الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كيف تصبح أب اعتراف؟!

كيف تصبح  أب اعتراف؟!
كيف تصبح أب اعتراف؟!




د - رياض فارس

إن التاريخ القبطى يسجل لنا العديد من الشخصيات التى أثارت جدلا سواء من الناحية الطقسية او اللاهوتية .. ومن ضمن هذه الشخصيات شخصية مرقس ابن قنبر الضرير وهى من الشخصيات التى أثرت بفكرها على ممارسة سر من أسرار الكنيسة القبطية إلى شكل مختلف عما كان متبعا من قبل مهتديا بذلك بالكنيسة الكاثوليكية التى كانت تمارس سر الاعتراف على يد الكاهن ولكن بشروط فيمن يقوم بهذا العمل.. الدكتور رياض فارس الباحث المتخصص فى التاريخ القبطى يكشف لنا عن الأسرار حول سر الاعتراف من خلال كشف النقاب عن شخصية مرقس بن قنبر وكيف بدأ هذا الأمر بدعة مرفوضة ثم صار طقسًا وسرًا من أسرار الكنيسة.
رسامته
سجل الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها هذه السيرة فى كتابه تاريخ أبو المكارم عن الكنائس والأديرة فى القرن الثانى عشر بالوجه القبلي الجزء الثاني فى الصفحة العاشرة تحت عنوان (إحصاء مرقس ابن قنبر).. وكان بالوجه البحرى مرقس الضرير ابن موهوب المعروف بابن قنبر قد جعله أسقف دمياط (يبدو أن هذا الاسم قد شابه خطأ فصحته أسقف دمسيس) قسًا وقدس وناول الشعب من السرائر المقدسة فانتهى أمره للأب البطريرك أنبا يوحنا وهو الثانى والسبعين فى العدد فأنكره ومنعه وقطعه ثم نصب نفسه لتفسير كتب البيعة وغيرها من ظاهر قلبه مع ما عنده من العلوم ثم أوهم الشعب أن من لا يعترف كمعلم بخطاياه ويعمل القانون عن خطاياه لا يجوز له أن يتناول القربان وإن مات بغير اعتراف للكاهن مات بخطيته وراح للجحيم فعاد الشعب يعترف له، تركوا الاعتراف على المجمرة ومالوا جميعًا إليه).

ثم عاد مرة أخرى وذكر عن مخطوطة أن الأنبا ميخائيل مطران دمياط ذكر أن «هذا الشخص كان قد تزوج بامرأة وأقامت عنده مدة وأنه أراد أن يترهب وانعزل منها فلم توافقه على ما أراد فتحيل وزوجها لغيره فى الخفية وجاء إلى أنبا يؤنس أسقف دمسيس وأوهمه أنها ترهبت وسكنت مع الدير مع الرهبانات فرهبه وقسمه قسيسًا فلم يخف أمره بعد ذلك وبلغ الأب البطرك أنبا يؤنس خبره وهو الثانى والسبعين فى عدد البطاركة حرمه وقطعه وحرم معه الأنبا يؤنس الذى رسمه لأنه لم يكشف عن صحيح أمره .»

تحايله للعودة

تظاهره بالعلم وتفسيره للكتب المقدسة بل وقام بترجمتها من اللغة القبطية إلى اللغة العربية وقام بتفسيرها كما يتصور فى عقله الأمر الذى جعل الأب البطريرك (72) أن يعيده مرة أخرى إلى كنيسة دمسيس ( بخلاف ميت دمسيس المعروفة الآن وإنما هى كنيسة دمسيس محلها شبرا اليمن مركز زفتى بالغربية مقابل ميت دمسيس)

مؤلفاته

أصدر ثلاثة مؤلفات قام بتأليفها خلال حياته تحتوى على أفكاره المضللة وانحرافاته وهى :
1- العشرة رءوس
2- المعلم والتلميذ
3- المجموع

انحرافاته الطقسية

بعد عودته إلى كنيسة دمسيس عاد إلى تعاليمه الفاسدة وافكاره وقام بعدة انحرافات منها مثلاً:
1- إخفاء الدلال الذى يدل على ما يجب قراءته كل يوم من فصول الإنجيل وكتب البيعة المقدسة وجعل من نفسه الدلال أى أنه هو الذى يختار ما يقرأ من فصول الإنجيل والرسائل والكاثوليكيين والإبركسيس .
2- أبطل صوم نينوى الذى أدخل على الكنيسة فى القرن العاشر فى حبرية البطريرك ابرآم ابن زرعة السريانى.
3- أبطل الجمعة الأولى من الصوم على رسم طائفة الملكية وحل جمعة نينوى أن يؤكل فيها الظفر يومى الأربعاء والجمعة.
4- نبه على الأقباط ألا يحلقوا شعرهم كما أوصى أن يتركوا الختان.
5- لا يجوز البخور فى البيعة الا من اللبان الذى قدم للسيد المسيح.
6- ألا يغسل الإنسان فمه بماء عقب القربان.
7- وضع كتبا تحوى تعاليم مخالفة للعقيدة المسيحية بكل طوائفها فيما يخص الثالوث المقدس.
8- الاعتراف السرى
حسب ما ذكر فى سيرة ابن قنبر التى أوردها الأنبا صموئيل أسقف شبين فى كتابه أن من ضمن تعاليمه الخاطئة وغير المتبعة فى الكنيسة القبطية حينئذ أنه أقنع الشعب بضرورة الاعتراف على الكاهن وأن بغير ذلك الطريق لن تكون هناك توبة ولا غفران . وأقنع المعترف بأنه يحمل عنه بعض الخطايا والبعض الآخر يغفر له من الله عن طريق عمله لقانون وان من يأخذ عن خطاياه قانونا فى الدنيا لم يجب الله عليه قانونا ثانيا فى الآخرة.. وقد لقى تأييدا من بعض المقربين الجهلاء والساذجين العديمى الفهم لدرجة أنهم لقبوه أبونا المعلم.
والسؤال ما التغيير الذى احدثه القس مرقس ابن فنبر؟
ببساطة أنه تمثل بالكنيسة الغربية و ابتدع طريقة جديدة لممارسة الاعتراف على يد الكاهن و لهذا نتعرض لاراء معاصريه من هذه البدعة و تلك الافكار المنحرفة

موقف الأنبا ميخائيل مطران دمياط

ورد فى موسوعة نوموكانون مقارة الراهب والمحفوظة فى مخطوط عربى رقم 251 بالمكتبة الأهلية بباريس مختصر من قول أنبا ميخائيل مطران دمياط فيما يخص عدم لزوم الاعتراف على الكاهن والاكتفاء ان يكون الاعتراف على الله وحده من خلال الشورية اثناء القداس الالهى فقط ذكر فيها (أما نحن فنقول أن مرقس الرسول لما تلمذ من آمن على يديه لم يسن لهم أن يعترفوا بخطاياهم على أحد من العالم لا كاهن ولا غير كاهن رجوعا إلى قول سيدنا فى الانجيل لا تتخذوا لكم معلما على الارض معلمكم واحد هو المسيح فى السماء وقوله لا توجبوا الحكم على أحد لئلا يحكم عليكم.
فكما أن الخاطىء فى العتيقة يذكر خطيئته فى أذن ذبيحته سرا والكاهن يقدمها ويستغفر له هكذا جعل للخاطىء فى الحديثة أن يعترف بخطيئته على مجمرة البخور عندما يبخر الكاهن والكاهن هو الذى يرفع البخور لله ويستغفر منه).
 كما أن قوانين انبا ميخائيل مطران دمياط توضح ضرورة ملازمة القربان حيث نقول» نحن نرجع فى ذلك إلى قول ربنا كلوا كلكم من هذا لمغفرة خطاياكم وقوله «كل من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وانا فيه « وقوله « من يأكل جسدى ويشرب دمى فله الحياة الأبدية» وقول بولس عن سيدنا انه قال « كلما أكلتم من جسدى وشربتم من دمى آمنتم بموتى واعترفتم بقيامتى وانتظرتم مجيئى» ففى هذه الأقوال فقد عرف الايمان والغفران بالقربان، ولما اخرج أبو مقار الكبير شيطانا من المرأة قال: أن تمكنه منها كان بسبب بعدها عن تناول القربان «وهذا هو رسم القبط منذ تلمذهم مرقس الرسول».
وقد وصف الأنبا ميخائيل مطران دمياط القس مرقس بن قنبر بالطاغى والمخالف فضلا على أنه تم حرمه من فم البطريك الثانى والسبعين.
وترجع أهمية قوانين الانبا ميخائيل مطران دمياط انه عاصر ثلاثة بطاركة هم البابا خائيل الخامس (1145 – 1146) والبابا يؤنس الخامس (1146 – 1166) والبابا مــــــــرقس الثالث (1166 – 1189) ولم يحدث اى تعارض من احد هؤلاء البطاركة على آرائه بل إن البابا مرقس الثالث قام بحرم ابن قنبر لأنه خرج عن تعاليم الكنيسة فيما يخص الاعتراف كما ان قوانين البابا كيرلس ابن لقلق( 1235 – 1243) لم تعترض أيضا على ما جاء من تعاليم قوانين الانبا ميخائيل مطران دمياط حيث ذكر أن يكون طقس مطران دمياط الحاضر بها الآن مستقرا على جارى العادة لمن تقدمه بثغر دمياط المذكور وعلى ما تضمنته سير البطاركة لامثاله بها .

القس أبو ياسر عمارة

وهو من ضمن الآباء المصلحين فى الكنيسة القبطية والذى عاصر الأنبا ميخائيل لم يتعرض لموضوع الاعتراف على يد الكاهن مما يعنى أن هذا السر لم يكن معروفا وغير متبع فى الكنيسة القبطية.

كتاب سر الثالوث فى خدمة الكهنوت

تأليف احد علماء الكنيسة القبطية فى القرون الوسطى والذى، نشره جرجس فيلوثاؤس عوض عام (1942 م -1658 ش) فى الصفحة (11) ثم يطوف على الشعب ليقول كل واحد وواحد خطيته وافكاره التى تقاتله على يد الكاهن ليرفعها إلى الله تعالى وذلك مثل ما قال الله لموسى أن كل من عمل خطية يأتى بذبيحة امام الكاهن وليقل خطيته فى اذن الذبيحة سراليقدمها للكاهن ثم يعود الكاهن إلى المذبح ويقول اقبل اليك اعتراف شعبك.

المؤتمن ابن اسحق ابن العسال

أورد فى كتابه (علم اليقين) أن هناك ثلاثة انواع من الاعترافات:
1- الاعتراف من المخلوق للخالق .
2- اعتراف المخطىء لكل من أخطأ اليه
3- اعتراف الإنسان للكاهن
لاحظ التأكيد أنه ليس اى كاهن مخول له اخذ الاعتراف بل هناك كهنة مخصصة وهو يقول إن باعتراف الإنسان للكاهن أمكن للكاهن مداواته ومعالجته وملاطفته بالصوم والصلاة والصدقة ورفع القرابين وما يضعه عليه من القوانيين وهو يقول ان الإنسان إذا استعمل ما وصفه له الكاهن على تمامه وكماله غفر الله له ذنوبه وسامحه بزلاته.
وفى ذات الوقت قد حدد عشرة شروط لابد أن تتوفر فى أب الاعتراف :
1- أن يكون كاهنا
2- أن يأمره بطريركه أو أسقفه بقبول الاعتراف
3- أن تكون تعاليمه صالحة ومشهودا له بذلك .
4- أن يكون كتوما للسر ويمحو من صدره ما يلقيه اليه المعترف حتى وإن حصل وحشة بينه وبين المعترف .
5- أن يكون له نشاط وقدرة على الصوم عمن يقبل اعترافه مضافا إلى صلواته الخاصة وإن كان الكاهن غنيا والمعترف فقيرا يتصدق عنه وقتا بعد وقت بحسب إمكانه.
6- أن يكون له تجربة بالزمن وأهله وبحوثهم ومستجداتهم ووقائعهم وتقلباتهم.
7- أن تكون له فراسة جيدة صحيحة.
8- أن يكون كامل الحذق فى طب النفوس.
9- أن يطبب مريضه مجانا.
10- ألا يحابى من يطببه.
وبناء على هذه الشروط يتضح من الشرط الثانى ان ليس على اى كاهن ان يقبل الاعترافات وان قبول هذه المهمة الخطيرة تكون بتكليف من الأب البطريرك او الأسقف فى شخص تتوفر فيه المواصفات العشر.

يوحنا بن زكريا (الملقب بإبن السباع)

أحد علماء الكنيسة القبطية فى القرن 13 وصاحب كتاب الجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة،والذى اصدرته مكتبة المحبة 2001 فى الباب السابع والتسعين تحت عنوان (فى إقامة البابا أباً لقبول إعتراف شعب الله) ذكر مايلى (ان الاعتراف السرى كان يتم تعيين كهنة معينيين لقبول الإعتراف.. وعلى البابا البطريرك إقامة آباء معلمين، لقبول اعتراف الشعب اى «إن الاعتراف لم يكن مخولا لأى كاهن» وهو ما يؤكد أن الاعتراف السرى قد جاء فى مرحلة لاحقة على القرن الثانى عشر واستمر شائعا بين الأقباط حتى أصبح أمراً واقعاً ومتداولاً فى الكنيسة القبطية ولكن لكهنة معينين من قبل البابا البطريرك وليس لكل الكهنة .

كتاب تاريخ البطاركة للانبا يوساب

إعداد الارشيدياكون ميخائيل مكسى إسكندر والذى صدر من مكتبة المحبة فى عـــــام 2003 يذكر (ان هذا البطريرك الانبا يؤانس) لا يميل اليه أى (ابن لقلق) بسبب نقده له بخصوص موضوع منع الاعتراف

قوانين الآباء البطاركة

خلت قوانين الاباء البطاركة فى العصور الوسطى امثال (البابا خريستوذولوس1047م – 1077م والبابا كيرلس الثانى ( 1078م – 1092م ) البابا غبريال بن باتريك( 1084م – 1145 م) البابا كيرلس ابن لقلق (1199 م - 1243م ) من اى اشارة لضرورة الاعتراف السرى على يد الكاهن لا من قريب ولا من بعيد مع انها تناولت امورا تتعلق بالكنيسة من الداخل كوظيفة الاسقف والكاهن وهو ما يفسر سبب غضب البابا مرقس الثالث من القس مرقس ابن قنبر لانه خرج عن تعليم الكنيسة واشاع تعاليما غريبة لم تكن معروفة فى الكنيسة القبطية متمثلاً بالغرب.

مؤلفات تاريخ الكنيسة القبطية

من مطالعة كتب التاريخ القبطى التى سجلت تلك الفتره الزمنية فى حياه الكنيسة القبطية نجد أنها خلت من أى اشارة إلى ضرورة الاعتراف السرى أو وجوده أصلا:
1) أخبار من نواحى مصر وأقطاعها والذى ذكر فى هذا الشأن بقوله:
(وكان بالوجه البحرى مرقس الضرير بن موهوب المعروف بإبن قنبر، قد جعله أسقف دمياط قساً وقدسا وناول الشعب من السرائر المقدسة، فانتهى أمره للأب البطريرك فأنكره ومنعه وقطعه فنصب نفسه لتفسير كتب البيعة وغيرها من ظاهر قلبه معماً عنده من العلوم، ثم أوهم الشعبان من لا يعترف لمعلم بخطاياه ويعمل قانوناً عن خطاياه لا يجوز له ان يتناول القربان وإن مات بغير اعتراف للكاهن مات بخطيئته… فعاد الشعب يعترفون له وتركوا الاعتراف على المجمرة… ثم تحقق ذلك للأباء الأساقفة فى الوجه البحرى وطالعوا به الأب البطريرك… وهذا الشقى مرقس سقط ودخل فى جملة الهراطقة.. وصار محروما)
2) لويز إ. بوتشر (1897) فى كتابها الشهير «تاريخ الكنيسة المصرية»:
ذكرت أيضا فى هذا الشأن المسيحيين الأوائل كانوا يعترفون على الشورية فى القرن الرابع والقرن الثانى عشر بقولها :» كذلك تحول الاعتراف العلنى بالخطايا إلى الاعتراف السرى على يد الكاهن فى أوائل القرن الرابع، وانه لابد من الاعتراف قبل التناول من السر الأقدس. وكان على الذين لا يستطيعون الإقرار بخطاياهم السرية ان يعترفوا بها سراً أثناء مرور الكاهن بامجمرة فى صحن الكنيسة اعتقاداً منهم بأن البخور يحمل اعتراف الخطاة إلى أمام عرش الله».
وفى القرن الثانى عشر ميلادياً كان بعض الأقباط يستغنون عن الكاهن فى قبول اعترافاتهم ويقدمونها مع البخور، بسبب الزعم ان الاعتراف على يد الكهنة يتسبب عنه فضائح مشينة خاصة بالنسبة للسيدات المعترفات، فقام كاهن قبطى صعيدى – فى عصر البابا يوحنا الخامس- يسمى مرقس بن قنبر وحث الناس على وجوب الاعتراف السري.
ولما كان ابن قنبر يأمل أن تقف بجواره بطريركية أنطاكية ولم تفعل، فذهب مع عدد كبير من أتباعه للانضمام للكنيسة الملكية اليونانية ( الروم) بطاركتها يقضون معظم عمرهم فى القسطنطينية ورعيتها غارقة فى الخرافات والجهل الروحي، فندم ابن قنبر وتوسل للبابا أن يقبله فحله من حرمه. ثم عاد ابن قنبر للكنيسة اليونانية، ولم يشأ البابا مرقس أن يقبله.
ثم تعود بوتشر إلى الحديث عن ذات الموضوع فى الفصل (55) فتذكر (البطريرك الفاسد كيرلس (داود ابن لقلق) لما توالت شكاوى الاقباط ضده اضطر أن ياتى لمصر ويقابل اساقفة … وكانت طلبات الاساقفة فى تلك الجلسة القضائية معتدلة ومعقولة وتشمل – نذكر منها فقط-(5) انه لا ينبغى علية تقليد بدع الكنيسة الملكية اليونانية (ويقصد الاساقفة بتلك البدع أن البطريرك كيرلس (داود بن لقلق) نقل عن الكنيسة اليونانية أمر الاعتراف السرى على يد الكاهن واستعمله فى الكنيسة القبطية بعد أن بطلت تلك العادة من زمن طويل).
المؤرخ ثيؤدور هول باتريك (المسيحية المصرية التقليدية: تاريخ الكنيسة القبطية الارثوذكسية)، والذى قام بترجمته الارشيدياكون ميخائيل مكس إسكندرواصدارته مكتبة المحبه عام 2004 ذكر قصة القس ابن قنبر بقوله (ظهر مصلح فى ذلك الوقت هو الراهب القس مرقس بن قنبر… وكان يؤيد الاعتراف الخاص على يد الكاهن… ولم تكن هذه الإصلاحات تبدو غريبة بالنظر للكاثوليك فى الغرب، ولكن الكنيسة القبطية رفضت هذه الإصلاحات الدينية)، ويبدو أن الكنيسة الكاثوليكية هى أول من استخدمت أسلوب الاعتراف السرى على يد الكاهن وهو ما أشار اليه المؤرخون القدامى فى كتاباتهم التاريخية مثل:
وأخيرا نستطيع أن نقول اولا : أن الكنيسة القبطية كانت تمارس الاعتراف على الشورية.. وإذا كنا أمام أمر استقر ستة قرون فبالأولى أن يكون المسيحى مدركا أنه يمكن أن يختار بين الاعتراف على الشورية فى بعض الأمور التى لا يريد ان يفصح عنها للكاهن بدون تأنيب ضمير وأن يعترف على يد الكاهن فى الأمور الروحية والتى تتطلب تداريب وحكمة الراعى.