الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

2018 عام الحصاد

2018  عام الحصاد
2018 عام الحصاد




كتب - أحمد إمبابى

وكأن ترتيب الأحداث قد أريد له أن يأتى تأكيدا وترسيخا لدولة التنمية والمؤسسات والاستقرار.. فها هو الرئيس عبد الفتاح السيسى يفتتح عددا من المشروعات من على أرض مدينة صناعية زراعية تحمل اسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات (مدينة السادات) وفى الذكرى المئوية لميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ليؤكد الرئيس أن مصر تسير على خط سطره رؤساء رحلوا ويسير على دربهم رئيس يدرك حجم وطنه ويعظم منه سياسيا واقتصاديا وأمنيا.

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى رسائل قوية للقيادة فى السودان وإثيوبيا، وأكد أن مصر لا تتدخل فى شئون الآخرين وأنها لا تتآمر ضد أحد، ولا يمكن أن تحارب أشقاءها، وإنما سياستها هدفها البناء والتنمية والتعمير.
وأكد الرئيس فى كلمته على هامش افتتاح عدد من المشروعات التنموية الجديدة بمحافظة المنوفية أمس، عدم صدور أى تصريحات من جانب مصر يسيء للجانب السودانى أو أى دولة أخرى، مشيرا إلى أن مصر حريصة على عدم صدور أى إساءة سواء لفظيا أو من أى نوع سواء للسودان أو أى دولة أخرى.
وأضاف الرئيس قائلا: حريصون على ألا يصدر شيئ مسيئ من جانب مصر، لأننا نعبر عن مصر وقيم ومبادئ الدولة المصرية التى تقوم على عدم الإساءة لأحد.
وقال الرئيس: مهما كان رفضنا لأى شكل من الأشكال أو لموضوع معين ، فنحن حريصون على ألا يصدر لفظ مسيء أو تصرف مسيء، لأن هذه قيمة كبيرة ولها مكسب كبير فى النهاية. وأوضح الرئيس ردا على ما يقال بأن مصر تتدخل أو تتآمر ليس فقط فى السودان وإثيوبيا أو أى مكان آخر قائلا : مصر لا تتآمر ولا تتدخل فى شئون أحد وحريصون جدا على أن تكون علاقتنا طيبة جدا.. مضيفا: يكفى ما شهدته المنطقة خلال السنوات الماضية.
وأكد الرئيس: لدينا سياسة ثابتة هدفها البناء والتنمية والتعمير، غير كده مش هيحصل، وقال: تعالوا دايما ندور عن السلام والتنمية والبناء والتعمير، وشعوبنا محتاجة كده، ومش محتاجين الدخول فى صراعات وحروب.
وأكد الرئيس أن مصر لن تحارب أشقاءها.. فالسلام اسم من أسماء الله، ونحن نمارس هذا الاسم فى تصرفاتنا وعلاقتنا مع الآخرين، لأننا غير مستعدين للدخول فى صراعات مع الأشقاء أو مع أى أحد آخر.
وحول ما يقال عن بناء وتطوير القوات المسلحة ورفع قدراتها، أكد الرئيس أن هذا ليس له علاقة بعملية السلام أو حرص مصر على السلام، ولكنها مطلوبة لحماية الأمن القومى ولحماية السلام.
وقال الرئيس ليس معنى تطوير قدرات القوات المسلحة أن نمتلك قدرة عسكرية ضد الآخرين، ولكن فى نفس الوقت مطلوب منا الحفاظ على حياة 100 مليون مصرى.
وأكد الرئيس مجددا أن مصر لا تتآمر ضد أحد، لأننا غير مستعدين لإضاعة جهدنا ووقتنا فى الحروب والصراعات، ولكن شعوبنا أولى بهذه الأموال للتنمية والتعمير، ولذا أدعو الأشقاء فى السودان وإثيوبيا لتفهم ذلك.

مشروعات تنموية

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالأمس افتتاح عدد من المشروعات التنموية بمحافظة المنوفية ومحافظات وجه بحرى والدلتا، بحضور المهندس مصطفى مدبولى القائم بأعمال رئيس الوزراء وعدد من كبار المسئولين فى الدولة.
وتضمنت قائمة المشروعات التى افتتحها الرئيس مشروعات قومية فى البنية الأساسية وتنمية قطاعات التعليم العالى والبحث العلمى والرعاية الصحية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وقدم وزراء الصناعة والتجارة الداخلية والصحة والتعليم العالى والتعليم والشباب، استعراضا بأهم المشروعات الجديدة التى افتتحها الرئيس وما تضمنته من خدمات جديدة واستثمارات للمواطنين.
وخلال كلمته وجه المهندس طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة الشكر للرئيس السيسى على دعم القطاع الخاص والصناعة، وهو ما رد عليه الرئيس قائلا: «إحنا بنضيع وقت كتير فى إعادة تأهيل مصانعنا، وعندنا صرح كبير كان معمول من الخمسينيات».
وأضاف الرئيس السيسى، أنه قال للقائم بأعمال القائم برئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى فى وقت سابق، «لو هتمشوا فى مسارات إصلاح تقليدية مش هتخلصوا مع البيروقراطية والدراسات، وهتلاقوا نفسكم قاعدين».
وتابع: «إحنا بنتكلم مثلا على مصانع السكر، والأهالى فى الصعيد عايزين ناخد منهم القصب بسعر كويس، وده من حقهم وفى نفس الوقت المصانع اللى موجودة من الخمسينيات والستينيات بقت خارج الخدمة، وتكلفة التشغيل الخاصة بها عبء على الشركة.
واستكمل: «عشان نعمل تطوير لازم نتجاوز السلبيات، وعندنا إشكاليات، ومحتاجين نحط إيدينا فى إيدين بعض عشان نحلها، لكن فهم المصريين للقضايا مساعد الحكومة».
وأكد الرئيس أن مصر دولة قوية و«جامدة» وجاهزة لتحقيق أى إنجاز وأى مشروع، وقال إن مصر قادرة على الإنجاز لأنها دولة قوية، وذلك فى معرض حديثه عن إمكانية دخول الدولة بنسبة 50% فى تنفيذ مشروع مجمع الغزل والنسيج.
وأكد الرئيس استعداده للمشاركة فى إنجاز مجمع الغزل والنسيج، قائلا: «المشروع 5 مراحل، يتم تنفيذها فى 7 سنوات، وخطوة إنشاء مصانع الغزل والنسيج ستكون فى المرحلة الخامسة آخر حاجة، واللى قبل كده بنعمل مراحل أخرى مهمة».
وأضاف «احنا مستعدين نقدم كل التسهيلات عشان المشروع ده يخلص فى 3 أو 4 سنين، واحنا مستعدين.. احنا جامدين ومصر دولة جامدة، وجاهزين نخش بـ50% معاكم».
وفى إطار الحديث عن تطوير الصناعات الوطنية، ومنها صناعة السكر، قال الرئيس، إن مصر تفقد تقريبا 20% من القيمة الحقيقية للإنتاج فى قطاع السكر نتيجة المصانع القديمة.
وأضاف أن «قطاع الأعمال مش قادر يحل المسألة، ومش عيب فى الوزير، ولكن التحديات اللى جوه الموضوع كبيرة»، مشيرا إلى أن النمو الذى تحققه الدولة لابد أن يتعاظم، ونقفز بمعدلات التنمية فى مدد زمنية أقل من الآن بكثير، مشددا: « حجم العمل الذى يتم توفيره للشباب يجب أن يكون أكبر من الحالى».
وجدد الرئيس السيسى استعداده لتسهيل الإجراءات لإنهاء مجمع الغزل والنسيج، قائلا «مستعدون نساعد بالإجراءات اللى تخليكم تقدروا تختصروا المدة لأقل من 7 سنوات، ولو شاركت فى المشروع يبقى يخلص فى سنة ونصف، لأنى هشارك بنص التلكفة».

تطوير الجامعات

كما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى افتتاح مشروع تطوير جامعة السويس، عبر الفيديو كونفرانس، خلال تواجده أمس بمحافظة المنوفية لافتتاح عدد من المشروعات القومية بها.
واستعرض الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، خلال الافتتاح، عددا من المشروعات التى سيتم افتتاحها فى إطار الاهتمام بمنظومة التعليم الجامعى فى مصر، مثل جامعة قناة السويس والجامعة المصرية اليابانية وجامعة المنصورة، والمدينة الطبية بجامعة كفر الشيخ باستثمارات 770 مليون جنيه، وجامعة المستقبل باستثمارات 400 مليون جنيه فى السنوات السابقة، وجامعة الإسكندرية التى تم ضخ ما يقرب من 2 مليار جنيه بها خلال السنوات السابقة، بهدف تطوير مستشفياتها، وكذلك قسم الهندسة النووية الذي يمكن أن يكون نواة لمشروع الضبعة النووى.

مستشفيات جديدة

كما افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى مستشفيى بنها للتأمين الصحى، و 15 مايو من قبل إدارة المشروعات الكبرى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، عبر الفيديو كونفرانس. وخلال الاحتفالية ناشد الرئيس المواطنين بضرورة الحفاظ على المشروعات الصحية الجديدة، موضحا: «بقول لكل المصريين اللى بيتفرجوا على الافتتاحات دى اليوم.. لو مكنش عندنا سبيل إننا نحافظ على المنشأة الطبية اللى اتعملت بالشكل ده.. أدائها هيتراجع خلال عامين أو ثلاثة». وفيما يتعلق بجهود علاج فيروس سي ، أكد الرئيس السيسى، استعداد صندوق تحيا مصر لدعم علاج مرضى فيروس سى، قائلا: «إحنا بنفيد المصريين لما بنحل المسألة، ونعالج مريض أيا ما كان سنه، أو نوعه، ولذلك لازم نزيح عنه المرض، وقتها نبقى بنعمل حاجة عظيمة».
وأضاف الرئيس : «أنا أعتبر مدة علاج فيروس «سى» طويلة، لأن كل إنسان مريض بفيروس «سى» كل يوم بينام متألم والمحيطين به، لذلك أنا مستعد للدعم من صندوق تحيا مصر اللى اتبرع فيه المصريين، إذا كان للموضوع تكلفة مالية مستعدون بالدعم من الصندوق».

تطوير المصانع

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن التحديات داخل المصانع والصناعة فى مصر كبيرة، ووجه كلامه لوزير قطاع الأعمال الجديد قائلا: «الزميل بييجى غاطس ميطلعش، والمسألة مش بتتحل، وقطاع الاعمال مش قادر يحل المسألة مش عيب فى الوزير ولكن التحديات داخل القطاع كبيرة». واستكمل الرئيس قائلا: «لو قلت لوزير المالية الدكتور عمرو الجارحى عايز فلوس عشان أحل موضوع هيروح مطلع لك جيوبه على طول»، لذا نحتاج معرفة المشاكل التى تواجه قطاع الصناعة فى مصر ونحدد كيفية حلها.
وأبدى الرئيس السيسى تعجبه من عدم القدرة على تطوير المصانع، قائلا: «احنا مش عارفين نطور 8 مصانع بـ1.8 مليار جنيه، ويا مصريين نفضل قاعدين نستنفذ ونضيع منا الفرص والأموال والتقدم».
وخاطب وزير قطاع الأعمال قائلا: «شوف عايز تعمل إيه وأنا معاك.. وهات لى موضوع وأنا أخلصه فى ثانية، عندنا مصانع مصر اللى عملها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ومقدرناش نحافظ عليها، والحاجة دى منسبهاش كده وفيها عمالة بمئات الآلاف، وعايزينكم تتصدوا بعقل وحكمة وإخلاص وربنا يعيننا».

فى ذكرى الزعيم

فى سياق آخر وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة للأمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لمولد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، أشاد فيها بجهود الزعيم الراحل ومسيرته نحو الاستقلال والكرامة.
قال السيسى إن مصر تحتفل بذكرى زعيم تجسدت فى مسيرته آمال الشعب المصرى نحو الاستقلال والكرامة، فعبّر عن تلك الآمال بإخلاص وكبرياء، وبذل أقصى الجهد لوضع مصر فى المكانة العالية التى تستحقها، إقليمياً ودولياً، فحَمَلَ له الشعبُ المصريّ وفاءً لم ينقطع برحيله، واستمر اسمُهُ من بعدِه رمزاً وعنواناً لتطلع الشعب المصرى لسيادته على مستقبله ومصيره.
وأوضح الرئيس أن «ناصر» تولى المسئولية فى زمن ثورات التحرر من الاستعمار، التى كان هو أحد أبطالها، بقيادته لثورة يوليو المجيدة، التى أنهت عصوراً من السيطرة الأجنبية على مقدرات هذا البلد، وأعادت حكم مصر لأبنائها، ووضعتها على طريق المستقبل والحرية والتنمية. ولفت إلى أن تأثير عبد الناصر امتد ليُلهم ثورات التحرر، ليس فقط فى المنطقة العربية، ولكن فى كافة أرجاء العالم، حيث كان نضالُ الشعب المصرى تحت قيادته ملهماً وحافزاً، لحركات التحرر فى أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، مما رفع اسم مصر ومكانتها عالياً، وباتت رمزاً عالمياً لمبادئ الكرامة الوطنية والاستقلال وعدم الانحياز فى السياسة الدولية.
كما آمن جمال عبدالناصر بقدرة الشعب المصرى العظيم على تحقيق التنمية الوطنية الذاتية، ومحاربة الفقر والجهل والمرض الذين تسببت فيهم قرونٌ من الاستعمار الأجنبي، واستغلال خيرات ومقدرات هذا الوطن وغيره من شعوب العالم، فَأَوْلَى تحقيق العدالة الاجتماعية أهميةً خاصة، لإعطاء الأغلبية الكاسحة من أبناء هذا الوطن فُرَصَ الحياة الكريمة.
وأنهى الرئيس كلمته بتوجيه تحيةُ تقديرٍ وإجلال، لرجل من أخلص أبناء مصر، جمال عبد الناصر، الذى اجتهد وفق محددات عصره ومقتضيات الزمان الذى عاش فيه، وكان حريصاً فى كل الأحوال على مصلحة هذا الوطن وحريته وكرامة شعبه، مؤكدا مواصلة هذه المسيرة، وبذل أقصى الجهد لتحقيق المصالح العليا لمصر، التى تضاعف عدد سكانها خمس مرات من حوالى 20 مليوناً عام 1952 إلى ما يزيد على 100 مليون فى هذا العام. وجدد الرئيس تأكيده أن مصلحة مصر وسلامة أراضيها هما المُبتغَى، ورخاء شعبِها وأمنه واستقراره هي الوجهة والمقصد.