الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تاريخ أسيوط فى الهرطقة

تاريخ أسيوط فى الهرطقة
تاريخ أسيوط فى الهرطقة




مايكل عزيز جورج

 

لم يستسلم الاريوسن بعد انتهاء مجمه نيقيه الذى اقر بحرمان اريوس وهرطقته. بعد الانتهاء من المجمع بدأوا فى تنظيم صفوفهم من اول وجديد لنشر فكرهم الهرطوقى فى الاوساط المسيحية. ولكن كانت هناك شوكة فى حلقهم واقفة ضدهم إلى النفس الاخير. اثناسيوس الذى كان فى مجمع نيقيه مجرد رئيس شمامسة.. اما الآن فهو اسقف على كرسى الاسكندرية العريق . فكان لابد التخلص منه. لأنه هو الوحيد القادر على الوقوف ضدهم.
بدأ يوسابيوس اسقف نيقوميديا الهجوم على اثناسيوس بكل ما أوتى من قوه . قال عنه الاب متى المسكين فى كتابه عن القديس اثناسيوس الآتى. الاسقف يوسابيوس ذئب نيقوميديا الذى خرج من منفاه بعد سنة واحدة ليبدأ نشاطه على مستوى الامبراطورية. كان اريوسيا. كان ميليتيا . كان كل شىء يمكن ان يكون ضد مجمع نيقيه وضد البابا اثناسيوس بالذات.
اجتمع اذن يوسابيوس الكاره للمجمع الكبير ولأثناسيوس بالتحديد.. مع اتباع ميليتس متروبوليت، مطران  مدينة اسيوط الخارج عن الايمان والمحكوم بالتجريد من قبل.
بطرس خاتم الشهداء.. يوسابيوس يريد التخلص من اثناسيوس لتستقيم له الاجواء لتنفرد الاريوسيه بالعروش الكنسية.. ويريد اتباع ميليتس التخلص من اثناسيوس ليمارسوا سلطتهم على الكنيسة بحرية مطلقة ودون أى مضايقة من اثناسيوس.
■ من هم اذن اتباع ميليتس؟
- ميليتس هذا كان اسقفا على مدينة ليكوبوليس، أسيوط، حاليا.. فى اثناء الاضطهاد البشع الذى مارسه الامبراطور دقلديانوس على المسيحيين،  قام ميليتس بتقديم الذبائح للأوثان. وفى غياب البطريرك قام برسامة ما يقارب الثلاثين اسقفا لإيبارشيات خارج ايبارشيته.. فعقد البابا بطرس خاتم الشهداء مجمعا لتجريد ميليتس من اسقفيته. ولم يكتف ميليتس بذلك بل انضم للأريوسيين فى عهد البابا اثناسيوس
توفى هذا الرجل فى عام 330.. ليخلفه على قياده الميليتين يوحنا اركاف.. كانت هذه الشيعة وقتها كبيرة ولا يستهان بها.. ما يقارب الخمسة والثلاثين اسقففا بجانب مئات من الكهنة والرهبان.. وهؤلاء كلهم مجتمعون نظموا صفوفهم لمواجهة اثناسيس الرسولى.
■ ماذا فعلوا مع يوسابيوس النيقوميدى ضد اثناسيوس؟
- بدأ التخطيط بين يوسابيوس والميليتين على تدمير اثناسيوس بأى وسيلة ممكنة.. بأى طريقة!
قاموا الميلتيين بالتفاق مع يوسابيوس على تقديم عريضة للإمبراطور يتهمون فيها اثناسيوس بأنه قام بفرض ضريبة جديدة على المصريين بخصوص ملابس الكتان الخاصة للكهنة. وفى هذا الامر نقطة خطيرة لأن اثناسيوس بذلك جعل لنفسه حقا من حقوق الامبراطور حيث فرض الضرائب والقوانين على الشعب بدون اذن امبراطورى.. ولكن حدث ما لا يتوقعه الميلتين وقتها.. فقد كان عند الامبراطور كاهنين قبطيين هما ابيس ومكاريوس.. قاما بتفنيد هذه التهم للإمبراطور وأثبتوا كذبها وافتراءها.
لم يكتفوا بالطبع الميلتين وعقلهم المبر يوسابيوس بهذا الامر بل دبروا اتهامات كثيرة ضد البابا اثناسيوس.. كالتعدى على أحد الكهنة الميلتين وكسر المائة المقدسة. كذلك دبروا قصة محكمة تفيد بأن البطريرك قام بقتل احد الأساقفة ولإثبات هذه القصة قاموا ايضا بإلإخفاء الأسقف عن الأعين.. لولا العناية الإلهية ونباهة الاسقف اثناسيوس لكانت صدقت القصة وصار اثناسيوس فى عرف التاريخ قاتلا ومعتديا على المذبح المقدس .
العلاقة الشييطانية بين اتباع ميليتس ويوسابيوس لم تنته سريعا. بل ظلوا رأس حربة موجه من داخل مصر نفسها ضد القوى اثناسيوس.. بل ان الميلتين أنفهسم لم ينته وجودهم داخل مصر الا فى القرن الخامس تقريبا.