الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صلبان على أعمدة المساجد الأثرية.. تسامح دينى وتوفير نفقات

صلبان على أعمدة المساجد الأثرية.. تسامح دينى وتوفير نفقات
صلبان على أعمدة المساجد الأثرية.. تسامح دينى وتوفير نفقات




علاء الدين ظاهر

اذا كنت من محبى وعشاق الأثار الإسلامية، فما شعورك إذا زرت أحد المساجد فى قلعة صلاح الدين أو القاهرة التاريخية، ووجدت صليبا على أعمدة المسجد؟.. قبل أن ترد عزيزى القارئ.. اقرأ ما هو آت.
هناك بالفعل مساجد أثرية كثيرة على أعمدتها توجد صلبان، ولو كان المعمارى المسلم متعصبا لأزال الصلبان من الأعمدة، لكنه أبقى عليها لتبقى شاهدة على التسامح الطبيعى جدا بين أبناء مصر عبر تاريخها دون تفرقة.
محمد النجار مفتش آثار القلعة كشف لنا أنه من أشهر الأمثلة على ذلك فى مسجد الناصر محمد بن قلاوون بالقلعة ويبعد خطوات عن مسجد محمد على بالقلعة، وحدد النجار موضع الصليب بأنه على عمود فى البائكة الثانية بعد المدخل الشمالى الغربى للمسجد.
وتابع النجار قائلا: فكرة وجود الصلبان وجدت بسبب إعادة استخدام الأعمدة الرخامية الموجودة ببقايا المنشآت القديمة، وكانت هذه الفكرة توفر الوقت والمال بدلا من صناعة أعمدة جديدة، حتى تيجانها وزخرفتها أبقى المعمارى المسلم على مابها من زخرفة مثل الصلبان، ولم يفكر فى محوها من منطلق التسامح، كما أن وجودها كان أكبر دليل على السيطرة.
يوسف أسامة الباحث المتخصص فى الآثار الإسلامية كشف لنا عن عدة مساجد توجد صلبان على بعض أعمدتها، ومن هذه المساجد الطنبغا الماردانى والصالح طلائع وشيخو وبرسباي، مشيرا إلى أن الجامع الأزهر به أيضا أعمدة عليها صلبان.
وبحثا عن تفسير سألنا محمد الجيوشى مفتش آثار الجامع الأزهر، والذى قال لنا أنه بالفعل هناك صلبان فى الجامع الأزهر لكنها ليست كاملة، حيث تم محو جزء منها، وبجانب الصلبان هناك رأس آدمى على أحد تيجان الأعمدة وهناك أيضا مجسم لطيور.
وعن تفسيره لوجود الصلبان، قال الجيوشى:جوهر الصقلى وقت إنشاء المسجد لم يكن لديه وقت كاف لعمل أعمدة مخصوصة للأزهر، فقام بشراء هذه الأعمدة دون حرج، خاصة أن هذا النوع من الأعمدة والتيجان المتوفر حينها، وربما لم يفكر جوهر الصقلى فى إزالة الصلبان لأنه أراد عدم تشويه المنظر.