رسائل الرئيس فى مؤتمر «حكاية وطن»

كتب - أحمد إمبابى

رسميًا أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى ترشحه لانتخابات الرئاسة الحالية لفترة رئاسية جديدة، فى ختام مؤتمر حكاية وطن الذى عقد على مدى ثلاثة أيام لاستعراض ما حققته الدولة المصرية من إنجازات خلال السنوات الأربع الماضية.
وأكد الرئيس أنه بذل كل ما فى وسعه من جهد على مدار الفترة الماضية من أجل النهوض بمصر، مشيرا إلى أنه رغم ما تحقق من انجازات على مدار السنوات الماضية، فإن تطلعاته وطموحه لمصر لم يتحقق بعد، مشدداً على أهمية مواصلة العمل من أجل أن تحصل مصر على مكانتها المستحقة بين الأمم، وأوضح أنه يقدم ما تحقق من انجازات إلى رئيس مصر القادم الذى سيختاره المصريون فى الانتخابات القادمة، مؤكداً أنه سيتم إجراؤها بكل نزاهة وشفافية.

وعلى مدى ثلاثة أيام شارك الرئيس السيسى فى فعاليات المؤتمر وجلساته المختلفة التى تناولت محاور الانجاز فى قطاعات مختلفة الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والسياسية  والأمنية والخارجية، لتوضيح حجم ما تحقق فى ظل التحديات والظروف التى تمر بها الدولة.
واستعراضًا لأهم الرسائل والقضايا التى تحدث عنها الرئيس السيسى خلال جلسات المؤتمر وفعالياته والأرقام التى تم تناولها ودلالتها نفند أبرز تلك الرسائل:
تحية للشعب المصرى
الرسالة الأولى كانت واضحة من البداية، وهى توجيه التحية للشعب المصرى على تحمله الاجراءات التى اتخذتها الدولة خلال السنوات الاخيرة، حيث دعا الرئيس الحاضرين فى بداية المؤتمر للوقوف تحية تقدير للشعب المصرى، كما حرص على مدار فعاليات المؤتمر على نسب ما تحقق من إنجاز للشعب مشيرا إلى أن ما تحقق ما كان أن يتم دون دعم الشعب المصرى.
وأكد الرئيس أن الأبطال الحقيقيين فى الحفاظ على الدولة المصرية هم المصريون، مؤكداً أنه لم يكن من الممكن تحقيق الانجازات المختلفة دون وقوفهم إلى جانب الوطن.
تحية لأهالى الصعيد
الرئيس حرص على أن يوجه شكرًا خاصًا لأهالى الصعيد، مشيراً إلى وقوفهم إلى جانب الدولة فى جهود تطوير أحد الطرق بما يعبر عما يتمتعون به من رقى ووطنية خالصة.   
يد تبنى ويد تحمل السلاح
قبل أن يلقى كلمته فى ختام مؤتمر حكاية وطن، تحدث أحد شباب المهندسين المشارك فى مشاريع حفر الانفاق أسفل قناة السويس، وكذا أحد ضباط القوات المسلحة الذى شارك بعمليات مكافحة الارهاب فى شمال سيناء، واللذين استعرضا البطولات والتضحيات التى يبذلها أبناء مصر فى سبيل النهوض بها وتأمينها من كل المخاطر وهى رسالة مهمة تؤكد أن هناك يداً تحمى وأخري تبنى وتعمر.
تقدير مؤسسات الدولة
كما سجل الرئيس عميق تقديره لمؤسسات الدولة المصرية، بداية من الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، وكذا لجيش مصر العظيم الذى يحرس مقدرات البلاد، والشرطة الباسلة التى تسهر على أمنها، وأيضاً للمفكرين والعلماء والمبدعين والمثقفين باعتبارهم قوة مصر الناعمة.
المرأة والشباب
وأعرب الرئيس أيضاً عن تقديره للمرأة المصرية التى قدمت التضحيات كى تبقى مصر عظيمة، ولشباب مصر الواعد الذين يحظون بثقة الكاملة فى قدراتهم على تحقيق المستقبل الأفضل.
وفيما يتعلق بجهود تمكين المرأة، تحدث الرئيس عن الجهود التى تُبذل على هذا الصعيد للارتقاء بشتى أحوال المرأة فى مختلف نواحى الحياة، مستعرضاً أهمية دورها بالمجتمع ومحوريته.
وذكر الرئيس أن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب يستهدف تجهيز كوادر شابة لقيادة مؤسسات الدولة.
انتخابات رئاسية نزيهة
تعهد الرئيس السيسى بإجراء انتخابات رئاسية نزيهة، وقال أنه يتعهد أمام الشعب المصرى بإجراء الانتخابات الرئاسية بكل نزاهة وشفافية بما يكفل حرية الاختيار من الشعب للرئيس القادم.
وناشد الرئيس  أبناء مصر بالمشاركة الفعّالة فى الانتخابات الرئاسية القادمة، ومتطلعاً لأن تسفر الانتخابات عن نتيجة تعبر عن شعب مصر العظيم.
مواجهة الفاسدين
وجه الرئيس السيسى رسالة شديدة اللهجة لما أسماهم بالفاسدين الذين يحاولون الوصول لكرسى الرئاسة، وقال: لن أسمح بالفاسدين بالوصول لكرسى الرئاسة، وشدد على أن من يقترب منهم فليحذر منه.
وقال الرئيس أن هناك من يحاول العبث بأمن هذه الدولة وهناك فاسدون يحاولون الوصول للكرسى ولن يسمح لهم، وأكد الرئيس ضرورة أن يؤمن المصريون بمستقبلهم، وأن يُحسنوا اختيار مرشحيهم لتولى المسئولية، مؤكداً على أن كافة الخطط التنموية تم وضعها على أسس علمية وأنه جار تنفيذها بشكل مؤسسى من جانب جهات الدولة.
استراتيجية مكافحة الإرهاب
ورداً على استفسار حول استراتيجية الدولة لمكافحة الإرهاب، أوضح الرئيس أن مصر حرصت دائماً على الدعوة إلى تبنى استراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب تتضمن الجوانب الفكرية والثقافية، مشيراً إلى الجهد الكبير الذى تبذله الدولة لمكافحة الارهاب على كافة المحاور والاتجاهات الاستراتيجية، وما تتخذه القوات المسلحة من تدابير لاحكام تأمين الحدود. كما أكد الرئيس أن الدولة حريصة خلال حربها ضد الارهاب على الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين، مشيراً إلى أنه سيتم مكافحة العناصر الارهابية بكل قوة وحسم خلال الفترة القادمة.
كما تحدث عن التهديدات الإرهابية التى تعرضت لها مصر خلال السنوات الماضية، والتضحيات الكبيرة التى بذلها الشعب المصرى من أبنائه الأبرار فى سبيل التصدى لهذه الآفة، مشيراً إلى أن أعداد المصابين تصل إلى نحو ١٣ ألف مواطن تحرص الدولة على توفير الرعاية الكاملة لهم.
تطوير القدرات العسكرية
 أكد الرئيس حرص الدولة على استعادة قوتها الشاملة تضمن ترسيخ القوة العسكرية، والتى عززتها مصر كثيراً على مدار السنوات الماضية، لافتا إلى أن عدم تدخل مصر عسكريا فى ليبيا طيلة الفترة الماضية يؤكد حرصها على اعلاء القيم والمبادئ رغم الاخطار المتعددة القادمة من الحدود الغربية.
الإرهاب فى سيناء
وفى إطار مناقشة محور مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس أن الدولة كانت حريصة على عدم الإضرار بمصالح وممتلكات الأهالى فى شمال سيناء خلال محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن حجم ما ينفق على تنمية سيناء يصل إلى نحو ٢٥٠ مليار جنيه، ومؤكدا انه سيتم استخدام عنف شديد وقوة غاشمة ضد الإرهاب فى سيناء.
نجاح السياسة الخارجية
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد الرئيس أن مصر تتبع سياسة متوازنة ومسئولة فى ردود أفعالها وتحركاتها إزاء مختلف الاحداث الدولية. كما أكد أن مصر لا تحارب أشقاءها، إلا أنها فى الوقت ذاته تتخذ الاجراءات التى تصون أمنها القومى وتعزز من قوتها العسكرية، مؤكداً أن وحدة وتماسك المصريين هو العنصر الأهم فى معادلة الأمن القومى المصرى.
إصلاح المحليات
وبالنسبة للمحليات، أكد الرئيس أن الدولة عازمة على النهوض بأوضاع المحليات، مؤكداً العزم على إجراء انتخابات المحليات واعتماد القانون الخاص بها، كما تناول الدور الهام الذى يتطلع أن تقوم به الإدارات المحلية عقب انتخابها، داعياً المواطنين والشباب إلى حسن اختيار ممثليهم بالمحليات والمشاركة بفعالية بها، أخذاً فى الاعتبار دورها المحورى فى إدارة الشئون الخدمية التى تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
جدوى مشروع قناة السويس
أوضح الرئيس السيسى أهمية مشروع قناة السويس الجديدة، وقال ردا على أسئلة أحد المواطنين، أن المشروع ساهم فى تحقيق الاستفادة الكاملة من مجرى القناة وكذا ارتفاع دخلها، بالإضافة إلى تأهيلها لاستقبال السفن العملاقة والمتطورة، وجعل القناة قادرة على الانضمام إلى مبادرة إحياء طريق الحرير التى تقيمها الصين.
وأضاف الرئيس أن الاهتمام بالبنية التحتية جاء فى إطار مرحلة تثبيت الدولة، ولجعلها مستعدة لمرحلة الانطلاق.
أوضاع الحريات فى مصر
وفيما يتعلق بشأن وضع حقوق الإنسان والحريات فى مصر، أكد الرئيس أن إعلاء حقوق الإنسان والحريات هى ثوابت وطنية تحرص الدولة على تحقيقها، مشيراً إلى أن الارتقاء بثقافة وقيم حقوق الإنسان والحريات العامة مرتبط بالنهوض التدريجى فى مختلف نواحى الحياة فى مصر.
كما أكد أهمية تناول موضوع حقوق الإنسان بمنظوره الشامل وعدم اختزاله فى الحقوق السياسية فقط، بل إيلاء اهتمام مماثل للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.     
ضرورية برنامج الإصلاح الاقتصادى
أشار الرئيس إلى أن مشكلة الاقتصاد المصرى عميقة وممتدة عبر عقود طويلة، وأن مواجهة هذه المشكلة تطلبت تنفيذ برنامج حقيقى للإصلاح الاقتصادى للتعامل مع مشكلات دولة يصل حجم سكانها إلى ١٠٠ مليون نسمة مما يتطلب موازنة عامة لا تقل عن ١٨ تريليون جنيه، مقارنة بالموازنة الحالية التى لا تتجاوز تريليون جنيه فقط، الأمر الذى يتطلب مضاعفة الجهود بشكل مكثف من الحكومة والمواطنين، والإصرار على التغلب على التحديات وتغيير الواقع.
وقال الرئيس إن الدولة ملتزمة بتحقيق العدالة الاجتماعية مع ضرورة زيادة الوعى بكيفية تدبير الموارد اللازمة لتحقيقها، وإدراك أن توفيرهذه الموارد مسئولية مشتركة، مشيراً إلى أنه تمت زيادة المرتبات بقيمة ١٥٠ مليار جنيه تقوم الدولة باقتراضهم سنوياً مما يتسبب فى زيادة الدين بشكل مضطرد.
أزمة السياحة
أوضح الرئيس أن ما حدث لقطاع السياحة كان مخططاً لإيذاء مصر، حيث تسبب فى فقدان ما يقرب من ١٠٠ مليار دولار فى ٦ سنوات مما فاقم أزمة الاقتصاد، مؤكداً أن الهدف من ذلك هو محاولة إسقاط الدولة، الأمر الذى يستوجب وعى الشعب بهذه المحاولات لعدم إعطائها فرصة النجاح، وأوضح الرئيس أن عودة السياحة بقوة يتطلب مستوى مرتفعاً من الاستقرار الأمنى وهى مسئولية الجميع سواء الأجهزة المعنية أو المواطنين، مؤكداً أن الدولة تطبق أعلى درجات الأمان فى المقاصد السياحية والمطارات فى مصر طبقاً للإمكانيات المتاحة.
ذوو الاحتياجات الخاصة
وعن اهتمام الدولة بذوى الاحتياجات الخاصة فى ضوء إعلان عام ٢٠١٨ عاماً لهم، أشار الرئيس إلى أن جميع المدن الجديدة تراعى فى تصميماتها ذوى الاحتياجات الخاصة والتسهيل عليهم، كما وجه الرئيس بتخصيص مليار جنيه من صندوق «تحيا مصر» بغرض الكشف المبكر عن أمراض العيون، فضلاً عن دراسة إمكانية إنشاء صندوق خيرى لذوى الاحتياجات الخاصة.
بطاقات التموين
نفى الرئيس وجود نية لإلغاء بطاقات التموين ودعم الخبز محذراً من تصديق وترديد الشائعات التى تهدف للتأثير السلبى على الروح المعنوية للشعب المصري.
اللاجئون
وفيما يتعلق باستقبال مصر للاجئين، أكد الرئيس أن مصر لا تقيم مخيمات أو معسكرات للاجئين، وأنها تحتضنهم بالمجتمع وتعطيهم ذات الحقوق والخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك رغم الأعباء المالية المترتبة على ذلك، لاسيما فى ضوء استضافة مصر لنحو 5 ملايين لاجئ.