«الظاهر بيبرس» بلسان «بيرم التونسى» جديد «سيد عنبة»

كتبت – هند سلامة

 

أصدر الشاعر سيد عنبه مؤخرا أحدث إصداراته عن الراحل بيرم التونسى بعنوان «ملحمة الظاهر بيبرس»، ويعتبر الكتاب رؤية جديدة وتحليل فنى لأشعار بيرم التونسى.
 وعن الكتاب والفكر الجديد الذى يطرحه قال عنبة: «تعد ملحمة الظاهر بيبرس أو السيرة الظاهرية من أشهر السير الشعبية التى تغنى بها شعراء الربابة على مدى سنين طويلة، وتتميز السيرة الظاهرية عن مثيلاتها من السير الشعبية بأنها تروى سيرة حاكم له تاريخ موثق، واستمر فى الحكم لأكثر من سبعة عشر عاما، جسد معنى البطولة فى معارك حربية حقيقية تعتبر من أشهر المعارك الإسلامية فى العصور الوسطى.
ويضيف «عنبة»: تحول الظاهر بيبرس فى الوجدان المصرى من حاكم عادى إلى بطل يروى سيرته قصاصون محترفون أو شعراء الربابة فى مقاهى القاهرة - ودمشق أيضا - التى تخصص بعضها فى سيرته حتى وقت قريب، وكانت تعرف هذه المقاهى بـ«المقاهى الظاهرية»، وهذا يعد استثناءَ فى التاريخ العربى والتاريخ بوجه عام، وأضاف شعراء الربابة على هذه السيرة أشعارًا وأزجالاً وأمثالا شعبية لجذب المستمعين حتى أصبحت أضخم ملاحم الأدب الشعبى العربى، إذ يبلغ عدد صفحاتها بعد تجميعها حوالى 16 ألف صفحة!.
ويقول «عنبة»: «فى آخر خمسينيات  القرن الماضى كتب الشاعر الكبير بيرم التونسى ملحمة هذا البطل بأسلوب عصرى بالمقارنة مع السيرة التى كُـتبت فى العصر المملوكى، وأضاف إلى التسلسل الدرامى للأحداث مجموعة هائلة من الأشعـار والأزجـال، وقـدمت هـذه السيرة من خـلال الإذاعة عام 1960 فى حلقات يومية (على جزأين) قطعتها بزعم أنها لا تمثل الحقيقة التاريخية، ولكن الرئيس جمال عبد الناصر أمر بإعادتها واستكمال حلقاتها، والحقيقة أن «ملحمة الظاهر بيبرس» مثلها مثل قصص ملاحم أبو زيد الهلالى والزناتى خليفة وعزيزة ويونس والزير سالم وعنترة بن شداد، ليس المقصود منها التاريخ بقدر ما هو مقصود منها حفز الهمم نحو تقليد أصحاب البطولات فى هذه الملاحم.