الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مَن يحرق «سـوق السياحة» فى مصـر؟

مَن يحرق «سـوق السياحة» فى مصـر؟
مَن يحرق «سـوق السياحة» فى مصـر؟




كتب ـ محمد زكريا

يمر القطاع السياحى فى مصر بفترة عصيبة، تحتاج من الجميع التكاتف لإعادته إلى مكانته التى يستحقها، فالسوق السياحى يعانى منذ فترة من ظاهرة «حرق أسعار الفنادق» وتتمثل فى بيع الليالى السياحية بأسعار رخيصة للغاية.
الخبراء والمتخصصون أجمعوا أن «منظمى الرحلات بالخارج» مثلما لهم دور محورى فى زيادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، إلا أنّ بعض هؤلاء استغلوا معاناة القطاع السياحى، لتحقيق ثروات طائلة، من أتباعهم سياسة الضغط والمراوغة على الفنادق (مستغلين حاجتها الماسة لرفع معدل الإشغال بها) لإخضاعها لبيع الليالى بثمن زهيد، لا يتناسب مع مكانة وحضارة وتاريخ مصر.
كل هذا يحدث دون تدخل حاسم من وزارة السياحة أو «هيئة التنشيط» لوقف هذه التجاوزات المضرة بهذا القطع الهام، وقد أدى سكوتهم المريب إلى استفحال كيانات بعض منظمى الرحلات فى السوق السياحى بطرق ملتوية.
فـ«الصمت المريب» الذى تمارسه وزارة السياحة وهيئة التنشيط، يلمسه الجميع، بعد أن تكررت نداءات التحذير من خبراء القطاع، وملاك القرى السياحية، والعاملون فى هذه المهنة، منبهين المسئولين الرسميين فى الدولة إلى استمرار تنامى خطر ظاهرة بيع الليالى السياحية بأسعار متدنية، للفوز بأكبر عدد من السواح.
ريمون نجيب، خبير سياحى، قال لـ «روزاليوسف» إن مصر ثانى أرخص مقصد سياحى بعد العراق، بسبب سياسة حرق الأسعار. «نجيب» أوضح: «أن منظمى الرحلات هدفهم الربح، ويستغلون حاجة أصحاب الفنادق، وتنافسهم فى تخفيض أسعار الليالى السياحية لتحقيق مصالحهم».
الخبير السياحى أكد أنه تقدم إلى يحيى راشد، وزير السياحة، بدراسة علمية بها حلول جذرية لإنهاء أزمة «حرق أسعار الفنادق» إلا أنها لم تلق اهتمام المسئولين، لتبق دراستى حبيسة أدراج مكتب الوزير.
«نجيب» رأى أنه من الضرورى أن تتدخل الوزارة بإجراءات حاسمة ضد الفنادق التى تتبع «حرق الأسعار» (وهى فنادق فئة الأربع والخمس نجوم) لإلزامها بتطبيق المعايير التى تخضع لها، وفقا لنص القانون.
«إن بعض الفنادق تبيع الليلة السياحية لأحد منظمى الرحلات الألمان بـ 8 دولار». هذا ما كشفه عاطف عبد اللطيف، صاحب أحد الفنادق، بمدينتى «شرم الشيخ» و»مرسى علم»، مؤكدًا أن منظمى الرحلات يستغلون حاجة الفنادق بسبب الأزمات التى عصفت بسوق السياحة.
«عاطف» شدد على وجوب مساندة الدولة لوزارة السياحة؛ وتدعيمها من أجل وقف احتكار بعض منظمى الرحلات (فى الخارج) للسوق المصرى، وذلك ممكن إذا ما تم التنسيق مع وزارتى «الطيران» و»الخارجية» إضافة إلى «هيئة تنشيط السياحة» (متمثلة فى مكاتبها بالخارج) لوضع خطة لإنشاء كيانات سياحية مصرية فى الأسواق المستهدفة، مع إيجاد آلية تمكننا من خلق بديل لمنظمى الرحلات المحتكرين لبعض الأسواق، على أن يساعد فى وضع هذه الخطة المستثمرين السياحيين.
على الجانب الآخر أقر مصدر مسئول بوزارة السياحة (طلب عدم نشر اسمه) بوجود المشكلة، مؤكدًا أن بعض منظمى الرحلات يسعون إلى تحقيق مكاسب مادية ومصالح شخصية على حساب سمعة المقصد السياحى المصرى.
المصدر كشف لـ«روزاليوسف» أسماء بعض الشركات التى تمارس سياسة حرق الأسعار السياحية قائلًا: «إن منظم الرحلات الألمانى «أف تى أى» زادت نفوذه وهيمنته فى السوق السياحية المصرية، وأصبح يتحكم فى منظومة أسعار الليالى السياحية فى فنادق شرم الشيخ والغردقة، مستغلًا شراكته مع أحد كبار رجال الأعمال السياحيين فى «الجونة».
وتابع المصدر: «أن الشركة الألمانية لم تكتف ببيع الليالى السياحية بثمن بخس فقط، بل أهدروا على الدولة ملايين الجنيهات، ضرائب مستحقة على الفنادق، بسبب بيعهم البرنامج السياحى فى ألمانيا، وتحصيلهم الأموال من السائحين بالخارج».
واستطرد المصدر: «أن منظم الرحلات «جوين أب» يحتكر السوق الأوكرانية بمصر، ويجبر الفنادق على بيع الليالى السياحية بأسعار متدنية، عن طريق شركة السياحة (الوكيلة لمنظم الرحلات فى مصر) التى تقوم بالتعاقد مع الفنادق بثمن بخس». مؤكدًا أن «جوين أب» تسعى خلال الفترة المقبلة لشراء طائرات وتشغيلها بالسوق المصرى.
حاولت «روزاليوسف» الاتصال بنائب رئيس مجلس إدارة  شركة «أف تى أى» الألمانية، رولا جونى، للتعقيب على ما يثار حولها من مخالفات، إلا أنها رفضت الرد.