شهادة التوحيد وأهل الكهف.. بصمة رحالة «كريت» فى «دقمسيس»

كتب - علاء الدين ظاهر

 

 وسط عشرات الآثار التى تسكن شوارع مدينة رشيد يتمتع مسجد أحمد أغا طوطمقس دمقسيس» 1116 هـ / 1704 م» بشارع على الجارم بشيئين يميزانه عن غيره، أولهما أنه المسجد المعلق الوحيد بمدينة رشيد، والثانى أن جدران المسجد وأعمدته تمتلئ بكتابات وتوقيعات رحالة مروا على المدينة قبل عشرات السنين.
المسجد يتكون من دور أرضى يضم مخازن وحوانيت غطيت بأقبية متقاطعة، ويقع الباب فى الواجهة الغربية ويصعد إليه بدرجات من الحجر.
أما فى الواجهة الجنوبية فتبرز حنية المحراب وتحيط بالمسجد سقيفة من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.
ومن المعروف ان مدينة رشيد شهدت ازدهارا قويا فى العصر العثماني، وكانت اقرب المدن الى اسطنبول ومنها زادت حركة التجارة بين مصر وتركيا، واصبح من العادة ان من ينزل برشيد من تركيا او من الجزر اليونانية او البلاد الخاضعة للحكم العثمانى، يقوم بكتابة نصوص دينية تذكارية، خاصة على الجدار القبلى للمسجد او ما يعرف بجدار القبل.
«روزاليوسف» أثناء زيارتها للمسجد رصدت بعضا من تلك النصوص، ومنها نقش كتابى على الجدار الشمالى للمسجد من الداخل، على لوحة بيضاوية من الرخام تشبه شكل القلب، عليها زخرفة بالمداد الاسود على هيئة خطين عريضين يتقاطعان من أسفل، وينتهيان بشكل زخرفى اقرب الى مروحة نخيلية فى كل منهما، ثم يتدلى منها ما يشبه الميدالية.
وفوق هذ التشكيل دائرة صغيرة على جانبيها تشكيل زخرفى نباتي، وكتب بداخل هذه الدائرة لفظ الجلالة، أما الدائرة الكبرى مكتوب فيها «ملا احمد كريدى سنة 1200 هجرى»، وهذا النص تذكارى لأحد الاشخاص ويدعى ملا احمد كريدى، وملا لقب دينى شيعى وكتبه هذا الشخص على الجدار الشمالى للمسجد من الداخل، كتذكار إبان زيارته لرشيد عام 1200هجرى، وهذا الشخص من جزيرة كريت والتى كتبت كريدى. وهناك نقش كتابى آخر مؤرخ 1229 هجرى - 1813 ميلادى، من 5 أسطر على مربع من الرخام الابيض بالمداد الاسود بخط الثلث، ويتضمن بعض أسماء الله الحسنى وشهادة التوحيد وأسماء أهل الكهف وكلبهم، وهذا النص كتبه الحاج على الكريدى من اهل جزيرة كريت فى احدى زيارته للمدينة.