إيناس عبدالدايم.. المبدعة

كتبت - هند سلامة

بابتسامة هادئة تحمل الكثير من التأمل والدأب والجهد والمثابرة، تجاوزت الدكتورة إيناس عبد الدايم عازفة الفلوت والدكتورة بمعهد الكونسيرفتوار، الكثير من العقبات التى اعترضت طريقها خاصة أثناء تولى محمد مرسى رئاسة الجمهورية، وتقلد وقتها علاء عبدالعزيز حقيبة وزارة الثقافة، كان تحديًا كبيرًا أن تقف دار الأوبرا فى مواجهة الإخوان المسلمين، وتمنع بقوتها الناعمة العديد من الصدمات الإخوانية ضد دار الأوبرا وفنانيها، خاصة عندما خرجت علينا حكومة الإخوان، تؤكد تحريم فن الباليه وضرورة إلغائه، لأنه يساهم فى إفساد المجتمع، وقفت عبدالدايم وقتها وقفة قوية عنيفة، وفى الوقت الذى حاول علاء عبدالعزيز تلفيق عدد من الاتهامات واستخراج ملفات تدينها كى تكون حجة لعزلها من منصبها، لم تفعل إيناس شيئا سوى الصمت والاحتساب والابتسام، هذه البسمة التى هزت عرش الإخوان، وعزلتهم جميعًا من مناصبهم واحدًا تلو الآخر.. نعم بصبر وحكمة صمتت إيناس عبدالدايم، ولم تدافع عن نفسها، بل دافع عنها جميع المثقفين وفنانى الأوبرا وخرج اعتصام وزارة الثقافة الذى استمر أيامًا أمام مكتب وزير ثقافة الإخوان وعزله فنانون ومثقفون من منصبه.
عادت إيناس عبدالدايم لمنصبها كرئيس لدار الأوبرا للمرة الثانية بعد نجاح ثورة 30 يونيو ومنذ ذلك الوقت، قررت التوسع فى أنشطة الأوبرا لإدراكها مدى أهمية الفن فى محاربة قوى الظلام والجهل والتخلف.