول ان المواجهة الامنية أنجح الطرق وأقصرها فى التعامل مع الإرهاب، وهناك فريق آخر يقول بالمواجهة الفكرية، فكيف يمكن ان تكون المعادلة بين الطريقتين؟
- المواجهة الأمنية والعسكرية وحدها لا تكفى، لأنه خيار ينجح فى حسم المواجهة مؤقتاً، ويقتلع أغصان الشجرة، لكن هذه الشجرة تعود لتنبت فى موسم آخر ولا أقول إن هذه سنة واضحة فى العصر الحديث فقط، بل هى سنة سارية فى تاريخنا العربى كله فى كل اللحظات التاريخية التى ظهر فيها الإرهاب، ثم القضاء عليه، لكنه دوماً يعود لأن البيئة المنشئة له ما زالت تحيا، والذهنية الحاضنة لا تنفك تعمل.
وبالتالى فالمطلوب هو اجتثاث الشجرة من جذورها، وتنظيف التربة، وتفكيك الذهنية. وهذا يجرنا حتماً إلى التعليم والثقافة والإعلام، و هنا يكون دور المواجهة الفكرية  لما لها من دور حاسم فى القضاء على العقول المغلقة التى تعد البيئة الخصبة لصناعة الإرهاب
■ ضع لنا روشتة لتجديد الخطاب الدينى؟
_ لابد من نسف الخطاب الدينى القديم، فإنك لا تستطيع أن تبنى بناء جديداً على بناء قديم. ومع ذلك لا أدرى لماذا يتجاهلها أغلب دعاة التجديد لابد قبل الشروع فى تكوين وبناء خطاب دينى جديد، أن نقوم أولاً بعملية تفكيك علمى للخطاب الدينى القديم الذى أوصل أمتنا إلى ما وصلت إليه من خلل فى التصورات والرؤى الحاكمة، وبناء للواقع المعيش وحركة التاريخ ومنطق التقدم، وما ترتب على ذلك من اضطراب القيم الحاكمة للسلوك فى الحياة اليومية والحياة العامة.
فلا مفر عند تجديد الخطاب الدينى من تفكيك كل التأويلات المغرضة والمجهولة، والتى حولت القرآن عن معناه الأصلى إلى أداة سياسية سواء كانت مغرضة أو مجهولة فبعض كتب التفسير الذائعة تجدها مستندة إلى إسرائيليات ومرويات موضوعة أو ضعيفة.

■ هل تتضمن حروب الجيل الرابع الدخول فى العقيدة الصحيحة و تفتيتها؟

_ بالفعل فإن ظواهر التكفير والتفجير والحرق المميزة للموجة الثالثة للإرهاب ضد الشعوب والجيوش العربية، والتى تستخدمها حروب الجيل الرابع التى أطلقتها قوى الإمبريالية العالمية، لا مرجعية لها سوى عقول مختلة استندت إلى أقوال شاذة مقتطعة من سياقها وبلا سند تاريخى صحيح، عقول ارضت لتكون دمى «ماريونيت» يحركها المستعمر العالمى فى حرب جديدة على الشرق.