السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أيام مع نجيب محفوظ ..كواليس حياة «أديب نوبل» الإنسان

أيام مع  نجيب محفوظ ..كواليس حياة «أديب نوبل» الإنسان
أيام مع نجيب محفوظ ..كواليس حياة «أديب نوبل» الإنسان




كتبت - نسرين عبد الرحيم

«لم يكن الكاتب المصرى نجيب محفوظ يدرك ذات يوم أن تصويره للواقع المصرى بكل متغيراته من خلال الحارة المصرية، فى الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى وما بعد الحرب العالمية الثانية سيصل به إلى العالمية، فلم يحاول أن يرضى نظاما أو يغازل الغرب فى كتابته، فقط عبر عن رؤيته ليترك لنا مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية الرائعة والتى استطاع من خلالها أن يتوغل داخل الحارة المصرية، بل البيت المصرى القديم ليجسد شخصيات ربما كنا نرها أو نسمع عنها من أجدادنا، ولكنها لم تكن أبدا لتداعب خيالنا إلا من خلاله»،

 هكذا استهل الناقد الفنى فتحى العشرى حديثه عن «نجيب محفوظ» من خلال كتابه «أيام مع نجيب محفوظ»، حيث كان العشرى مديرا لأعمال أديب نوبل، وخرج هذا الكتاب للنور بمناسبة ذكرى مولده، ويقول العشرى: الكثير يعرفون نجيب محفوظ الكاتب والمبدع الحاصل على جائزة نوبل، ولكن الكثير لا يعرفون من هو نجيب محفوظ الإنسان، وإلى أى مدى كان متواضعا ويحترم، فبرغم سعادته بحصوله على «نوبل» إلا أنه فى الوقت نفسه لم يكن ليسعى إليها أو ليفكر فيها أو ليتوقعها على الإطلاق، وبرغم مفاجأته بها إلا أن الجائزة لم تزده إلا تواضعا، فقد كانت الجائزة المادية 2 مليون جنيه عام 88، وتبرع بجزء منها لصندوق بريد الأهرام كوديعة يصرف من ريعها على الأعمال الخيرية.
 ويسترسل «العشرى»: «كان نجيب محفوظ يحترم النقد بل ويرى أنه حق، وكان دائما يقول كما منحت الحرية فى الكتابة ينبغى أن يمنح الناقد حقه فى إبداء وجهة نظره فيما يقرأ لافتاً أنه لم ينشغل يوما بالدخول فى معارك مع أحد، رغم أنه كان هناك من يرون أنهم أجدر منه بالجائزة، فقد كان هناك من أعلنوا أنهم أحق منه بنوبل، مثل الأديب يوسف إدريس، والشاعر أحمد عبد المعطى،  إلا أنه دائما ما كان يلتمس لغيره العذر، بل والحق فى أن يعبر عن وجهة نظره ولم ينزعج».
وأشار العشرى إلى أن محفوظ كان يعشق المقاهى فكان يجلس مع الحسين ويعشق مقهى الفيشاوى والأماكن الشعبية القديمة ويستمع إلى حكاويهم، بل ويجالس أصدقائه من الفنانين والأدباء مثل فكرى أباظة، أمل دنقل، وتلاميذه على المقاهى، والذين كان يطلق عليهم لقب الحرافيش، ولقد جلس نجيب على عدد كبير من المقاهى تحول معظمها إلى منتديات يعقد فيها ندواته.
ونوه «العشرى» إلى أن هناك من كان ينشئ مقاهى فاخرة تحمل اسم محفوظ، وكانوا يدعونه وقت الافتتاح، وكان يذهب ويطلب منى مصاحبته، وأحدث مقهى تم افتتاحه بعد وفاته ويحمل اسمه كان فى حديقة السيدة زينب تحت إشراف وزارة الثقافة.
وبسؤال «العشرى» عن هل هناك رواية ندم محفوظ على كاتبتها، أكد أنه كان يحب كل ما كتبه فيما عدا روية «أولاد حارتنا» لأنه يرى أنها فهمت خطأ وجلبت له هجوما عنيفا.
 ويستعرض الناقد فتحى العشرى من خلال كتابه «رحلة محفوظ مع الجائزة»، كم التكريمات وكم اللقاءات التى أجراها حيث لهثت ورائه وسائل إعلام العالم.
وحول اتهام ابنة محفوظ لـ«العشرى»، بأنه ابتعد عن والدها بعد طعنه، قال: لم أكن لأتخلى عنه، ولكن كان مخولا لى أمر معين وهو مصاحبتى له لتنظيم مواعيده ومقابلته، وكنت أرى أن ذلك الأمر واجب قومى، وبعد مرضه إثر طعنه وجدت أن دورى انتهى كمدير لأعماله، فكنت أزوره كل فترة، فلا يمكن أن اذهب إليه فى منزله بصفه دائمة، لأنه ليس من المعقول أن اقتحم حياته الخاصة، خصوصا وأن ابنتيه منغلقتين.