السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللواء حمدى بخيت لـ«روزاليوسف»: إحدى قيم الجيش المصرى أن يحمى الإرادة الوطنية ويصون الشعب فى مواجهة التحديات

اللواء حمدى بخيت لـ«روزاليوسف»: إحدى قيم الجيش المصرى أن يحمى الإرادة الوطنية ويصون الشعب فى مواجهة التحديات
اللواء حمدى بخيت لـ«روزاليوسف»: إحدى قيم الجيش المصرى أن يحمى الإرادة الوطنية ويصون الشعب فى مواجهة التحديات




الجيش.. بين الإنجاز والتحدى «6»

«مصر أم الدنيا»،  هى أرض الكنانة والحضارة والتاريخ، هى أرض القوة والقدرة، هى صاحبة بناء الدولة وفكرة بناء الجيوش، وقد حباها الله بنيل يرويها وجيش يحميها، لم  يقف يوما إلا بين أبناء شعبه، فجنوده وقياداته من مدن وقرى مصر دون تمييز.. كان الجيش عماد الدولة الفرعونية  والعصور التالية وكان إضافة قوية  للعسكرية الإسلامية، وبقدرة هذا الجيش أصبحت مصر امبراطورية كبرى فى فترات عديدة  من التاريخ.. فهو جيش ليس أيديولوجيا أو متحزبا أو طائفيا أو طبقيا ولم يكن يوما أداة فى يد أى حاكم ضد شعبه، ولم يكن الاعتداء على الآخرين من عقائده، بل هو دائما درع وسيف لمصر، محافظ عليها ومدافع عنها  وعن الحق العربى، وفى صفحات ناصعة كتبت بماء الذهب، سيسجل التاريخ بكل فخر وإعزاز ما قامت به القوات المسلحة من جهد لتعبر بمصر وشعبها مرحلة عصيبة من تاريخ مصر ومنطقتها العربية والعالم اجمع.. فى وقت سقطت فيه دول الجوار فى مستنقع الفوضى.. وتحولت دول أخرى إلى شعوب وقبائل تقاتل بعضها البعض، ويحركها الخارج.. ولكن الجيش المصرى  ساند ثورة شعبه فى 25 يناير ولم يترك مصر تذهب للضياع ولبى نداء أبناء وطنه فى30 يونيو  وتحمل الكثير من الصعاب من أجل أن نصل إلى الاستقرار.. وتحمل قادته ما لم تتحمله الجبال.. وفى هذه السلسلة التى  تعد الأولى فى تاريخ الصحافة المصرية والتى تشمل تصريحات  وأحاديث  قادة الجيش  الحاليين والسابقين عن دور القوات المسلحة خلال ثورتى يناير ويونيو وما بعدها  يتحدثون عن الانجاز الذى يقومون  به الآن، ويردون على التشكيك الذى يروجه  الجاهلون بما يحدث، ودور الجيش فى التنمية وهل يؤثر ذلك على دوره الرئيسى فى حماية مصر وحدودها والاهتمام بالتطوير داخل الجيش وأفرعه وميزانيته والعقيدة القتالية وكفاءة الجندى المصرى وامكانية تحقيق مقولة «مسافة السكة» ولماذا الانفاق على التسليح والتطوير خلال الفترة الأخيرة بالاضافة إلى الأسئلة الشائكة الأخرى.

حوار - عمر علم الدين

اللواء أركان حرب حمدى بخيت أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة.. شغل العديد من المناصب داخل القوات المسلحة منها رئيس فرع التخطيط والعمليات فى إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع ومدير مركز إدارة الأزمات للقوات المسلحة وبعد أداء واجبه الوطنى استكمل الرجل دوره فى خدمة بلاده من خلال عمله مستشارا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وكلية القادة والأركان ثم محاضرا لآلاف الطلاب المدنيين داخل أكاديمية ناصر وخارجها للحديث عن الأمن القومى وأبعاده وكيفية المحافظة على الدولة المصرية من كل العدائيات الداخلية والخارجية وحصل اللواء بخيت على العديد من الأنواط والنياشين وخلال حواره مع «روزاليوسف» أكد اللواء بخيت عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب أن العدو الأول لمصر هو الإرهاب وأن الوضع فى سيناء سيستقر وسيتم القضاءعلى الإرهاب مشيدا بمجهودات القوات المسلحة فى التنمية وخلال الحوار يجيب عن ميزانية الجيش وإعداد الفرد المقاتل ومواجهة التحديات ومايثار حول القضاء العسكرى.. والى نص الحوار:

■ ما  العقيدة القتالية للقوات المسلحة؟
ـــ هى فكرة تنتهجها القوات المسلحة بناء على قراءة دقيقة للتهديدات المحددة التى تواجهها والاستخدام الأمثل الذى يحقق الأمن القومى للدولة .
■ هل يوجد عدو محدد؟
ـــ نعم.. كل ما يهدد أمننا القومى أو لديه أطماع فهو عدو وعدونا الاول هو الإرهاب.. واى دولة تتعدى على القيم وامن مصر القومى فتعتبر عدوا.. والعدو يتغير.. ونحن نضع اعينناعلى كل العداءات المحيطة بنا.
■ ما مفهوم الأمن القومى؟
ـــ الأمن القومى هو القدرة على بناء مناخ مستقر من خلال قدرات الدولة الذاتية أو التعاون مع دول اخرى اقليمية أو دولية ويتم مراعاة جميع التهديدات بحيث تكون الدولة ذات سيادة.
■ كيف يقاس أو يحدد الأمن القومى داخليا وخارجيا؟
ـــ داخليا يقاس على البعد السياسى والعسكرى والامنى وعلى كل المجالات، ومنها المشاركة الشعبية.. وفى الخارج من خلال التكتلات والبعد عن العزلة الدولية .
■ كيف نفهم فكرة أمن قومى مع ما يتم فى المنطقة من ليبيا والسودان؟
ـــ كما ذكرنا فى مفهوم فكرة الأمن القومى يجب مراعاة التهديدات الداخلية والخارجية مثل التسللات والمهاجرين غير الشرعيين وتهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية للداخل كل هذا يمثل تهديدا للأمن القومى، يجب ان تواجههه الدولة بكل الطرق حتى لو اضطرت للدفاع عنه خارج اراضيها
■ هل استهداف الأمن القومى للدول يرتبط بقوتها؟
ـــ لا يتربط بقوتها ولكن بمدى اهميتها من حيث الموقع الاستراتيجى والقدرة السياسية والتاريخ المميز وسابقة قدراتها فى قيادة الاقليم.
■  كيف ترى الوضع فى سيناء فى ظل العمليات الإرهابية؟
ـــ القوات المسلحة تحفظ سيناء (بالشبر) ثم جميع القادة خدموا فى كل شبر فى سيناء.
الوضع الآن مستقر تماما والقوات المسلحة مسيطرة على كل التحركات وتضرب  ضربات شديدة للارهاب وتم القبض على الكثير من القيادات الإرهابية، وعمليات القوات المسلحة ناجحة تماما فى سيناء وهذا النجاح من نتائجه ضعف عدد العمليات وحجمها.
■ هل هناك مخطط زمنى للقضاء على الإرهاب فى سيناء؟
ـــ الإرهاب هو عدو غير تقليدى، ويكمن النجاح فى السيطرة على الوضع هناك وهذا ما حققته القوات المسلحة من خلال خطة مدروسة تتم على مراحل
■  دائما يتم ضبط عناصر إرهابية برفقتهم تجار مخدرات فما علاقة تجارة المخدرات بالإرهاب؟
ـــ الإرهابيون يتحركون لخلق حالة من الفوضى وهو ما يسهل عمل تجار المخدرات ولأن المصلحة واحدة فالآن يتم تمويل الإرهاب من تجار المخدرات لخلق هذا المناخ بالإضافة إلى التمويلات الخارجية.
■  متى يقرر الجيش النزول إلى الشارع المصرى؟
ــ إحدى قيم الجيش المصرى الوطنى أن يحمى الإرادة الوطنية وحماية إرادة الشعب ورغبة الشعب المصرى، وهذا ما طالب به الشعب لنزول الجيش وهو ما فعله فى الوقت المناسب، فالجيش المصرى يقف مع إرادة شعبه فى أى وقت وزمان.
■  هل هناك علاقة للجيش بالأحزاب؟
ـــ فى ظرف خاصة وللحفاظ على البلد حاول الجيش أكثر من مرة التوافق بين الأحزاب وجمع شمل الأمة ولعبت الأحزاب المتطرفة فى فساد هذه الاجتماعات برئاسة الرئيس السيسى، ولكن الجيش لا يتدخل فى الحياة الحزبية.
■ ولكن وجود أحزاب قوية جزء من الأمن القومى؟
ـــ هى ليست مهمة الجيش ولكن هذا هو عملنا الوطنى أن نبنى أحزابا وطنية قوية نبنيها على قيم محترمة ولا يجب بناؤها على الأفكار القديمة التى يتخللها الفساد، وتكون قادرة على وضع رؤية ولدية القدرة على بناء حكومة كاملة والتخطيط الاستراتيجى والانتشار فى المحافظات وتعمل بالقيم الوطنية.
■ كيف ترى عمل منظمات المجتمع المدنى؟
ـــ هى جزء من المنظومة السياسية إذا كانت تعمل فى إطار قيم الوطن وليس فى مصالح الآخرين ولمن يدفع، فاذا كانت كذلك يجب أن ندعم هذة المنظمات.. ونحن نراعى حقوق الإنسان وما تعنيه كلمة الأمن القومى أن يكون هناك أمن واستقرار وهى اشمل من كلمة حقوق الإنسان.
■  كيف ترى التلاحم بين الجيش والشعب؟
ـــ الجيش المصرى قوى بحب الشعب المصرى له وهى مؤسسة وطنية عريقة تعكس قيم الولاء والانتماء الحقيقى لجميع الشعب المصرى، والتلاحم هو مركز ثقل مهم جدا من مراكز الثقل.. والمؤسسة العسكرية أكبر عمود فقرى للأمة وايضا الجيش مستهدف من القوى الخارجية وهناك حرب شائعات ضد القوات المسلحة وهناك أطراف خارجية وداخلية تسعى لإفساد العلاقة بين الشعب وجيشه.
■  كيف ترى الجيش والتنمية؟
ـــ ترجع فكرة المشاركة فى التنمية للمشير أبوغزالة حين قال سوف نعمل حاجاتنا بأنفسنا ومن ذلك الوقت تم إنشاء جهاز الخدمة الوطنية وهو السوق الموازى الذى يلبى حاجة القوات المسلحة والفائض يطرح فى الاسواق بأسعار تنافسية، وهذا جعل القوات المسلحة تستطيع بيدها القوية وهى الهيئة الهندسية أن تساهم فى اقامة الكبارى والطرق والزراعة والمصانع والملاعب والاستادات والمشروعات العملاقة، ويكمن السر فى الإدارة العلمية والضمير وعدم الفساد لأن هذه أموال الشعب.
■ ما  الهدف والاستراتيجية وراء بناء المشروعات العملاقة؟
ــــ مساهمة فى التنمية وتوفير احتياجات المجتمع، وإدخال الشركات المدنية فى منظومة القوات المسلحة بانضباطها للعمل باعلى جودة واقل التكاليف ومع الوقت ستدير المشروعات تلك الشركات.
■  هل هذا يؤثر على كفاءة القوات المسلحة؟
ــــ هذا لا يؤثر هذا على الكفاءة القتالية للقوات المسلحة، لان كفاءة القوات المسلحة شىء ودعمها للمجتمع المدنى شىء، كل جندى مدرب على حمل السلاح واستخدامه داخل المنظومة التى يتبعها، وهناك من هو مدرب على عمل آخر.
■ كيف يتم التوازن بين تدنى الموازنة العسكرية وسر التفوق العسكرى؟
ـــ هذا يأتى من دور القيادة العامة للقوات المسلحة التى استطاعت من خلال هذة الموازنات أن تحقق كل متطلبات العقيدة العسكرية والقتالية للقوات المسلحة من تدريب وأسلحة وكفاءة فنية، وهذه هى قيمة المشروعات التنموية الخاصة بجهاز الخدمة الوطنية وما توفره على الدولة من موازنات عالية والاكتفاء الذاتى للقوات المسلحة وعبقرية ادارتها .
■  هل المشروعات التى تقوم بها القوات المسلحة الهدف منها هو فائض ربح؟
ـــ ليس الهدف الرئيسى ولكن لابد أن يكون هناك هامش ربح بسيط ومنطقى لاستمرارية المشروع .
■  هل تحتاج مزانية القوات المسلحة أن تزيد؟
ـــ نعم، نريد أن تزيد الضعف بل أضعاف لمواكبة متطلبات الدفاع القومى فى ظل العداء الموجود على الساحة الاقليمية والدولية.
■  هل هناك رقابة على ميزانية القوات المسلحة؟
ــ نعم هناك رقابة على ميزانية القوات المسلحة، وما يقدمه وزير الدفاع فى مجلس الشعب والتفاصيل الرئيسية ولا يجوز الاطلاع على التفاصيل الدقيقة لانها تخفى اسلوب بناء وكفاءة القوات المسلحة وهذا لا يجوز أن يظهر للعالم ومن يعادى القوات المسلحة ويتربص بها.
■  كيف ترى مستوى التسليح؟
ـــ التسليح هو اساس الكفاءة القالية، وهناك دور كبير تقوم به الكوادر الجيدة القادرة على صيانة منظومات التسليح المتطورة لديها، وهذا يرجع إلى الادارة وعبقريتها وعدم فسادها مع تدنى الموازنة.
■  هل إمكانيات التطوير لدى القوات المسلحة عالية؟
نعم عالية ولدينا الكوارد الجيدة، ولكن ينقصنا الدعم، وخلال الفترة الاخيرة شهدت القوات المسلحة تطورا ملحوظا وتم شراء احدث الأسلحة لتتناسب مع المتطلبات الجديدة ومواجهة العدائيات وحماية الأمن القومى.
■  هل يمثل النقص التسليحى خطرا على الأمن القومى المصرى بالاتزان الاستراتيجى تجاه اسرائيل؟
ـــ نعم، يمثل خطرا ويمثل خللا فى الاتزان الاستراتيجى بيننا وبين اسرائيل.
■  ما دور القوات المسلحة فى استقرار المنطقة؟
ـــ طلما لديك جيش قوى ذو كفاءة قتالية مدرب فى وفاق مع الشعب ولديه قيادة امينة وقوية وتتصرف فى التوقيتات الحرجة بحكمة وهذا يشكل عنصر ردع فى المنطقة، ويعتبر جيش مصر إحدى علامات الاتزان فى المنطقة .
■  كيف ترى التدريب المشترك بين القوات المسلحة والجيوش الأخرى؟
ـــ التدريب المشترك مهم جدا لأنه يعطى ثقة للفرد فى نفسه أولاً وهو تبادل للخبرات العسكرية وهو قيمة مضافة تسعى لها جيوش العالم ابتداء من الولايات المتحدة، والتدريب المشترك مع الجيوش العربية متنوع وقد يكون نواة لقوة عربية للتصدى للارهاب.
■  مؤخراً تم الهجوم على القضاءالعسكرى فكيف ترى أهميته؟
ــــ هو يتعامل فيما يخص القضايا التى تمس الأمن القومى المصرى، ولا يعمل لصالح أحد وانما بقانون الأحكام العسكرية خاصة القوات المسلحة وهو حازم وحاسم، ولابد أن نغير نظرتنا للقضاء العسكرى وإصداره للأحكام وهو مهم فقد رأينا منذ فترة ما حدث فى فرنسا حين اصدر النائب العام بتوكيل القضاء العسكرى الاختصاص فى قضايا الإرهاب وما تم من محاكمات فى ثلاثة أيام وهذا لم يحدث فى مصر..   والقضاء العسكرى أحكامه واضحة وهو قضاء مستقل، ويحذو حذو نفس القضاء العادى، ولابد من الاستعانة به فى القضايا الحازمة التى تخص الأمن القومى.
■  كيف ترى استراتيجية الجيش المصرى فى المستقبل؟
ــــ تكمن استراتيجية الجيش المصرى فى المستقبل فى الارتقاء بالكفاءة القتالية والفرد المقاتل والتدريب وحالته المعنوية والنفسية وأيضاً جميع الجوانب، ثم تقسيم وتحديد العداءات بدقة شديدة، ثم تحديد قيمة العمل العسكرى طبقا لمتطلبات الأمن القومى المصرى، والقوات المسلحة لا تؤتمر إلا بأمر الشعب المصرى فقط ولانحمى شخصا ولا نظاما ولكن نحمى إرادة شعب.