السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ميكروباص رمسيس» ينتظر «الإعدام» الواجهة «كُهنة».. والمهنة «أجرة»

«ميكروباص رمسيس» ينتظر «الإعدام»  الواجهة «كُهنة».. والمهنة «أجرة»
«ميكروباص رمسيس» ينتظر «الإعدام» الواجهة «كُهنة».. والمهنة «أجرة»




كتب - حازم هدهد

بواجهة قاتمة، وجسد متهالك، وزجاج ـ غالبا ـ مهشم، يجول الميكروباص «رمسيس» يوميًا شوارع مصر، يحتضن آلاف المواطنين، يتسابقون إليه كل صباح ليحشروا فيه أجسادهم حشرًا، فكراسيه البالية تعرضت لعمليات تطويع متعددة ـ جرت على مدار 3 عقود كاملة ـ على أيدى عشرات ممن تداولوه بيعًا وشراءً، ليضم فى بطنه أكبر أعداد من الركاب، ليدر دخلًا مرضيًا لمالكه.
«رمسيس» ميكروباص مصرى الصنع، أنتجته «شركة النصر»، وتولت توزيعه «الشركة المصرية لوسائل النقل الخفيف»، توقف إنتاجه منتصف الثمانينيات، ليصبح السيارة الأقدم فى سوق الأجرة، فقد تقلص إنتاجه ما بين عامى 1982و1984 إلى أن توقف تمامًا.
ناصر بشاى، أحد مالكى ميكروباص «رمسيس»، يقول عنه: «إنه المسيطر على سوق نقل الأجرة فى أحياء القاهرة الكبرى، فمرور 30 عامًا على انتاجه لم يحل بينه وبين قدرته على أداء غرضه».
«بشاى» أكد أن سيارته تعرضت جميع أجزائها إلى عديد من عمليات الإحلال والتجديد، لدرجة أنها لم تعد تحتفظ إلا بجسدها الخارجى فقط. ما يُعرّضها إلى أعطال متتالية سببها استخدام قطع غيار ليست أصلية.
رصدت «روزاليوسف» عشرات الإعلانات الإلكترونية على الإنترنت التى تعلن عن بيع ميكروباصات «رمسيس»، ما يشير إلى رواج سوقها رغم تهالكها.
حالة الميكروباص «الكهنة» لا تنفى واقع أن له زبائن ومريدين، فمحمد حسني، موظف، يفضل ركوبه كونه «أحسّن من التاكسي» بحسب قوله، موضحًا أن مرتبه لا يمكنه من استقلال «تاكسى» يوميًا للذهاب والعودة من عمله.
«حسنى» ليس راضيًا تمامًا عن أداء «رمسيس»، فتحفظه ليس محله تهالك السيارة الذى قد يعرض الركاب للخطر، بل هو متململ من استغلال مالكيها لارتفاع أسعار الوقود، ليرفعوا بدورهم الأجرة، إضافة إلى حرصهم على تكديسها بالركاب بشكل غير آدمى.
الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، قال إن إجمالى السيارات الأجرة فى شوارع مصر (حتى نهاية ديسمبر الماضي) بلغ 373.5 ألف سيـارة. لم نستطٍع التحقق من تعداد الميكروباص «رمسيس» من هذه الاحصائية بالضبط، لكن تواجدها القوى قى الشوارع يقول أنها نسبة كبيرة.
إحدى مواد مشروع «قانون المرور الجديد» قد تعكر مزاج ملاك «الكهنة» رمسيس، بعد أن نصت مادته الرابعة على إحلال جميع السيارات التى مضى على إنتاجها أكثر من 30 عامًا، وإخراجها من الخدمة، عن طريق إنشاء صندوق تابع لوزارة المالية.