الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حازم منير يكتب عن: مخطط الإساءة للانتخابات الرئاسية

حازم منير يكتب عن: مخطط الإساءة للانتخابات الرئاسية
حازم منير يكتب عن: مخطط الإساءة للانتخابات الرئاسية




كاريزما «السيسى» تفرض نفسها.. وأصحاب لقب المرشح المحتمل غير جادين

 

لا أعتقد أن أصحاب لقب المرشح المحتمل  يمتلكون مواصفات الجدية للمنافسة فى الانتخابات الرئاسية، سواء الذين أعلنوا رغبتهم الترشح ثم تراجعوا أو الذين لم يتراجعون حتى الآن رغم أن الدلائل تشير إلى انهم ينوون التراجع، ولا اعتبر كلماتى هذه لتعميق حالة الإحباط فى صفوف أنصار المرشحين المحتملين، لأنى من أنصار إجراء انتخابات رئاسية تنافسية تعددية، وسأشعر بسعادة بالغة لو تمكن مرشح أو اثنين جادين من خوض الانتخابات حتى نهايتها بغرض المنافسة وليس بهدف البحث عن مبررات للإساءة للانتخابات،  لكن توقع عدم الجدية يرتبط من رصدك لتحرك فريق المرشح المحتمل على الأرض استعدادا للانتخابات فإذا ما غابت تلك التحركات يضعف الإحساس بجدية الرغبة ويتزايد اليقين بأن الأمر مجرد تحرك سياسى لأهداف أخرى غير الانتخابات الرئاسية.
فى وجود شخصية مثل الرئيس السيسى لها مواصفاتها القيادية وقدراتها الإدارية فإنه من الصعوبة البالغة الحديث عن وجود بدائل ومنافسين، خصوصا إذا كانت الشخصية تتمتع بمواصفات زعامة أو كما يقولون «كاريزما» قادرة على فرض نفسها.
تلك المواصفات لا تأتى من فراغ وإنما تفرضها عوامل محددة منها الأداء والقدرة على الابتكار وتوفير الحلول والبدائل للمشاكل والمتابعة بدأب، وإلزام المعاونين على العمل تحت ضغط الوقت وسرعة الإنجاز مع طرح أفكار ومشروعات عديدة ومتوازية تصيغ إطار واحد للتنمية.
كما أن طرح تصور متعدد الأوجه والنشاط الاقتصادى خاضع لتخطيط متناسق وفق خطة زمنية، وأولويات فى إطار رؤية متكاملة، وعناصر مترابطة، يخلق حالة من الصعوبة فى التعامل أو التنافس، فإما أن تكون منافسا من داخل الدولة لتستكمل ما بدأ، أو تكون مناهضا تسعى لهدم كل ماتم وتبدأ من جديد.
سيعتبر البعض ما سبق مجاملة وتملقا وخلافه من الألفاظ التى اعتدنا استسهال إطلاقها دون تفكير، لكن ما يضرب فى جذور هذه التحليلات الاستسهالية أن أربع سنوات من العمل أو فترة الولاية الرئاسية الأولى تؤكد أن هذه المواصفات حقيقية وواقعية وقائمة على الأرض وتستطيع رصدها بسهولة من متابعات الأداء اليومى.
المشكلة الحقيقية أن كل تلك المواصفات تركت آثارا سلبية على الواقع، وهى إلى جانب ضعف المشهد السياسى، جعلت من الصعوبة بمكان تبوؤ آخرين مكانة المنافسة فى هذا المجال  وانعكاسات هذه الحالة لا تنطبق على الجماعات السياسية فى الداخل إنما تمتد أيضا إلى الخارج.
الغرب بكل توجهاته السياسية يثق فى عدم قدرة أنصاره المحليين على تشكيل منافس سياسى قوى ضد السيسى، وهم -الغرب- يعلمون جيدًا أنه لا منافس حقيقى للسيسى فى الانتخابات قادر على إقناع الناخبين برؤية اقتصادية وسياسية وأمنية فى مواجهة الأزمات الاقتصادية وموجة التضخم وحرب الإرهاب الدائرة فى البلاد إلى جانب دعم الأحزاب السياسية والتكتلات البرلمانية للرئيس طوال ولايته الأولى ومطالبته بالاستمرار فى ولاية ثانية.