الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأزهر يطلق 7 فتاوى لنشر ثقافة التعايش وفقه التعامل مع شركاء الوطن

الأزهر يطلق 7 فتاوى لنشر ثقافة التعايش وفقه التعامل مع شركاء الوطن
الأزهر يطلق 7 فتاوى لنشر ثقافة التعايش وفقه التعامل مع شركاء الوطن




كتب - صبحى مجاهد

أطلق الأزهر الشريف مع بداية العام الجديد حملة جديدة للرد على فتاوى المتشددين وأفكار المتطرفين التى تحاول زعزعة الاستقرار فى الوطن من خلال، وقد بدأ الأزهر فى أطار تلك الحملة بإصدار سبع فتاوى جديدة من خلال المركز العالمى للفتوى الإلكترونية تهدف إلى ترسيخ مبادئ المواطنة والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد بالإضافة إلى إظهار صورة الإسلام الوسطى الصحيح، وإبراز تعالميه السمحة التى شرعها لأتباعه فيما يتعلق بالتعامل مع شركاء الوطن.
وقد جاءت الفتوى الأولى للأزهر مع بداية العام لتوضح حكم تهنئة المسيحيين فى أعيادهم حيث أكد أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم «جائزة»، وأنها تندرج تحت باب الإحسان إليهم والبر بهم، كما أنها تدخل فى باب لين الكلام وحسن الخطاب، وجميع هذه الأمور أمرنا الله عز وجل بها مع الناس جميعًا دون تفرقة، خاصة مع إخوتنا المسيحيين الذين هم شركاء فى الوطن، خاصة وأن هذا الأمر من شأنه تزكية روح الأخوة فى الوطن، والحفاظ على اللحمة الوطنية، ووصل الجار لجاره، ومشاركة الصديق صديقه فيما يسعده من مناسبات.

لا إكراه فى الدين

أما الفتوى الثانية للأزهر فى تأصيل الفهم الصحيح للدين فى التعامل مع شركاء الوطن فتوى حرمة إجبار غير المسلمين على الدين، وقال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية إن إكراه غير المسلمين على الدخول فى الإسلام من الأمور المنهى عنها فى الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن محاولات بعض المتشددين إجبار غير المسلمين على الدخول فى الإسلام، منافية لصحيح الشرع.
بينما أوضحت الفتوى الثالثة للأزهر أن الأكل من طعام وذبائح أهل الكتاب «جائز» بنص القرآن الكريم، وذلك مصداقًا لقول الله تعالى فى سورة المائدة: «الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ».

السماحة والمودة

فيما أوضحت الفتوى الرابعة أن التجارة والبيع والشراء وما شابهها من معاملات بين المسلم والمسيحى من الأمور الجائزة شرعًا، والتى لم تحرمها الشريعة الإسلامية كما يدعى البعض.
وأشار مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إلى أن التعامل بين المسلم وغير المسلم فى الوطن الواحد شىء إنسانى وفطرى، وهو مشروع بين الجميع أيًّا كانت أجناسهم أو معتقداتهم، والإسلام الذى هو دين السماحة والمودة والإحسان أمر اتباعه بحسن المعاملة مع جميع الناس سواء كانوا من أبناء وطنه رفقاء أفراحه وأتراحه، أو من أبناء الدول الأخرى.

التهادى مشروع

وجاءت فتوى الأزهر الخامسة فى تأصيل المواطنة لتؤكد أن التهادى بين المسلمين والمسيحيين، ومجاملة كل طرف للآخر فى الأعياد والأفراح والمناسبات من الأمور المشروعة؛ بل والمستحبة، والشريعة الإسلامية حثت عليها لأنها تعزز أواصر الود والتراحم والقوة بين أبناء الوطن الواحد.

رعاية الجار المسيحى

فيما أوضحت الفتوى السادسة للأزهر أن مساعدة المسلم لجاره المسيحى فى حال إذا طلب الأخير المساعدة، هى واجب شرعى وإنساني، ومن الطبيعى أن يساعد الإنسان نظيره فى الإنسانية أيا كان دينه أو لونه أو جنسه، كما أن هذا الفعل يدل على نقاء الفطرة وكرم الأصل.. وأضاف مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن من يزعمون أن الإسلام حرم على أتباعه مد يد العون أو مساعدة المخالفين لهم فى الدين، يخالفون بأرائهم الشاذة والمتطرفة سنة الله فى خلقه التى اقتضت أن يكون الناس مختلفين فى الأديان والألوان والأجناس، وينسبون إلى الإسلام أقوالًا ما أنزل الله بها من سلطان، وهو من هذه المزاعم والإدعاءات براء.. وأشار مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إلى أنه مهما اختلفت أديان الناس، فإن جميعهم إخوة فى الإنسانية، والمسلم يثاب من الله تعالى على إحسانه الذى يقدمه لغيره دون تفرقة بين مسلم أو غير مسلم، كما أن مساعدة الآخرين تُعد نوعًا من العبادة، وهى من أعظم أبواب الخير، ولها مكانة عالية جدا فى الإسلام الذى جاءت عقائده وشرائعه لإصلاح العلاقة بين العبد وربه، وبين العباد أنفسهم، ولهذا حثت الشريعة الإسلامية على إيصال النفع للآخرين بقدر المستطاع.. وتعد فتوى رعاية المسلم لجاره المسيحى وتلبية طلباته وهى الفتوى السابعة هى أحدث الفتاوى الأزهرية فى المواطنة حيث أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أنه لا يوجد فى الإسلام ما يمنع المسلم من زيارة جاره المسيحى؛ بل إن الواجب الذى حثت الشريعة الإسلامية المسلم عليه هو تفقده لأحوال شريكه فى الوطن والاطمئنان عليه ورعايته وتلبية طلباته، فالجار غير المسلم له حق الجوار، وله حقَّا الجوار والقرابة فى حال ما إذا كان مخالفًا فى الدين وذا قرابة.