شمعدان الحاج إسماعيل.. حكاية إبداع من الفن الأيوبى

كتب ــ علاء الدين ظاهر


رغم قصر فترة حكم الأيوبيين وانشغالهم بالحروب الصليبية، إلا أنهم تركوا لنا منشآت معمارية تنوعت ما بين عمائر حربية أهمها أسوار القاهرة وقلعة الجبل، ومنشآت دينية أهمها مدرسة الصالح نجم الدين أيوب والمدرسة الكاملية بشارع المعز.
كما شهد هذا العصر شيوع فن التكفيت فى زخرفة المعادن وبرع الصناع الأيوبيون كذلك بمصر وسوريا فى صناعة الخزف المرسوم بألوان متعددة تحت طلاء زجاجى شفاف، كما أبدعوا فى مختلف فنون زخرفة المعادن والأخشاب.
وكشف لنا د.ممدوح عثمان مدير عام المتحف الإسلامى حكاية أحد الكنوز التى يقتنيها المتحف، ويعد دليلا أكيدا على الفن الأيوبى، وهو شمعدان من النحاس مكفت بالفضة يحمل اسمى الحاج إسماعيل ومحمد بن فتوح الموصلي، ومؤرخ ب «مصر أو الموصل – العصر الأيوبى القرن 7 هجري/13ميلادي».
وتابع قائلا: تعد هذه التحفة المعدنية من أشهر الفنون التطبيقية التى وصلتنا من العصر الأيوبي، حيث زينت بمناظر تعكس طبيعة هذا العصر، فقد اشتملت على مناظر الفرسان فى أوضاع مختلفة، هذا إلى جانب مناظر الصيد والقنص والألعاب المختلفة.
فضلا عن المناظر المسيحية المتنوعة إضافة إلى الزخارف النباتية والكتابية، حيث تعد الموصل من أشهر مراكز صناعة المعادن فى العصر الإسلامي، ويحمل الشمعدان اسم صانعيه «الحاج إسماعيل» و«محمد بن فتوح الموصلى».
وتاريخيا يرجع نسب الدولة الأيوبية إلى «أيوب» وكان قائدا عسكريا لدى الزنكيين فى الشام، وتأسست الدولة الأيوبية على يد «صلاح الدين يوسف بن أيوب» سنة 567/1171م، وكان قبلها قائدا عسكريا تابعا لنور الدين زنكي، وبعد أن قام صلاح الدين بإسقاط الدولة الفاطمية وتحصين القاهرة، ضم أجزاء كبيرة من الشام وشمال العراق وأجزاء من اليمن وغيرها.
وأضاف قائلا: عقب وفاته قسمت الدولة بين أولاده وأخيه العادل، وتطرق الضعف إلى الدولة الأيوبية إلى أن انتهى حكمها لمصر فى عهد «عصمت الدين أم خليل شجرة الدر» زوجة الصالح نجم الدين أيوب سنة 648 هجرى/1250 ميلادى.