الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حبيب الصدر السفير العراقى فى القاهرة لـ«روزاليوسف»: الانتخابات البرلمانية فى موعدها.. وتعزيز التعـاون النفطـى مع مصـر

حبيب الصدر السفير العراقى فى القاهرة لـ«روزاليوسف»: الانتخابات البرلمانية فى موعدها.. وتعزيز التعـاون النفطـى مع مصـر
حبيب الصدر السفير العراقى فى القاهرة لـ«روزاليوسف»: الانتخابات البرلمانية فى موعدها.. وتعزيز التعـاون النفطـى مع مصـر




حوار ـ شاهيناز عزام

أكد حبيب الصدر، سفير العراق، ومندوبها لدى جامعة الدول العربية أن بلاده تراقب ما يحدث فى إيران، رغم تأكيده «أن ما يحدث هناك هو شأن داخلي، ولن نتدخل فى تلك الأحداث لأن دستورنا يمنعنا من ذلك». «الصدر» قال فى حواره لـ«روزاليوسف» إن 50% من عدد الأسر النازحة، عادت إلى مساكنها بالعراق. مشددا على أن بلاده نشطة فى الجهد الاستخبارى لتفكيك الخلايا النائمة للإرهاب.

وأشاد «الصدر» بالجهود المصرية لمكافحة الإرهاب إقليميا ودوليا، مؤكدًا أن هناك عديدا من الاتفاقيات بين القاهرة وبغداد، فى مجالات واعدة، وأن بلاده تهدف إلى تعميق العلاقات التجارية، وشئون الطاقة، وتنمية القدرات الصناعية. تلك النقاط وغيرها من الملفات المطروحة فى نص الحوار التالى.
■ كيف ترى المشهد السياسى والأمنى فى الساحة العراقية؟
ـ العراق يعيش وضعًا أمنيًا وسياسيًا متميزًا، وقد عبّر المجتمع الدولى عن ثقته بالقوات المسلحة العراقية الباسلة، وحكومة حيدر العبادي، كونها استطاعت طرد تنظيم «داعش» الإرهابى من جميع المدن العراقية، وتمكّن من إرجاع العراق موحدًا، واطلق أوسع حملة لمكافحة الفساد فى قطاعات ومؤسسات الدولة. كما أن أكثر من 50 % من الأسر النازحة عادت إلى مساكنها، ونسعى إلى تحقيق نصر جديد بعودة جميع النازحين إلى ديارهم.
والحقيقة أن الحكومة العراقية تحرص على إعادة إعمار المناطق المحررة من التنظيم الإرهابى، من خلال تأسيس «خلية إدارة الأزمات المدنية» التابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء، والتى أعدت دراسة عن حجم الأضرار التى خلفها تنظيم «داعش»، ومن المقرر أن تعقد هذه الخلية اجتماعًا مرتقبًا مع أعضاء البنك الدولى للإنشاء والإعمار (IBRD) للتباحث بشأن تقييم الأضرار وتحديد المنح اللازمة.
والتحدى المقبل لنا يتجسد فى أمرين رئيسيين، الأول :يتمثل فى تنشيط الجهد الاستخبارى لتفكيك الخلايا النائمة للإرهاب، والثانى: معنى بتجفيف المنابع الفكرية له، وهذا يتطلب تضافرًا من قبل المجتمع الدولى ودول المنطقة لإنجاحه.
■ ما الحل للخروج من أزمة النزاعات الطائفية فى العراق؟
لا تـوجد مدينة عراقـية إلا وفيها ثنائية متعايشة بين السنة والشيعة، ومن هذا المنطق نؤكد أنه ليس فى العراق طائفية بين أبناء الشعب الواحد فالتجانس الفكرى والمذهبى والقومى المتعدد مصدر قوة لنا، لكننا لا ننكر أن هناك مَن لهم مصالح سياسية راهنوا على فصم الوحدة، والمتاجرة بها، إلا أن أحلامهم ذهبت هباء.
■ هناك مطالب من بعض أعضاء مجلس النواب العراقى بتأجيل الانتخابات المقبلة، ما رأيك؟
ـ الانتخابات المقبلة ستجرى فى موعدها المحدد، لأنها تمثل استحقاقا دستوريا، وضرورة وطنية، أما بشأن التخوف من عدم مشاركة النازحين فى الانتخابات، فكما أكدنا سلفا أنه تمت عودة أكثر من 50% منهم إلى احيائهم، وسيتزايد عدد العائدين الى مدنهم حتى موعد الانتخابات.
■ ما زالت مشكلة كركوك قائمة، ما حل هذا الملف؟
ـ كركوك مدينة عراقية، تضم العراقيين جميعا بمختلف اطيافهم ومشاربهم، وهى حق لهم جميعا، وأى مشكلة بشأن هذه المحافظة المتأخية تحل وفقا للدستور، كما حلت مشكلة الاستفتاء الاخيرة بالحكمة وقوة انفاذ الدستور والقانون.
■ بخصوص قضية القدس ما رأيك فى اعتراض وزير الخارجية العراقى على قرارات اجتماعات وزراء الخارجية العرب؟
ـ فى الحقيقة الموقف العراقى جاء انسجاما مرحليا مع خطورة قرار الإدارة الإمريكية وتداعياته على استقرار المنطقة.
أما عن سبب تحفظ العراق على قرار الجامعة العربية فى الاجتماع الوزارى الأخير هو أننا رأينا أنه لم يصل لمستوى ما كنا نطمح له فى صياغة موقف مسئول وحقيقى تجاه الادارة الامريكية، اذ قدم العراق مقترحا لجامعة الدول العربية ولم يوافقوا عليه، وكان يتضمن اتخاذ الدول العربية إجراءات دبلوماسية واقتصادية ومواقف تجاه تبادل المصالح مع الولايات المتحدة الأمريكية.
■ ما دور العراق ازاء مقاطعة الدول العربية الاربع لقطر الداعمة للإرهاب؟
العراق عبّر فى أكثر من موقف عن أسفه الكامل للتطورات السلبية التى حدثت بين الاشقاء العرب، كما أن العراق يولى اهتماماً خاصاً بتطوير العلاقات الثنائية مع دول المنطقة، خصوصا العربية منها فى المجالات كافة، وتحويلها إلى واقع ملموس.
■ كيف ترى ما يحدث فى إيران؟
ـ أحداث أيران شأن إيرانى داخلي، والعراق توجهاته ألا يتدخل فى شئون الغير، لا فى شئون ايران ولا فى دول الخليج، ودستورنا يمنعنا من التدخل فى شئون دولة، فقط نحن نراقب ما يجرى فى طهرا.
■ ما تقييمك للعلاقات المصرية ـ العراقية؟
العلاقات بين البلدين واعدة، ونشطة أكثر من أى وقت مضى، لأن المشتركات التى تربط بين الشعبين العراقى والمصرى كثيرة جدًا، لذلك يهمنا أن تتعزز العلاقات بين البلدين على مستوى مكافحة الإرهاب لأن العراق لديه تجربة فى مواجهته كما أن لمصر مؤسسات أمنية وعسكرية وقدرات تسليحية رائدة.
■ ما أهم الاتفاقيات بين مصر والعراق؟
ـ هناك العديد من الاتفاقيات فى مجالات واعدة، من المأمول أن تنضج فى اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، والتى تجرى الاتصالات حاليًا مع الجهات المصرية المعينة للوصول إلى تحديد موعدها وجدول أعمالها. فهناك اهتمام عراقى - مصرى لتعميق مستوى العلاقات بين البلدين، خصوصًا فى مجالات التجارة، وشئون الطاقة، وتنمية القدرات الصناعية، ولدينا أيضا الاتفاق النفطى كنموذج ناجح جدًا بين بلدينا الشقيقين، ونأمل مضاعفة الكمية فى العام الحالى 2018، وسوف تكون هناك زيارة لوفد مصرى قريبا إلى بغداد.
■ كيف تتعاون مصر والعراق فى مجال مكافحة الإرهاب؟
ـ فى الحقيقة يهم العراق أن تتطور العلاقات مع مصر على مستوى مكافحة الإرهاب، عن طريق تبادل المعلومات وتعزيز الجهد الاستخبارى والتدريب والتسليح، لأن العراق ومصر يتقاربان فى التحديات.
ونؤكد أن لمصر جهودا مهمة فى مكافحة الإرهاب، اذ تحركت بشكل فاعل للمطالبة بمحاسبة الدول الممولة للإرهاب، ويحسب لها كذلك أن مجلس الأمن تبنى مقترحها فى شهر مايو من العام الماضى فى استصدار الاطار الدولى الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابى، باعتبار أن التصدى للخطاب الإرهابى يعد من المفردات المهمة فى مكافحة الإرهاب.