الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد خير: الرواية هى الشكل الأمثل للكتابة

محمد خير: الرواية هى الشكل الأمثل للكتابة
محمد خير: الرواية هى الشكل الأمثل للكتابة




حوار - إسلام أنور

 

شاعر وقاص وروائي؛ طلته الأولى فى عالم الأدب كانت شاعرية بديوانه «ليل خارجي» ثم بعد خطوته الثانية «بارانويا» جنح قلمه سريعا نحو القصة وتنوع بين هذا وذاك وكتب عددا من الأغاني لفنانين شباب فى مصر ولبنان، منهم: «زياد سحاب، وفيروز كراوية، وياسمينا فايد، وإيلى رزق الله، ودنيا مسعود، وفرقة نغم مصري»، حتى وجد «سماء أقرب» وكانت أولى رواياته، وتصدر قريبًا الرواية الثانية للكاتب محمد خير تحت عنوان «إفلات الأصابع»، وكان لنا معه هذا الحوار حول أعماله.
■ ذكريات الطفولة كانت حاضرة فى مجموعتك القصصية الأولى «عفاريت الراديو» وغابت فى «رمش العين» وحضر الموت والخوف.. ما الذى حدث خلال هذه السنوات؟
- حكايات الطفولة تطغى عادة على العمل الأول، و«عفاريت الراديو» ليست استثناءً، وبعدما تفرغ جعبة الذكريات تأتى مهمة «الـتأليف»، أو خلق الحكاية، وبعد حكايات التكوين، تبدأ هواجس العمر بأنواعها.
■ كثير من أبطالك يحملون هواجس وخوفا.. هل تعتقد أن الحياة العصرية أصبحت عبئا على الإنسان وزادت من هواجسه؟
- القصص ليست تطبيقا لأفكار عن السياسة والاجتماع، هى حدوتة ولحظة إنسانية، قد تجد فيها ما يمكن أن تقرأه اجتماعيا وقد لا تجد، وهى فى كل الأحوال انعكاس لهواجس المؤلف أولا، ونتيجة لتفاعله مع الواقع.
■ تعتمد فى قصصك وأشعارك على ترك مساحة من الفراغ كى يملأها القارئ بخياله ألا تعتقد أن هذا فى بعض الأحيان يرهقه؟
إذا كنت تقصد مثلا النهايات المفتوحة فى بعض القصص، فهذا يكون عادة فى القصة التى تهتم بلحظة أو عنصر تكون له الأولوية على  حساب سؤال «هيحصل إيه فى الآخر؟»، أما الأشعار فلا أتعمد فيها شيئا وإنما أكتبها كما تصلنى.
■ انضممت لحزب التجمع فى فترة شبابك كيف كانت هذه التجربة وكيف ترى حضور السياسة فى أعمالك الأدبية؟
- كنت فى «اتحاد الشباب التقدمي» بحزب التجمع، وكان هذا بالأساس لاهتمامات عائلتى اليسارية، وكانت معظم أنشطتنا هناك ثقافية وأدبية ومسرحية، لكن هذا على كل حال ماض بعيد جدا، فقد تركت «الحزب» قبل أن أتم العشرين، ولهذا يدهشنى - بل يضحكنى أحيانا- أن يفسر البعض آرائى السياسية اليوم  بأنها «تجمّعية»، لكنى على أى حال أرى أن مشكلات حزب التجمع جزء من مشكلات اليسار فى مصر وليست سببا فيها، أما عن السياسة فى أعمالي، فأحاول أن أتناولها بالطريقة التى ينبغى للأدب أن يتناول بها السياسة.
■ بجانب الكتابة الأدبية تعمل فى مجال الصحافة كيف ترى تأثير الصحافة عليك ككاتب وشاعر؟
- هذا سؤال كبير جدا، باختصار، الصحافة منهكة وخطرة لأنها تتغذى على نفس ما يتغذى عليه الأدب أى الكلمات، لكنها من جهة أخرى تدربك على التعامل مع الكتابة كعمل وجهد دءوب قبل أى شيء.
■ تستعد لصدور روايتك الثانية «إفلات الأصابع» ما الذى وجدته فى الرواية ولم تجده فى الشعر والقصة؟
- لا أبحث فى شكل عمّا افتقدته فى أشكال أخرى، الأمر أنك تجد داخلك ما لا يناسبه سوى هذا الشكل أو ذلك فتتجه إليه، ولا أعتقد أن الحكاية الطويلة ذات البناء المتداخل يناسبها وعاء سردى سوى شكل الرواية.
■ تحظى الرواية برواج كبير فى السنوات الماضية فى حين تبدو القصة القصيرة والشعر والمسرح أقل رواجًا وزخمًا كيف ترى هذا الحضور الطاغى للرواية؟
- يمكن الإطلاع على القصة القصيرة والشعر عبر  كثير من الطرق غير شراء كتاب، يمكن قراءة القصة والقصيدة فى مجلة أو فى موقع إنترنت خلال عدة دقائق، أما الرواية فهى الشكل الفنى الأنسب للكتاب، وأظن أن القصة القصيرة حققت ما يمكن أن نسميه «عودة» جيدة خلال السنوات القليلة الماضية، كما أن فوز أليس مونرو بجائزة نوبل قد ساعد فى زيادة زخم القصة واعتبرها فنا قائما بذاته لا مجرد مرحلة فى طريق الرواية، على الرغم من أن قصص «مونرو» تعد روايات إلى حد ما نظرا إلى طولها.
■ فى رحلة الكتابة هناك كتاب نفضلهم وتؤثر فينا تجاربهم وأعمالهم.. من أكثر الكتاب الذين تأثرت بهم فى مصر والعالم؟
- هذه قائمة لا نهاية لها، لقد تأثرت بكل من قرأت، لكن هناك دائما الأسماء الكبرى، محفوظ والمتنبى وإدريس وأصلان، كافكا وكونديرا ويوسا وغيرهم الكثير الكثير، وفى مصر أحب عماد أبو صالح وإيمان مرسال وياسر عبد اللطيف، ومن جيلى إيهاب عبد الحميد وعبد الرحيم يوسف ومحمد عبد النبي، وهذا السؤال أخشاه دائما لأنك تنسى مهما تذكرت.
■ ما الطقوس الخاصة بمحمد خير التى يستحضرها عندما يكتب؟
- لا طقوس، وإنما دائما  الليل والصمت.