السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التمني ب "عودة الروح"!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 05 - 10 - 2009



كم أتمني ونتمني كمصريين أن "تعود الروح" لشعب مصر، روح مثل هذا اليوم "6 أكتوبر" منذ ستة وثلاثين عاما، يوم شهدنا فيه كمصريين نجوما لمعت في سماء الوطن "محمد أنور السادات، أحمد إسماعيل، محمد حسني مبارك، عبدالغني الجمسي، الماحي، الشاذلي" عشرات من أسماء النجوم اللامعة من قادة قواتنا المسلحة، وخلفهم مئات الألوف من جنود وضباط صف وضباط من أبناء المصريين، وشعب بكامل قوته وكامل هيئته وتعدد مشاربهم واتجاهاتهم شعب مصر كله عادت إليه الروح عادت تلك الروح التي غابت عن الوطن منذ صباح 5 يونيو 1967، حينما فوجيء المصريون خاصة هذا الجيل من شعب مصر، في تلك الحقبة الزمنية "جيل ثورة يوليو 1952" بأنهم عاشوا كذبة كبيرة ملخصها أن مصر أقوي من كل ادعاءات الأعداء، وأن مصر أم الدنيا "وهي كذلك بالتاريخ والجغرافيا"، وأن كل شيء تمام يا أفندم!! "ورقبتي ياريس" وهذه الجمل التاريخية التي استخدمها المصريون في نكاتهم بعد ضربة يونيو 1967 انكسر هذا الجيل من شعب مصر وانكسرت الفرحة، وأصبح هذا التاريخ 5 يونيو 67، تاريخا فارقا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مصر، واندفع شباب الجامعات إلي مراكز التجنيد بعد أن كان الهروب من التجنيد أمراً مسلماً به!! قبل هذا التاريخ اندفع المصريون بكل فئاتهم حتي الفنانون منهم في حملة سميت من أجل المجهود الحربي، وعلي رأس هؤلاء كانت المرحومة "أم كلثوم وعبدالحليم حافظ"، وغيرهما وسمعنا عن يد "تبني ويد تحمل السلام"، "وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، تلك الجمل المأثورة التي أطلقها الراحل جمال عبدالناصر، وتغير وجه مصر الثقافي تدريجيا من مستمعين لخطب الزعيم ومسئولي الاتحاد الاشتراكي ومنظمات الشباب، والطلائع إلي شباب وقف يحلل ما حدث وخرج في مظاهرات 28 فبراير 1968، رافضا الأحكام الصادرة علي قادة القوات المسلحة إبان العدوان علي مصر صباح 5 يونيو 67، وصدور ورقة مارس 1968، وميلاد منهج لمستقبل الوطن بعد أن كفر هذا الجيل من شعب مصر بالميثاق وغيره من أوراق تعري عنها الصدق والشفافية صباح 5 يونيو 67، وكانت حرب الاستنزاف وبناء الجيش المصري، ولم شتاته بعد الهزيمة غير المبررة والتي "دلعها" محمد حسنين هيكل بتسميتها "النكسة"، وضحك المصريون وعدلوا الوصف إلي "الوكسة"!
وعاش المصريون ست سنوات وفي منتصفها وبالتحديد 28 سبتمبر 1970 فقدنا رمز الصمود والتحدي والنضال جمال عبدالناصر الذي أعلن وفاته مساء هذا اليوم الحزين، رغم أن وفاته الحقيقية المؤجل إعلانها، كان صباح 5 يونيو 1967، "رحمه الله رحمة واسعة" وكانت عودة الروح ظهر 6 أكتوبر 1973، وعودة الكرامة للمصريين وللأمة العربية كلها بفكر وعمل ودأب من قادة قواتنا المسلحة وصاحب قرار العبور محمد أنور السادات والمخطط العسكري القائد المرحوم المشير أحمد إسماعيل وذراع مصر القوية اللواء محمد حسني مبارك، والذي رقي إلي رتبة الفريق في مشهد درامي بمجلس الشعب في جلسة تاريخية يوم 17 أكتوبر 1973، وهؤلاء العباقرة من قادة القوات المسلحة أمثال صاحب المدفعية المصرية الرهيبة اللواء الماحي، وغيرهم من أبطال وشهداء القوات المسلحة، أعادوا الروح لشعب مصر، والتي نتمني أن تعود مرة أخري اليوم أو غدا، المهم أن نقرأ الفاتحة للشهداء وللأبطال.